وصف كيث كراك وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للنمو الاقتصادي والطاقة والبيئة، مصر بأنها “الشريك القوي للولايات المتحدة”، وأكد أن القاهرة وواشنطن تتمتعان بعلاقات وثيقة اقتصاديا واستراتيجيا.
وقال المسئول الأمريكي -خلال لقاء عقده اليوم الخميس مع عدد محدود من الصحفيين على هامش زيارته الحالية إلى القاهرة التي تستمر حتى غد الجمعة- إنه جاء إلى مصر للتحدث إلى المسئولين الحكوميين ورجال الأعمال حول أهمية تأمين الجيل الخامس (5ا) وتقنيات المستقبل عبر (الشبكة النظيفة)، مضيفا أن الدفاع عن السيادة الرقمية المصرية من الجهات الخبيثة يعد مسألة تتعلق بالأمن القومي.
وألقى المسئول الأمريكي الضوء على مبادرة (الشبكة النظيفة) كنهج شامل لحماية المعلومات الحساسة من التدخلات العدوانية من قبل الجهات الأجنبية الخبيثة، مشيرا إلى أهمية الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة ومصر.
وقال “إننا نشجع مصر على الانضمام إلى أكثر من 40 دولة و50 شركة اتصالات في (الشبكة النظيفة) من خلال استبعاد البائعين بالغي الخطورةغير الموثوق بهم في الجيل القادم من البنية التحتية للاتصالات”.
وتهدف زيارة المسئول الأمريكي إلى مصر إلى لمناقشة أهمية ضمان أمن البنية التحتية للاتصالات مع الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والدكتورة نيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة، والسفير عمرو أبوالعيش مساعد وزير الخارحية للشئون الاقتصادية الدولية والإقليمية متعددة الأطراف.
وعقد وكيل الخارجية الأمريكية خلال زيارته الحالية اجتماعات مع ممثلي مجلس الإدارة ولجنة التحول الرقمي بالغرفة التجارية الأمريكية في مصر ما يعكس الدور الأساسي للقطاع الخاص في تأمين الجيل القادم من شبكات الاتصالات.
وقال وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للنمو الاقتصادى والطاقة والبيئة كيث كراك “من المهم دوما عندما يتم طرح شبكات الجيل الخامس أن يجرى الاعتماد على شركات موثوقة نظرا لتأثير الـ5ا بجميع القطاعات ونواحى الحياة من السيارات وحتى صناعات الفضاء والنقود”، مشددا على أن هناك فرصا كبيرة للشباب المصري للاستفادة من تطور شبكات الجيل الخامس وجلب مزيد من الاستثمارات لمصر . وأشار كراك – خلال لقاء عقده مع عدد محدود من الصحفيين على هامش زيارته الحالية إلى القاهرة التي تستمر حتى غد – إلى أن الولايات المتحدة التى ساعدت مصر في العديد من مجالات التعاون، من بينها القضاء على شلل الأطفال وتنقية مياه الشرب والحفاظ على الآثار، مستعدة للتعاون كذلك في مجال شبكات الجيل الخامس .
وأوضح أن الولايات المتحدة – من خلال الاتفاق مع نحو 40 دولة و60 شركة اتصالات وتكنولوجيا – تعمل لتحقيق هذا الخيار المتمثل في الانضمام للشبكة النظيفة للجيل الخامس، مشددا على أن الشبكة النظيفة هي مصطلح يشير إلى “ائتلاف دولي” بين أطراف ودول وشركات ذات فكر متقارب تلتزم جميعا بأقصى درجات التأمين والأمان للمستويات الحساسة وبمستويات رقمية متفق عليها “في مواجهة الأطراف الخبيثة. وأكد أن الشبكة النظيفة للجيل الخامس لتكنولوجيا الاتصالات تلبى احتياجات ورؤية مصر نحو مستقبل أفضل بمكن الوثوق به وبأطرافه الشريكة .
وأشار كيث كراك وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للنمو الاقتصادي والطاقة والبيئة – الذى يقوم حاليا بزيارة لمصر سبقتها ثمان دول أوروبية ويعقبها بزيارات لدول أخرى بالمنطقة – إلى أن دولا مثل فرنسا وبلجيكا وانجلترا قررت حكوماتها الاستثمار في شبكات الجيل الخامس بعناية، منبها الى أن دولا أخرى وشركات أخرى تختار الطريق الخطر، “حيث يوجد بالصين قانون خطير يعرض بيانات أي دولة تتعامل معها في شبكات الجيل الخامس لخطر بالغ يؤثر على الأمن القومى لهذه الدول”، على حد قوله.
وردا على سؤال لوكالة أنباء الشرق الأوسط حول الميزات التي تدعو مصر لتفضيل الخيار الذي تقدمه واشنطن بدلا من الصين وما إذا كان توقيت زيارته لمصر صائبا قبيل الانتخابات الرئاسية الامريكية، قال كيث كراك إن هذا توقيت جيد للغاية لهذه الزيارة، مؤكدا أن الولايات المتحدة كلها – بما في ذلك الكونجرس والحزبين الجمهوري والديمقراطي – متفقة جميعا على المضى قدما للتوسع دوليا في الشبكة النظيفة للجيل الخامس لشبكات الاتصالات.
وأشار إلى أن توقيت الزيارة مهم – كذلك – لاعتبارات الأمن القومي المصري الذى توليه بلاده أهمية كبيرة في ضوء دور مصر الهام والمحوري وباعتبار بلاده شريكا لمصر اقتصاديا وأمنيا واستخباريا; ما يجعل من المهم تأمين حماية التكنولوجيا بمصر التي تحظى بعلماء ومهندسين وكوادر تكنولوجية متميزة . وقال إن الولايات المتحدة تؤمن وتدافع عن اقتصاد السوق الحر، لكنه أشار إلى أنه عندما تكون هناك دول تعمل خارج قواعد هذا السوق; فإنها لا تكون سوقا حرة فى اشارة للصين .
وأضاف أن الولايات المتحدة وشركات وادى السليكون المعنية بتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات تعمل في إطار حكم القانون ووفقا لقواعد قانونية منظمة وفي إطار من الشفافية وهو إطار غير متواجد تماما في الصين، على حد قوله.
وأوضح ان الولايات المتحدة على استعداد للتعاون مع مصر فى هذا المجال وتقديم التمويل اللازم في حالة طلب مصر وموافقتها على الشبكة النظيفة لتكنولوجيا الجيل الخامس، وسيكون هناك اجتماع شهر ديسمبر القادم لهيئة التمويل الامريكية المعنية بهذا الملف سوف تنظر في طلب التمويل إذا ما وافقت مصر .
وشدد على دور مصر القيادي بالمنطقة وما لديها من خطط تنموية طموحة بما في ذلك في قطاع تكنولوجيا الاتصالات، معربا عن ثقة واشنطن في أن إقدام مصر على استخدام الشبكة النظيفة سوف تستتبعه قرارات مماثلة من دول أخرى بالمنطقة.
وأوضح أن الشبكة النظيفة إذا ما دخلت إلى مصر فيمكن أن تقوم بإدارتها شركات مصرية أو أمريكية أو بريطانية وغيرها، مؤكدا تنامي دور مصر وأهمية الاستثمار فيها، خاصة مع تحولها لمركز إقليمي للطاقة.
