وسط تصاعد الخلاف بين السلطات المحلية وإدارة ترامب .. أعمال شغب جديدة في بورتلاند
شهدت مدينة بورتلاند الأمريكية الليلة الماضية أعمال شغب جديدة رافقت المظاهرات المتواصلة فيها، على خلفية الخلافات بين السلطات المحلية والفدرالية بشأن كيفية التعامل مع الوضع.
وأكدت شرطة بورتلاند، مركز ولاية أوريغون، في بيان لها أن حشودا من المتظاهرين تجمعوا في مختلف أنحاء المدينة مساء أمس السبت، مشيرة إلى أن مجموعة كبيرة من المحتجين توجهت إلى محطة سيارات أمام مركز للشرطة في شمال المدينة حيث قاموا بإغلاق الطرق المحيطة وإضرام النار في سيارات شرطية وكسر زجاجاتها وإهانة الضباط وحاولوا اقتحام أبواب المركز.
وبعد نحو ساعة، طلبت الشرطة من المحتجين المغادرة، لكنهم توجهوا نحو الغرب ووصلوا إلى مقر جمعية شرطة بورتلاند، حيث بادروا إلى اقتحام أبواب المبنى وإغلاق الشارع أمامه بحاويات نفايات تم إضرام النار فيها لاحقا.
ولفت البيان إلى أن المتظاهرين نجحوا في نهاية المطاف باقتحام المبنى وتسللوا إليه وسرعان ما أضرموا النار فيه، مشيرا إلى أن كثيرا منهم كانوا مسلحين بعصي ودروع.
وأكد البيان أن قوات الشرطة، لدى وصولها إلى موقع الحادث، أعلنت ما جرى أعمال شغب وبادرت إلى تفريق المحتجين واعتقلت عددا منهم ثم تمكنت من إطفاء النيران.
وشدد البيان على عدم استخدام الشرطة غاز “سي إس” المسيل للدموع بحق المحتجين، وذلك على الرغم من أن صورا من موقع الحادث تؤكد استخدام قوات الأمن نوعا من الغاز هناك.
وبعد ذلك، بادر المحتجون، حسب البيان، إلى إعادة تجميع صفوفهم في أحياء مجاورة، حيث رشقوا قوات الشرطة بحجارة وبالونات مليئة بصبغة، ما أدى إلى إصابة عدد من الضباط.
وحتى الساعة الـ11.30 من الليل تمكنت الشرطة من تقسيم المحتجين في المنطقة إلى مجموعات صغيرة واستعادة النظام.
في غضون ذلك، تجمعت مجموعة أخرى من المحتجين قرب مركز العدالة ومقر القضاء الفدرالي وسط المدينة وسدت أبواب المبنيين بأجزاء من السياج الحديدي، حسب بيان الشرطة.
واستمر التظاهر هناك عدة ساعات حيث أشعل المحتجون حرائق في الشوارع المحيطة، فيما كانت الشرطة تتعامل مع المجموعة الأولى من المتظاهرين المشاغبين.
وتأتي هذه التطورات في المدينة على خلفية تصعيد الخلاف بين السلطات المحلية والبيت الأبيض، بسبب استخدام القوات الفدرالية التي أرسلتها إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى المدينة القوة لتفريق المحتجين مؤخرا وتنفيذها اعتقالات تعسفية، ما أثار معارضة شديدة اللهجة من قبل عمدة بورتلاند، تيد ويلر، وحاكمة أوريغون، كيت براون، وغيرهما من المسؤولين المحليين.
وقدمت النائبة العامة في أوريغون، إيلين روزينبلوم، دعوى قضائية إلى محكمة فدرالية ضد وزارة الأمن الداخلي وخدمة المارشال، متهمة إياهما بمخالفة حقوق سكان الولاية من خلال تنفيذ اعتقالات دون تقديم أي توضيحات إلى الموقوفين.
بدورها، انتقدت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، الديمقراطية نانسي بيلوسي، في بيان مشترك مع النائب عن أوريغون، إيرل بلوميناوير، بشدة سياسة إدارة ترامب تجاه التطورات في بورتلاند.
وجاء في البيان: “نعيش في دولة ديمقراطية وليس في جمهورية موز، ولن نتسامح مع استغلال سكان أوريغون وواشنطن أو أي أمريكيين آخرين كبيادق في ألعاب الرئيس ترامب السياسية. مجلس النواب ملتزم بالتصرف على وجه السرعة بغية إنهاء هذه الإساءة الصارخة لاستخدام الحكم”.
من جانبه، شدد ترامب في تغريدة نشرها اليوم على حسابه في “تويتر” على أن إدارته “تحاول مساعدة بورتلاند وليس الإضرار بها”، محملا السلطات المحلية المسؤولية عن “فقدان السيطرة منذ أشهر على الفوضويين والمخرضين”.
وتابع: “إنهم فشلوا في التصرف، وعلينا حماية الممتلكات الفدرالية ومواطنينا”.
وتتواصل المظاهرات في بورتلاند لليوم الـ52 على التوالي، على خلفية مقتل الشاب من ذوي البشرة السمراء جورج فلويد على يد شرطي أبيض خلال توقيفه في مدينة مينيابوليس أواخر أبريل.
المصدر: RT + أسوشيتد برس