دنيا و دين

نجلاء نادر تكتب .. “المراهقين والتنمر”

لا أحد يولد متنمرًا، ولكن يمكن لأي طفل أن يتعلم سلوك التنمر ويمارسه في ظل ظروف بيئية معينة.

 يُعد التنمّر أو التسلّط من أبرز المشاكل التي قد تواجه المراهقين في المدرسة والجامعة أو حتى مكان السكن والعمل والتنمّر هو شكل من أشكال الإساءة والإيذاء والسلوك العدوانيّ المتكرر، موجه من فرد أو مجموعة نحو فرد أو مجموعة أخرى تكون أضعف.

أما أشكال التنمّر فهي إما جسدية كالتحرّش والاعتداء، وإما نفسية كالسخرية والاستهزاء بسبب الشكل والحجم أو التصرفات مثلاً. 

ولمواجهة التنمّر والتسلّط طرق عدّة يجب أن يقوم بها المراهق، حتى لا تؤثر هذه الظاهرة على حالته النفسية التي قد توصل البعض إلى الانتحار.

  • أظهرت دراسة دولية حديثة، أن التنمر يهدد حياة الأطفال والمراهقين، حيث يرتبط بزيادة محاولات الانتحار بنسبة تقارب 3 أضعاف في جميع أنحاء العالم.

الدراسة قادها باحثون بمستشفى سان خوان دي ديوس في إسبانيا، ونشروا نتائجها في العدد الأخير من دورية

Journal of the American Academy of Child and Adolescent Psych   العلمية

وشملت الدراسة 134 ألفا و229 من الأطفال والمراهقين الذين تراوح أعمارهم بين 12 و15 عاما، يعيشون في 48 دولة ضمن خمس مناطق إقليمية تابعة لمنظمة الصحة العالمية، بما في ذلك إفريقيا والأمريكتان وشرق المتوسط وجنوب شرق آسيا وغرب المحيط الهادئ.

وتألفت العينة من 9 بلدان مرتفعة الدخل، و33 دولة متوسطة الدخل، و6 دول منخفضة الدخل.

ووجد الباحثون أن أكثر من 30 بالمئة من المراهقين المشاركين في الدراسة، عانوا التنمر في الثلاثين يوما التي سبقت إجراء المسح.

وكان المراهقون المتعرضون للتخويف والتنمر، أكثر عرضة للإبلاغ عن محاولة الانتحار 3 أضعاف قرنائهم الذين لم يتعرضوا للتنمر، بغض النظر عن المنطقة التي يعيشون فيها.

  • التنمر:هو ظاهرة عُدوانيّة غير مرغوب فيها، تنطوي على مُمارسة العُنف والسلوك العدواني من قبل شخص أو مجموعة من الأشحاص نحو شخص آخر أو مجموعة تكون أضعف منهم، تنتشر هذه الظاهرة بشكل أكبر بين طُلّاب المدارس، تمَّ تقييم هذه الظاهرة وتبيّن أنّ سلوكيّاتها تتّصف بالتّكرار.
  • أنواع التنمر:
  • الإساءة اللّفظيّة أو المكتوبة : مثل استخدام أسماء وألقاب الأشخاص كنكات عليهم أو عرض مُلصقات مُسيئة للآخرين.
  • استخدام العنف: مثل الضرب، الركل .
  • التّحرش الجنسي: يعتبر سلوك غير مرحب فيه ومزعج جداً، يُسبب الخوف، الإهانة للضحيّة، قد ينتج عنه جريمة ما.
  • التمييز العنصري: إذ ينطوي ذلك على مُعاملة الأشخاص بشكل مُختلف كلًا حسب هويّته.
  • التسلّط الإلكتروني: ذلك باستخدام الإنترنت أو الهاتف للتهديد أو الإجبار على القيام بأشياء غير محبَّبة.  
  •    أسباب التنمّر:
  • المتنمّر كان ضحية تنمّر كثير من المتنمّرين كانوا ضحية تنمّر أنفسهم، مما جعلهم يشعرون بعدم القيمة والغضب وبالتالي أصبحوا يرمون هذا التنمّر على غيرهم.
  • الوحدة و الشعور بعدم الأهمية والوحدة قد يولّد التنمّر بهدف اكتساب الاهتمام والشعور بالقوة.
  • المشاكل المنزلية كثير من المتنمّرين يعانون من اضطرابات في منازلهم مثل التعنيف اللفظي والجسدي والجنسي والعاطفي وغيرهم مما يدفعهم للتنمّر على الآخرين بغية أسقاط  غضبهم المكبوت.
  • عدم تقدير الذات إن كان الشخص يشعر بعدم القيمة (غير جميل، غير ذكي، غير مستحق، غير قادر ماديًا..) فإنه يحتاج إلى الشعور بأنه أفضل من ذلك وأسهل طريقة له هي عبر الحطّ من الآخرين مما يدفعه للتنمّر.
  • الغيرة إذا كان المتنمّر يعاني من الغيرة من أحد ما فغالبًا ما سيحاول صبّ غيرته وانزعاجه على ذلك الشخص. غالبًا ما يكون سبب الغيرة شهرة الشخص الآخر أو مستواه الاجتماعي.
  • التكبر  بعض المتنمّرين يعانون من التكبّر والتعجرف ما يجعلهم يعتقدون أنهم أفضل ما حدث في العالم وبالتالي يتنمّرون على كل من هم دون مستواهم.
  • الرغبة في جذب الأنتباه بعض المتنمّرين يرغبون بكسب إعجاب الآخرين عبر إضحاكهم وتسليتهم من خلال التنمّر على غيرهم.
  • الأثار النفسية المدمرة بسبب التنمرعلى المراهقين:

الإكتئاب و القلق: تظهر التأثيرات النفسية طويلة الأمد أسرع من التأثيرات قصيرة الأمد التي يعاني منها الأطفال نتيجة تعرضهم للتنمر المتواصل و بالرغم من أن المراهق يعاني من الحزن الشديد و القلق في هذه المرحلة العمرية إلا أن من الممكن أن تزداد تلك المشاعر مع الوقت حيث تصبح من المشكلات المزمنة التي يمكن أن تنتقل معه إلى سن البلوغ أو طيلة حياته لأن هذه المشكلة تؤثر على (الأكل و النوم و التحصيل الدراسى و الأنشطة) مما يؤثر على توازن حياة المراهق.

قلة الثقة بالنفس: تعد قلة الثقة بالنفس هي إحدى الأعراض المهمة للتنمر على المراهق فبعد التجريح و الكلمات المسيئة يمكن أن يفقد المراهق ثقته بنفسه خصوصا أن تلك الكلمات تترسخ في داخله فيصدقها و يشعر أنه أقل شأنا من رفاقه الذين بنفس عمره.

الانتقام والعدوان: في بعض الحالات تتملك المراهق الذي يعاني من التنمر رغبات بالعنف والهجوم على المتنمر وفي حالات يصبح فيها ذلك المراهق عنيفا و يخطط لأذية من حوله حتى أولئك الذين لم يمارسوا التنمر عليه.

  • خطوات الوقاية والعلاج

 أهمية علاج التنمر عند المراهق من أجل الشفاء من أضرار التنمر عند المراهق فهو يحتاج إلى المساعدة في بناء شخصبة  قوية و مرنة تسمح له بالتعامل مع مشكلات الحياة وايضا تعليمة طرق التعامل مع كل الظروف المحيطة و كيفية التصدي للمتنمر،  بالإضافة إلى أهمية دور الأهل في احتواء وتشجيع ودعم طفلهم بالعثور على المهام التي يمكن أن ينجح بها من خلال الهوايات و قضاء الوقت في ممارسة الأنشطة التي يستمتع بها مما يساهم في بناء ثقته بنفسه و تخطي تلك المشاكل.

نجلاء نادر

باحثة العلوم الإنسانية

أخصائية تعديل سلوك الاطفال والمراهقين أخصائية الإرشاد الأسري

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى