معهد الفلك: بدء رصد خسوف القمر الأخير لعام 2024
بدأ علماء وباحثو المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية في رصد ومتابعة ظاهرة خسوف القمر الجزئي الأخير للعام الجاري، الذي تشهده مصر والوطن العربي، حيث بدأت مرحلة الخسوف شبه الظلي في الساعة الثالثة و41 دقيقة و7 ثوان فجر اليوم الأربعاء بالتوقيت المحلي لمدينة القاهرة، كما يقوم المعهد ببث مباشر لمراحل خسوف القمر عبر صفحته الرسمية على الفيسبوك.
وقال رئيس المعهد الدكتور طه رابح إن الخسوف الجزئي للقمر سيستغرق منذ بداية دخول القمر منطقة شبه ظل الأرض إلى خروجه منها من الجهة المقابلة 4 ساعات و6 دقائق، بينما ستكون مدة فترة الخسوف الجزئي فقط منذ بداية دخول القمر منطقة ظل الأرض إلى خروجه منها من الجهة المقابلة ساعة و3 دقائق.
وأضاف أن هذا الخسوف يتفق توقيت وسطه مع بدر شهر ربيع الأول 1446، مشيرا إلى أن أول خسوف للقمر في العام الحالي حدث في 25 مارس الماضي وكان من النوع “شبه ظلي”، ولم يتم رؤيته في مصر والمنطقة العربية.
ونوه الى أن هذا الخسوف سيكون مرئيا كذلك في الأمريكتين وأجزاء من القارة القطبية الجنوبية وغرب المحيط الهندي والشرق الأوسط وإفريقيا وأوروبا والمحيط الأطلسي وشرق بولينيزيا.
وأوضح أنه يمكن رصد خسوف القمر بالعين المجردة، كما يمكن الاستعانة بالمنظار الثنائي أو تلسكوب صغير لرؤية أفضل لتفاصيل القمر وبعكس كسوف الشمس فإن خسوف القمر لا يؤثر على العين فالظواهر الليلية ليس لها أي أضرار على صحة الإنسان أو نشاطه اليومي على الأرض.
وأكد أنه يمكن الاستفادة من ظاهرتي الكسوف الشمسي والخسوف القمري للتأكد من بدايات ونهايات الأشهر القمرية أو الهجرية، حيث أن الظواهر تعكس بوضوح حركة القمر حول الأرض وحركة الأرض حول الشمس.
من جانبه، أشار رئيس معمل أبحاث الشمس والفضاء بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية الدكتور ياسر عبدالهادي، إلى أنه سيتم رصد بداية الخسوف الجزئي في الساعة الخامسة و12 دقيقة و58 ثانية صباحا حتى ذروة الخسوف والتي ستحدث في الساعة الخامسة و44 دقيقة و18 ثانية صباحا، حيث سيظلم جزء صغير من الطرف الأيمن لقرص القمر كما نراه في مصر.
وأوضح أن ظل الأرض سيقوم بحجب نسبة 3.5% من مساحة قرص القمر (ما يقابل 0.085 من طول قطره) عند بلوغه نقطة الذروة، لافتا إلى أنه سيتم رصد نهاية الخسوف الجزئي في الساعة السادسة و15 دقيقة و38 ثانية صباحا، فيما لن تتم رؤية آخر مرحلة من مراحل الخسوف وهي نهاية الخسوف شبه الظلي والتي ستحدث في الساعة السابعة و47 دقيقة و27 ثانية صباحا.
وأكد أن خسوف القمر بأنواعه لا يحدث إلا إذا كان القمر بدرا، لافتا إلى أن خسوف القمر هو وقوع ظل الأرض على القمر ويحدث ليلا، وتكون الفترة دائما بين كسوف الشمس وخسوف القمر حوالي أسبوعين، وهي الفترة التي تفصل بين المحاق والبدر وبالفعل ستشهد الكرة الأرضية يوم الأربعاء 2 أكتوبر القادم كسوفا للشمس وهو من النوع الحلقي ولن يرى في مصر والمنطقة العربية، وتتفق ذروته مع اللحظة التي تسبق ميلاد هلال شهر ربيع الآخر لعام 1446.
وكشف أستاذ الفلك بالمعهد الدكتور أشرف تادرس عن اكتمال القمر (بدر ربيع الأول) بالتزامن مع حدوث الخسوف الجزئي للقمر في الساعة الرابعة و37 دقيقة صباح اليوم الأربعاء متفقا مع خسوف القمر الجزئي، وستبلغ نسبة لمعانه 100% وهو القمر العملاق الأول من ثلاثة أقمار عملاقة لهذا العام.
وأوضح أن القمر يكون عملاقا عندما يتواجد في منطقة الحضيض في مداره حول الأرض، وهي المنطقة القريبة نسبيا إلى الأرض، لذلك يبدو حجمه أكبر قليلا ولمعانه أكثر إشراقا من المعتاد.
وأشار إلى أن القمر سيشرق في ذلك اليوم بعد غروب الشمس مباشرة ويظل بالسماء طوال الليل إلى أن يغرب مع شروق الشمس في صباح اليوم التالي، لافتا إلى أن العين المجردة لا تستطيع تمييز الاكتمال الحقيقي لقرص القمر، لذلك يبدوا لنا القمر كما لو كان بدرا في الفترة من 17 إلى 19 سبتمبر.
ونوه إلى أن هذا البدر يعرف عند القبائل الأمريكية باسم (قمر الذرة أو قمر الحصاد) لأنه يتم حصاد الذرة في هذا الوقت من العام، وهو البدر الذي يحدث قرب الاعتدال الخريفي أيضا.