دنيا و دين

نجلاء نادر تكتب .. ” المراهقة والأصدقاء”

المراهقة هي المرحلة التي تتوسط مرحلة الطفولة والرشد،و فترة المراهقة هى اقتراب النضج العاطفى والعقلى وتختلف فترة المراهقة من مجتمع لآخر من 12 إلى 16 سنة، أو قد تمتد لسن الـ18 و20 أحيانا.

ونجد انه من خصائص مرحلة المراهقة وهى تعلق الأبناء بأ صدقائهم تعلق شديد مما يثير أحيانا قلق الأباء والأمهات وبثير بداخلهم غضب والخوف على أبناءهم من ذلك الارتباط والتعلق الشديد.

ويرجع ذلك إلى أنه أيضا من خصائص فترة المراهقة هو حب الاستقلالية وأن الشخص يكون محتاجا لبعض الحرية بعيدا عن سيطرة الأسرة وتوجيهم الدائم، وبالتالى مجتمع الأصدقاء يكون الأهم لأنه الأمر الذى اختاره بنفسه بعيدا عن منزله، وكذلك يكونون أصحاب آراء وأفكار مقاربة له وأكثر فهما.

و نجد أن  تأثير الأصدقاء في حياة المراهق لا يكون سلبيا معظم الاوقات، بل على العكس قد يترك تأثيرا إيجابيا على تصرفات المراهق مثل أن يصبح أكثر ثقة بنفسه، وأكثر حزما او ان يحقق هدفا ويرسم مستقبلة.

  و قد يكون لهذا التأثر أبعاد سلبية، فقد تسبب الرغبة في مجاراة الأصدقاء والأقران ، ضغطا على المراهق من الناحية الصحية والسلوكية مثلا: قد يجرب المراهق أمورا تضر بصحته، كالتدخين لمجرد إثبات شجاعته أمام أقرانة وأنها رمز الرجولة .

دور الأهل أتجاه أبنائهم لتجنب الأصدقاء ذات التأثير السلبى:

  • الثقة بالنفس

عادة ما يقع المراهقون الذين لديهم ضعف في الثقة بالنفس؛ لضغط مجاراة أصدقائهم بشكل سلبي أكثر من غيرهم، وذلك يعود لقلة صداقاتهم، وشعورهم بأنهم غير محبوبين في مجتمع الأصدقاء والمعارف، لذلك نراهم يلجؤون لتقليد أصدقائهم بشكل مفرط ؛ لأنهم يظنون أنها الطريقة الوحيدة لكسب قبولهم ومحبتهم.

وذلك بعكس المراهقين الذين يتمتعون بثقة عالية بالنفس، نراهم يتحلون بشخصيات متفردة، ولا ينساقون وراء تأثير الأصدقاء بسهولة، سواء السلبي أو الإيجابي.

  • التواصل

إقامة جسور من التواصل والحوار بين الأهل والأبناء، لان التواصل يساعد الوالدين  على تتخطى الكثير من الصعوبات مع أبنائهم  التي يواجهونها في هذه المرحلة العمرية الأنتقالية الصعبة والعصيبة، فعند شعورهم بالراحة للحديث مع الوالدين، سيلجؤون إليهم دائما، إذا تعرضوا لأي نوع من الضغوط الخارجية.

  • المرونه فى التعامل مع الأصدقاء

قد يحتاج المراهق  أحياتا الى تعلم الرفض بطريقة ذكية  دون أشعار أصدقائة بأنه يرفض حتى لا يثتثير غضبهم عليه أو أستثارة ألحاحهم عليه بكافة الطرق وشتى المحاولات وذلك من خلال  التعرف على طرق مختلفة لقول كلمة “لا” بطريقة غير مباشرة، دون التقليل من قيمته أمام الأصدقاء، أو عدم مجارتهم لفعل أمور تخالف رغباتهم.

 فعلى سبيل المثال علموا ابنكم بدلا من أن يقول “لا” بشكل مباشر لمن يعرض عليه تجربة الدخان من أصدقائه، أن يقول له مثلا: “رائحة الدخان تثير مشاكل صحية لدى “.

  • أختيار الأصدقاء

جب أن يساعد الآباء فى اختيار أصدقاء جيدين، وأن يتشاركوا وجود الأصدقاء فى المنزل حتى يكون تحت إشراف الأهل ووعيهم بذلك، وأى ملاحظة على الأصدقاء يجب ألا تكون بأسلوب النقد ولكن بالاحتواء والنقاش وفهم احتياجاتهم.

  •  خلق التوازن النفسى للمراهق  بين الأصدقاء والوالدين

يؤثر الوالدون والأصدقاء بشكل مختلف في حياة المراهق. فأنتم تؤثرون قرارات ابنكم على الأمد البعيد، مثل القِيَم والأخلاقيات. فيما يُرجَّح أن يؤثر أصدقاؤه في قرارته على الأمد القصير، مثل المظهر الخارجي ومجالات الاهتمام.

تساعد علاقات المراهقين القوية مع الوالدين والأصدقاء على أن ينموا ويصبحوا بالغين قادرين على تدبّر أمورهم جيدا ويتمتعوا بمهارات اجتماعية قوية.

نجلاء نادر

باحثة علوم إنسانية أخصائية تعديل سلوك الأطفال والمراهقين

أخصائية إرشاد أسرى و زواجى

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى