استكمالًا لما سبق ذكره بالمقال السابق عن الحبسة الكلامية (الافيزيا – العي الكلامي ) فسنتناول اليوم أنواعها وأعراضها…
أولا : أنواع الحبسة :
- حبسة فقد الطلاقة:
عادة ما تؤدي الأضرار التي لحقت بشبكة اللغة القريبة من المنطقة الأمامية اليسرى للدماغ إلى حبسة بروكا، والتي تسمى أيضًا حبسة فقد الطلاقة. ويكافح الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب لإخراج الكلمات والتحدث بجمل قصيرة للغاية وإهمال الكلمات. قد يقول الشخص “أريد الطعام” أو “المشي في الحديقة اليوم”. يمكن للمستمع عادة فهم المعنى.
قد يفهم الأشخاص الذين يعانون حبسة بروكا ما يقوله الآخرون بشكل أفضل مما يمكنهم التحدث. فهم غالباً على دراية بأن لديهم صعوبة في التواصل وقد يشعرون بالإحباط. قد يعاني الأشخاص المصابون بحبسة بروكا أيضًا من الشلل أو الضعف في الجانب الأيمن.
- حبسة مصحوبة بالطلاقة:
قد يتكلم الأشخاص المصابون بهذا النوع من فقدان القدرة على الكلام بسهولة وبطلاقة في جمل طويلة ومعقدة لا معنى لها أو تتضمن كلمات لا يمكن تمييزها أو غير صحيحة أو غير ضرورية. فهم لا يفهمون اللغة المحكية بشكل جيدًا وغالباً لا يدركون أن الآخرين لا يفهمونها. يُعرف هذا النوع من فقدان القدرة على الكلام، المعروف أيضًا باسم حبسة فيرنيكه، نتيجة تلف الشبكة اللغوية في الجانب الأيسر الأوسط من الدماغ.
- الحبسة الشاملة:
تنتج الحبسة الشاملة عن أضرار واسعة النطاق لشبكات اللغة في الدماغ. يعاني الأشخاص المصابون بالحبسة الشاملة من إعاقات حادة في التعبير والفهم.
- الحبسة الترنحية :
يتميز بعدم دقة الحركة و إدغام السواكن و تشويه المتحركات مع وقفات غير منتظمة وتشوه المتحركات وتطويل الأصوات .
- الحبسة الكلامية ( التشنجية ) :
بطئ حركة اللسان و الشفاه مع ثبات حدة الكلام ويكون الصوت مخنوقا مع زيادة الرنين الانفي و إدغام السواكن .
- الحبسة الرخوة :
ضعف و ارتخاء وضمور النطق مع ادغام السواكن و ظهور الخنف العضوي و يكون الصوت هوائيا .
- الحبسة المختلطة :
تجمع بين الرخوة و التشنجية الرنين الانفي نتيجة لخلل في حركة صمام اللهائي البلعومي .
و حسب ما جاء به الباحثون ، فهناك عدة أنواع من الحبسة و هي كالآتي :
- حبسة بروكا Broka ( الأفيزيا التعبيرية ) (حبسة حركية ): نسبة للعالم الذي اكتشفها و تتميز بفقدان كلي للكلام ، وهي نوع يعاني فيه المصاب من الاضطرابات أو العجز في التعبير؛ ولكنه يظل قادراً علي فهم كلام الآخرين.
- حبسة فيرنكي) Wernike الأفيزيا الاستقبالية ) ( حبسة حسية ): أيضا نسبة للعالم الذي اكتشفها و يتميز كلام المصاب بالسرعةو السيولة اللغوية الكبيرة لكنه عاجز على إيصال المعلومة للآخرين لعدم قدرته على الفهم كما يتميز كلامه بالرطانة و انعدام النغمة. ومن الجدير بالذكر أن المصاب بهذا الاضطراب لا يستطيع فهم الكلام عموماً.
- الحبسة النسيانية : و هي نقص شديد في الكلام ، عدم وجود إضرابات نطقية أو نغمية ، استعمال جمل ناقصة أثناء الحوار . وهي عدم القدرة على تذكر أسماء الأشياء، فإذا
طلب من المصاب بها تسمية شيء ما فهو إما يلوذ بالصمت أو يذكر الغرض الذي يستعمل فيه هذا الشيء بدلا من ذكر اسمه الذي نسيه.
- الحبسة المختلطة : اختلاط في بعض أعراض حبسة بروكا و حبسة فيرنكي .
- الحبسة الكليـة : اضطراب شامل على مستوى النطق و الفهم . و المنطقة المصابة عريضة جدا تمس كل من الفص الجداري ، الصدغي و الجبهي . وهي من الحالات النادرة، حيث يعاني المصاب بها من حبسة حركية وحسية نسيانيه مع عجز جزئي في القدرة على الكتابة بسبب إصابة الدماغ بنزيف دماغي أو بجلطة دموية تؤدي إلى انسداد الأوعية الدموية المؤدية إلى المخ.
- الحبسة التوصيلية : تتميز بسيولة لغوية سليمة ، الفهم عادي نسبيا و لكن المصاب غير قادر على إعادة الكلمات و الجمل , في حين تكون قدرة المصاب علي فهم الكلام المنطوق و الكلام المكتوب إلي حد كبير سليمة.
- الأفيزيا الممتدة (أو العابرة لمناطق القشرة) : ويحدث هذا النوع من الأفيزيا نتيجة إصابة المنطقة القشرية ، ولكن هذه الإصابات تبقي علي مراكز أو مناطق اللغة وكذلك المسارات الموصلة بينها سليمة، ولكن هذه الإصابات – في الوقت نفسه – تعزل هذه المراكز أو المناطق عن بقية المخ
ثانيا : الاعراض :-
الحبسة في كثير من الأحيان تكون علامة على وجود مشكلة خطيرة، مثل السكتة الدماغية، فيجب طلب الرعاية الطبية الطارئة إذا ظهر ما يلي بشكل مفاجئ :-
- صعوبة في الكلام
- صعوبة في فهم الكلام
- صعوبة في تذكر الكلمة
- مشكلات في القراءة أو الكتابة .
كما ان قد تظهر مجموعة من الأعراض المرضية على مريض الحبسة الكلامية مثل
1- عدم القدرة على استعادة الكلمات من الذاكرة، عدم القدرة على تسمية الأشياء، بعض الأفراد قد يحاولون التغلب على عدم مقدرتهم على تسمية الأشياء فيبدأون بوصف الشيء فإذا لم يستطع المريض تسمية ” القلم ” قد يقول ” شيء نكتب به “.
2_ قد يبدو الكلام مُتعباً وشاقاً على المتحدث، كما قد يشعر المريض بالإحباط لعدم قدرته على الكلام بشكل طبيعي وسلس .
مثال : عندما لا يستطيع المريض قول الكلمة المناسبة قد يستخدم كلمه تبدو مشابهة لها، فبدلاً من أن يطلب من زوجته ” قهوة ” قد يقول ” صهوة ” وبدلاً من ” راح ” يقول ” صاح “.
3- بعض المرضى قد يستخدمون كلمات ذات معنى قريب من المعنى للكلمة المرادة فمثلاً بدلاً أن يقول ” ابنتي ” قد يقول ” ابني “، بدلاً من ” ليل “، ” نهار “، بدلاً من ” ورقة ” ” قلم
4- تشكل الكلمات التي ترتبط مع بعضها البعض بشكل متكرر مشكلة بالنسبة له، فيختار الكلمة الخاطئة من ذلك الزوج من الكلمات
في بعض الأحيان قد يستخدم المريض كلمة من إبداعه الخاص ليس لها أصل في اللغة، فقد كان أحد المرضى ينظر إلى جهاز كمبيوتر ويقول ” شبمير “.
5 – كما قد يقوم بحذف كثير من الكلمات التي تقوم بوظائف لغوية معينه كأدوات الربط وحروف الجر والضمائر وأسماء الإشارة وأدوات التعريف.
6- من الأعراض الأخرى التي قد تصاحب الحبسة الكلامية وجود شلل في الجزء الأيمن من الجسم وهو إما أن يكون بسيطاً أو شديداً اعتماداً على شدة الإصابة ومكانها في الدماغ
* بعض النصائح و الإرشادات :-
عند الحديث مع مريض يعاني من حبسة كلامية لابد من :-
1- توفير أجواء خاصة خالية من عوامل التشتت .
2- التحدث مع المريض ببطء ووضوح فذلك مفيد .
3- إذا كان المريض يعاني من مشكلة في الاستيعاب، حاول أن تستخدم جمل قصيرة ووقفات قصيرة بين الجمل.
4- حاول أن تستخدم الإشارات ولغة الجسم مقروناً بالكلام لزيادة قدرته على فهم الرسالة
5-أعطه فرصة كافية للإجابة وإذا أردت الاستفسار عن أمر معين حاول أن تستخدم أسئلة تكون إجاباتها ” نعم ” أو ” لا ” أو كلمة مفردة .
يجب ان نتذكر أن المريض الذي يعاني من حبسة كلامية لم يفقد قدراته الذكائية والعقلية وإنما يعاني من مصاعب في التخاطب.
وللحديث باقية ففي المقال القادم سنتناول الأسباب و طرق العلاج من الحبسة الكلامية ؛
اخصائية التخاطب وتنمية المهارات
شيماء ياسين
