في ندوة دار الكتب احتفالًا بنصر أكتوبر.. خبراء عسكريون يؤكدون: ٦ أكتوبر كانت نصرًا مبينًا لمصر
أقامت الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، برئاسة الأستاذة الدكتورة نيفين محمد موسى، معرضا وثائقيا وندوة بعنوان” الذاكرة الوطنية وحرب أكتوبر”.
أقيمت الندوة في جلستين ترأس الأولى الأستاذ الدكتور أحمد الشربينى أستاذ التاريخ الحديث وعميد كلية الآداب بجامعة القاهرة سابقا.
وتحدث فيها اللواء سمير عزيز الذي أكد أن العدو فقد ما بين ٣٠ إلى ٤٠ % من قواته الجوية في الأيام الأولى للحرب بالرغم من أن طياري العدو كانوا ضعف عدد طيارينا.
وأكد أن الطيارين المصريين واجهوا بطائراتهم ميج ٢١ التى تحمل صاروخين فقط طائرات فانتوم تحمل ٦ صواريخ وانتصرنا عليهم.
وحكى اللواء عزيز عن زيارة السادات لمطار المنصورة وقت أن كان محمد صادق وزيرا للحربية وقال لهم إذا سألكم السادات إن كنتم مستعدون للحرب أخبروه أنكم غير مستعدين لكن الضباط قالوا أنهم مستعدون ولكن ينقصنا كذا وكذا وهنا رد عليهم السادات قائلا :
يا أولادي سنحارب بما في أيدينا حتى لو بالشوم.
وأردف اللواء عزيز أننا فقدنا ١١ طائرة فقط في الضربة الأولى رغم أن الحسابات قبلها كانت تتنبأ بفقد ٨٠ طائرة. وأشاد بالدور البطولي لطلاب المنصورة و نساء القرى الذين كنسوا ممر الطائرات بالمقشات فشاركوا في المعركة بروحهم الحماسية. و في نهاية الحرب كانت مصر قد فقدت حوالى نصف قواتنا الجوية ولكنها استردت كرامتها وانتصرت رغم الألم.
وتحدث اللواء أركان حرب محمد الشهاوي عن معوقات العبور وكيف تغلب الجيش المصري عليها مؤكدا أن الحرب عبرت بالأمة من خنادق اليأس إلى شواطيء الرجاء فقد أشعل العدو قناة السويس بنابالم على درجة حرارة ٧٠٠ فهرنهايت محولا قناة السويس إلى جحيم ولكننا عبرناها.
و أكد اللواء الشهاوي إنه في مساء ٥ أكتوبر عبرت عناصر بحرية لسد فتحات إطلاق النابالم تحت الماء وقامت إدارة الحرب الكيميائية بتصنيع مادة ضد الحريق لتحصين ملابس الجنود والقوارب المطاطية.
أما الساتر الترابي للحائط والذي بلغ ٢٢ متر بما يوازي عمارة من ٧ أدوار فقد استخدم الجيش مياه القناة في مضخات أدت لفتح ثغرات وعبور المصريين.
ومن جانبه أكد اللواء محمد حسن الصول أنه بعد مرور ٢١ يوم من النكسة قامت فصيلة من ٣٠ جندى وضابط بالتصدى لقوة إسرائيلية كبيرة وبعدها تم تدمير المدمرة إيلات ثم تدمير بيت شيفع وبيت يم وميناء ايلات نفسه.
و في ٩ مارس استشهد الفريق عبد المنعم رياض ليكون بشارة الحرب القادمة.
وواصل حديثه قائلا: في يوم ٥ أكتوبر اجتمعنا في غرفة عمليات قوات المشاة و ١٠ صباحا ٦ أكتوبر فتح العلم وتم تسليمه لعبد الستار أبو سحلة من فرشوط مع أمر برفعه الساعة ٣ فوق البرج على الضفة الأخرى من القناة.
وكان اللواء حسن الصول من أفراد الموجه الأولى للعبور من أصل ١٢ موجه. وقال: كنا ثلاثة أول من صعد الساتر على يمينى محمد فتحى وعلى يساري قلينى و استشهدوا في لحظة واحدة.
و ترأس الجلسة الثانية الأستاذ الدكتور أحمد زكريا الشلق، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة عين شمس وتحدث فيها الأستاذ الدكتور أحمد الشربينى.
حيث أكد على أهمية الدور الاجتماعي للشعب في الحرب حيث كان الفلاحون يصطادون الطيارين الإسرائيليين ويسلمونهم للقيادة العسكرية المصرية، كما تحدث عن لجنة الحرب التي أنشأتها جامعة القاهرة في ١٨ أكتوبر في صورة لجنة مركزية تتفرع منها لجان فرعية في كل كلية على حدة وكان بها أسماء لامعة مثل الدكتور مصطفى سويف.
وتحدث الدكتور أحمد المتولي عن حرب أكتوبر وأزمة النفط حيث تسببت حرب أكتوبر في ارتفاع مهول في أسعار النفط الذي كان أرخص من الماء المعدني بواقع ٢ دولار للبرميل وأثر هذا في تغيير الطبيعة الديموغرافية لدول الخليج وانتعاش اقتصادي كبير بها.
وأكد المتولي أن حرب أكتوبر انتصار بكل المقاييس العسكرية والسياسية وحققت هدفها الاستراتيجي كاملا.
أما الأستاذ الدكتور وديع فتحى فقد قص واقعة حدثت مع والده حين جاءته رؤيا بها آيات للجهاد من سورة النساء في عام ١٩٧١ وعندما جاءت الحرب أهداه والده مصحفا كان يقرأ فيه هذه الآيات كل يوم حتى عاد سالما فأخبره والده بالرؤيا.
و قال اللواء وديع أن التدريبات كانت محاكاة للحرب وهذا أحد أسباب النصر وفي ٢١ سبتمبر ١٩٧٣ بدأت الاستعدادات المكثفة.
وواصل قائلا: في ٥ أكتوبر قال اللواء فؤاد نصار يا أولاد سنحارب لو انتصرنا سنتقابل و لو لم ننتصر سأكون أول الشهداء.
وقد ساعدت في اصطياد ٤١ دبابة من خلال الاستطلاع، وعندما حدثت الثغرة انضمت ٣ لواءات إلينا لواء مغربي ولواء جزائري ولواء من الحرس الجمهوري.
ورغم أن أفضل جنود إسرائيل كانوا في الثغرة وكان أغلبهم من أوروبا الغربية إلا أننا صمدنا حتى النهاية.