“نيويورك تايمز”: إسرائيل قد تستهدف قواعد أو أهدافًا استخباراتية وليست المواقع النووية الإيرانية
كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية اليوم الثلاثاء أن إسرائيل قد تستهدف قواعد أو أهدافا استخباراتية أو قيادية في إيران وليست المواقع النووية؛ ردا على هجوم طهران الصاروخي الباليستي الأسبوع الماضي.
وأوضحت الصحيفة – في تقرير تحليلي شارك في كتابته ديفيد سانجر وإيريك شميت ورونين بيرجمان، حيث قام الثلاثة بتغطية البرنامج النووي الإيراني لأكثر من عقدين من الزمان – أن إسرائيل ستركز على القواعد العسكرية أو أهداف قيادية هذه المرة، لكنها قد تتجه لاحقا إلى البرنامج النووي إذا ردت إيران على هذا الهجوم.
وذكرت الصحيفة أن القوات الإسرائيلية كانت تخطط للحظة ضرب البرنامج النووي الإيراني منذ 22 عاماً، لكن يبدو من غير المرجح أن تضرب المنشآت النووية الإيرانية في الجولة التالية من الرد أو أن تنجح في ذلك من دون مساعدة أمريكية.
وأضافت الصحيفة أنه قبل عامين، حلقت عشرات الطائرات المقاتلة الإسرائيلية فوق البحر المتوسط، لمحاكاة ضربة على المنشآت النووية الإيرانية، وهي التدريبات التي أعلنت عنها القوات الإسرائيلية علنا باعتبارها تدريبا على “التحليق لمسافات طويلة، والتزود بالوقود جوا، وضرب أهداف بعيدة”.
وتابعت الصحيفة إنه لم يكن الهدف من التدريبات مجرد “ترهيب” الإيرانيين لكن لبعث برسالة إلى الإدارة الأمريكية مفاداها بأن القوات الجوية الإسرائيلية تتدرب على إجراء العملية بمفردها، على الرغم من أن فرص النجاح ستكون أعلى بكثير إذا انضمت الولايات المتحدة بترسانتها إلى الهجوم.
ووفقا للصحيفة، فإن كبار المسؤولين الإسرائيليين السابقين والحاليين “أقروا بالشكوك” حول ما إذا كانت إسرائيل قادرة على إلحاق أضرار جسيمة بالبرنامج النووي الإيراني، ومع ذلك، وعلى مدى الأيام القليلة الماضية، كان مسئولو البنتاجون يتساءلون عما إذا كان الإسرائيليون يستعدون للذهاب بمفردهم، بعد أن خلصوا إلى أنهم قد لا يحظون بلحظة مثل هذه مرة أخرى.
وذكرت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي جو بايدن حذر إسرائيل من ضرب المواقع النووية أو مواقع الطاقة، قائلاً إن أي رد يجب أن يكون “متناسبًا” مع الهجوم الإيراني على إسرائيل الأسبوع الماضي، كما كان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن واضحا مع نظيره الإسرائيلي يوآف جالانت، بأن الولايات المتحدة تريد من إسرائيل تجنب الخطوات الانتقامية التي من شأنها أن تؤدي إلى تصعيد جديد من قبل الإيرانيين.
لهذا، من المرجح أن يركز أول رد إسرائيلي ضد إيران على القواعد العسكرية، وربما بعض مواقع الاستخبارات أو القيادة، كما يقول المسؤولون.
وفي البداية على الأقل، يبدو من غير المرجح أن تهاجم إسرائيل المواقع النووية في البلاد. وبعد نقاش طويل، يبدو أن هذه الأهداف قد تم حجزها لوقت لاحق، إذا صعد الإيرانيون من هجماتهم المضادة.
ومع ذلك، هناك دعوة متزايدة داخل إسرائيل، يرددها البعض في الولايات المتحدة، لاغتنام الفرصة لتأخير لسنوات أو أكثر القدرة الإيرانية التي يقول مسؤولون استخباراتيون أمريكيون وخبراء خارجيون بشكل متزايد إنها على عتبة إنتاج قنبلة.
وفي حين ركزت أغلب المناقشات العامة على حقيقة مفادها بأن إيران قادرة على زيادة التخصيب لإنتاج اليورانيوم الصالح للاستخدام في صنع القنابل في غضون أسابيع؛ فإن الحقيقة الأكثر أهمية هي أن الأمر قد يستغرق من المهندسين الإيرانيين شهوراً أو ربما أكثر من عام لتحويل هذا الوقود إلى سلاح قابل للاستخدام.
ونقلت الصحيفة عن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت قوله “يجب أن نتحرك الآن لتدمير البرنامج النووي الإيراني، ومرافق الطاقة المركزية، وشل هذا النظام بشكل قاتل”.
وأشارت الصحيفة إلى أن المسئولين الأمريكيين، وفي مقدمتهم بايدن، شنوا حملة لإبعاد مثل هذه الضربات من على الطاولة، قائلين إنها من المرجح أن تكون غير فعالة وقد تغرق المنطقة في حرب شاملة.
ونوهت الصحيفة بأن الجدل المفاجئ حول الضربة أثار أسئلة جديدة، وعلى سبيل المثال إذا هاجمت إسرائيل، فإلى أي مدى يمكن أن تعرقل قدرات إيران النووية حقًا؟ أم أن النتيجة ستكون ببساطة دفع البرنامج النووي الإيراني إلى عمق أكبر تحت الأرض، مما يدفع إيران إلى منع المفتشين النوويين القلائل الذين لا يزال لديهم وصول منتظم، وإن كان محدودًا، إلى منشآتها الرئيسية؟ وماذا لو دفعت الضربة الإسرائيلية قادة إيران إلى اتخاذ قرار بالتسابق للحصول على قنبلة؟