“أبو الغيط”: الدبلوماسية لعبت دورًا فعالاً في حل المشكلات الراهنة والوصول إلى حلول
شارك أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، اليوم الأربعاء، في افتتاح أعمال المؤتمر الدولي رفيع المستوى حول الدبلوماسية العلمية.
وقال “أبو الغيط”: من هنا في بيت العرب الذي استضاف على مدار عقود مؤتمرات دولية وأحداثاً مهمة، معربًا عن امتنانه لفريق العمل من جامعة الدول العربية والاتحاد من أجل المتوسط والاتحاد الأوروبي الذي بذل جهدًا مقدرًا لضمان نجاح هذا المؤتمر.
وأضاف أن الدبلوماسية في جوهرها وتاريخها الممتد هي أداة لحل المشكلات والتفاوض للوصول إلى حلول، وتحقيق أوضاع أفضل، وعبر التاريخ الطويل لهذه المهنة التي عرفتها كل الحضارات، ظل هذا الجوهر ثابتاً، وإن تغيرت الظروف والأدوات والآليات.
ويرى الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن الدبلوماسية أظهرت قدرة لافتة على التكيف مع روح كل عصر، فهي طريق لحل المشكلات، لكن المشكلات ذاتها تتغير بتلاحق العصور، ومن ثم تحتاج الدبلوماسية دائما لتطوير الأدوات لارتياد مجالات جديدة للنشاط الإنساني تقتضي الاستفادة من مهارات الدبلوماسية في التوصل إلى حلول وسط وتحقيق الصالح عبر التفاوض، لافتًا إلى أهمية دور الدبلوماسية الذي يمتد ويتوسع ليدخل إلى مجالات جديدة مثل البيئة والتغير المناخي والتنمية المستدامة، وكلها ملفات تتضارب فيها مصالح الدول وتتطلب المهارة الدبلوماسية في الوصول لحلول وسط مرضية للدول، وتصب في صالح الإنسانية كلها.
واعتبر أن الدبلوماسية العلمية مجال مهم يستدعي بناء الخبرات الخاصة لدى الكوادر الدبلوماسية، فالعصر التكنولوجي والعلمي الذي نعيشه يطرح معضلات كثيرة تحتاج إلى فنون التفاوض والحلول الإبداعية، لم يعد مستغربًا أن تتقاطع المصالح السياسية والغايات الإنسانية وتتشابك تشابكاً هائلاً في ملفات مثل الأوبئة العالمية والأمن الغذائي والحفاظ على التنوع البيولوجي، فضلاً عن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بكل ما تطرحه من أسئلة وقضايا شائكة تحتاج إلى التفاوض البناء بين أصحاب المصلحة من الدول والشركاء والمنظمات الدولية والمراكز العلمية لتسخير هذه التكنولوجيا لخدمة البشر وتلافي شرورها المحتملة ومخاطر الاستخدام المنفلت.
وقال: “كيف ساهم تحالف العلم مع الدبلوماسية في مجابهة جائحة كوفيد 19، بتسهيل تبادل الخرائط الجينية للفيروس من أجل تسريع عملية إنتاج اللقاحات”.
وأكد “أبو الغيط”، أن الدبلوماسية لعبت دورًا فعالاً في نقل الخبرات والتجارب الناجحة ووضع الإجراءات الوقائية التي كان لها أكبر الأثر في تلافي المخاطر الكبرى لتلك الجائحة، وأن الدروس المستخلصة من تجربة مواجهة الوباء العالمي، بما في ذلك ما انطوت عليه هذه المواجهة من بعض السلبيات في استئثار بعض الدول باللقاحات الفعالة، تستحق التأمل والبناء عليها كخبرة مضافة لحقل الدبلوماسية العلمية الذي أتوقع أن تتزايد أهميته وتشتد الحاجة إليه في مستقبل تشكله تطورات العلوم والتكنولوجيا أكثر من أي وقت مضى.
وأشار “أبو الغيط”، إلى أن الجامعة العربية تؤمن بأهمية توطيد العلاقات مع الدول الأورومتوسطية، عبر التعاون مع الاتحاد من أجل المتوسط والاتحاد الأوروبي، لتحقيق مزيد من الشراكات الناجحة في المجالات العلمية والدبلوماسية، ولا شك أن عقد أول نسخة لهذا المؤتمر بمقر الأمانة العامة يعد مصدر فخر وسعادة لنا جميعصا.