مكتبة الأسكندرية تفتتح ندوة ذاكرة اللغة العربية
افتتحت بمكتبة الإسكندرية، اليوم الثلاثاء، ندوة (ذاكرة اللغة العربية من الحرف المخطوط إلى النشر الرقمي)، والتي ينظمها قطاع الإعلام والاتصال بالمكتبة في إطار الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، ويحاضر فيها نخبة متخصصة من أساتذة اللغة العربية من مكتبة الإسكندرية والجامعات المصرية، وبمشاركة عدد كبير من طلاب الجامعة.
وقال الدكتور سامح فوزي رئيس قطاع الإعلام والاتصال – الذي افتتح الندوة بالنيابة عن الدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية – “إن الاحتفال يأتي في إطار اهتمام مشروع ذاكرة مصر بمكتبة الإسكندرية بتسليط الضوء على اللغة العربية والتحديات التي تواجهها وسبل النهوض بها، وأيضا استجابة لنداء العديد من الكتاب والإعلاميين الذين قصدوا المكتبة لتقديم الدعم للغة العربية من خلال برامجها وفعالياتها”.
وتطرق إلى عدد من المشكلات التي تواجه اللغة العربية، منها تراجع اللغة في الوسط الأكاديمي والجامعي، وشعور الأجيال الجديدة بالاغتراب من استخدام اللغة العربية، خاصة مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي والتفاعل الإلكتروني الذي يبرهن على مدى التدهور في مستوى التعامل مع اللغة.
ومن جهته، قال الكاتب الصحفي أحمد الجمال “إن اللغة العربية لغة حية لا تموت، فمازالت اللغة العربية تقاوم وتتفاعل وتستوعب الجديد من اللغات الأخرى، وبالرغم من ذلك فهناك العديد من العوامل التي تشكل تحديا أمام اللغة العربية، ومنها لجوء البعض لاستخدام لغات أو لهجات أخرى للتعبير عن التمايز الاجتماعي والطائفي، واستخدام الخطاب الإعلامي للغة عامية مفرطة، والتعددية في نظم التعليم التي أفرطت في التركيز على اللغات الأجنبية على حساب اللغة العربية”.
وأضاف أن اللغة العربية تواجه هجوما متعدد الأسلحة، وأن القضية ليست ثقافية بالمعنى المجرد، لكنها تصب في مسألة الأمن القومي بمفهومه الشامل، فتدهور اللغة يؤدي لفقدان الهوية وتفتيت الوجدان والثقافة وتفكيك المركب الحضاري المصري إلى عناصره الأولى.
وشدد على أن الحل يكمن في القيام بعملية إحياء شامل للغة العربية من خلال إعادة النظر في تقنيات تعليم اللغة، وحل معضلة ازدواجية اللغة (الفصحى والعامية) من خلال تبني خطاب إعلامي وتعليمي بسيط يستند إلى الفصحى التي تستمد الكثير من مفرداتها من العامية البسيطة والمصرية القديمة.
وبدوره، أكد الإعلامي مفيد فوزي على ضرورة الاهتمام بدراسة اللغة العربية في المدارس، خاصة المدارس الأجنبية في مصر، كما لفت لضرورة صدور قرار لاستخدام اللغة العربية فقط في اللافتات بالشوارع.
وأشار إلى مسئولية الإعلام في الإذاعة والتلفزيون عن الترويج للغة العربية من خلال برامج هادفة ومبسطة، محذرا من الإفراط في استخدام التكنولوجيا التي لعبت أدوارا خطيرة أدت لتدهور اللغة العربية.
وأكد الدكتور أيمن فؤاد السيد المؤرخ والمفكر المتخصص في التاريخ والحضارة العربية الإسلامية أن قضية اللغة مرتبطة ارتباطا وثيقا بقضية التعليم، مطالبا بضرورة إعداد المعلمين بشكل جيد والاهتمام بإجادة أساتذة الجامعات للغة العربية بصرف النظر عن تخصصاتهم.
يشار إلى أن الندوة تشمل ثلاث جلسات تتناول عدة محاور، منها: اللغة العربية والهوية، الشعر العربي، والطباعة بالحرف العربي، إلى جانب عرض تجربة مكتبة الإسكندرية في رقمنة الوثائق والمخطوطات والكتب النادرة.