نجلاء نادر تكتب .. “الشخصية الاعتمادية”
“أنا اعتمد عليك في كل شئ”
ماذا تعرف عن الشخصية الاعتمادية؟ ,هل أنت شخصية اعتمادية؟ , هل تتعامل مع شخصية اعتمادية؟
- أعراض اضطراب الشخصية الاعتمادية:
تختلف أعراض اضطراب الشخصية الاعتمادية من شخص لآخر لكنها تتفق في أن أغلبها فى أن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الاعتمادية غالبًا ما يكون عندهم الشك في قدراتهم ومهاراتهم، ويرون أنفسهم عديمي القيمة أو ضئيلي القيمة للآخرين. وغالبًا ما يتسمون بقدر قليل من احترام الذات والإيمان بأنفسهم أو بمعرفتهم.
وعندما يتعرّضون للنقد البنَّاء أو الرفض في أي وقت، فإنهم ينظرون إلى ذلك ببساطة على أنه دليل على عدم أهميتهم. ولا يكون عندهم الرغبة في تجمل المسئولية والهروب منها وأعطائها للأخرين.
التصرف بخضوع:
هذا التصرف يجعل لديك الاستعداد لتحمل سوء المعاملة والإيذاء من الآخرين على حساب نفسك ويرجع ذلك التصرف لظنك أنك لا تستطيع التصرف دون الأعتماد على الأخرين .
ويتميز صاحب الشخصية الاعتمادية بأن طريقته في التعامل مع الآخرين هي الظهور بمظهر المسكنة لاستدرار عطفهم، ويميل إلى تضخيم ما يعاني منه، والتقليل مما لديه من مكاسب، حتى يزداد ما يمنحونه له.
الاعتماد على الأصدقاء أو العائلة في صنع القرار:
وهو عدم القدرة على اتخاذ القرار و تجنبك حمل المسؤولية الشخصية، والهروب من النتائج ويرجع ذاك لفقد الثقه فى النفس.
وفي حياته الخاصة تكون قراراته في يد غيره، مثل تخصصه الدراسي، وزواجه، وعمله، وعادة تكون نتاج أوامر من يتولون أمره، وليست نتاج رغباته وأفكاره الخاصة.
الاعتماد على الآخرين في كل شيء للشعور بالأمان والراحة ولإعادة الطمأنينة ولتقديم النصيحة والدعم:
أذا افتقد لتواجد الناس حوله أو دعمهم، فإنه يُصاب بحالة من القلق , عدم القدرة على اتخاذ قرارات يومية مشتركة دون طمأنة الآخرين هي عرض ثابت ومن أكبر الدلائل على الاضطراب.
فإنه يُصاب بحالة من القلق الشديد أو نوبات الهلع التي تصاحبها أعراض جسدية، مثل سرعة ضربات القلب وضيق التنفس والدوار والإغماء.
التعرض للأذى النفسي بسهولة إذا واجه الرفض من الآخرين:
ويظهر ذلك فى الشعور بالعزلة والعصبية عندما يصبح وحيدًا و الخوف من الرفض والنقد والخوف من الهجر.
ما أسباب اضطراب الشخصية الاعتمادية؟
لم يعرف حتى الآن السبب المباشر للإصابة باضطراب الشخصية الاعتمادية، ولكن يمكن إرجاعه إلى عوامل وراثية و بيئية ونفسية :
عامل الوراثة: هناك أدلة قوية بأن هذا الاضطراب ينتشر في العائلات والأسر.
عامل البيئة والتنشئة الاجتماعية: كالحماية الزائدة من الأبوين، أو تسلط أحد الوالدين ورسمه حدودًا لسلوكيات أبنائه وخياراتهم في الحياة، أو إهمال العائلة للطفل، ما يدفعه لعدم فعل أي شيء سوى ما يمليه عليه الآخرون ليكسب حبهم واهتمامهم، كل ذلك يسهم بجعل الطفل ذا شخصية اعتمادية.
عامل نفسى:
هناك بعض الصفات الخاصة بكل إنسان يُولد بها، الشخص المغامر ذات الشخصية القوية الذي لديه قدرة على اتخاذ القرارات في سن صغير أقل عرضة لظهور نمط الشخص الاعتمادي في المستقبل.
ولذلك قد ينشأ الطفل لأب أو أم ذات شخصية اتكالية ويكتسب صفة أحدهم وهى صفات الشخص الاعتمادي بينما لا يتأثر الطفل الآخر، هذا العامل النفسى ما زال مجال بحث للأطباء النفسيين حتى اليوم.
كيف يجب التعامل مع أصحاب الشخصية الاعتمادية؟
غالبًا ما يدخل إليك الاعتمادي من قِبَل عاطفتك ومبادئك الأخلاقية، فيحاول تحريك آفة “الشعور بالذنب في داخلك” لكي يصل إلى ما يريد، ويجعلك بين خيارين: أن تحقق له ما يريد فتعزز اعتماديته، أو تتركه ليستقل فيتهمك بالتخلي عنه.
لذلك يجب أن تكون واضحًا في حدود ما ستقدمه له منذ البداية، فهو كثير الطلب، ولا يقف عند حد، ولا بد أن تكون حدود المساعدة واضحة له منذ البداية، وأن لا تسمح له أن يستغل مساعدتك له في جانب ما ليعممها على جوانب حياته المختلفة. ولكن إذا كان الاعتمادي قريبك أو صديقك ووجدت نفسك غير قادر على التخلي عنه فحاول أن تهيئ له الفرص المناسبة للاستقلال، وذلك بأن تكسبه الخبرات والمهارات اللازمة للنجاح، بدلًا من أن تصنع أنت له نجاحه.
خطوات لبناء طفل ذو شخصية قيادية من البداية وأيضا مساعدة الشخصية الأعتمادية على العلاج:
- تحفيزه على إبداء رأيه بصراحة ووضوح.
- اجعله يعتمد على نفسه في الأمور البسيطة.
- ابتعد عن التجريح والتأنيب والانتقاد المستمر له.
- ساعده على اتخاذ القرار ولكن لا تأخذ أي قرار نيابة عنه.
- انصحه بالذهاب إلى أخصائى نفسى متخصص لمساعدته.
- أخبره أن مساعدة الناس أمر جيد ولكن يجب أن يهتم بمصلحته.
نجلاء نادر
باحثة علوم إنسانية
أخصائية تعديل سلوك الأطفال والمراهقين
أخصائية إرشاد أسري