قائد قوات الدفاع الجوي: نقوم بتنفيذ المهام بدعم من القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة.. وقادرون على مجابهة العدائيات المتطورة
أكد اللواء أ ح ياسر الطودي قائد قوات الدفاع الجوي إن قوات الدفاع الجوي تقوم بتنفيذ مهامها بدعم من القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة من خلال عدة محاور أبرزها، التطور النوعي لنظم التسليح من خلال امتلاك منظومات تسليح متنوعة المصادر قادرة على مجابهة العدائيات المتطورة من خلال خطة مقسمة على مراحل وأسبقيات، مع الحفاظ على الموجودات الحالية من الأسلحة والمعدات.
وقال الطودي – في مؤتمر صحفي بمناسبة عيد قوات الدفاع الجوي – إنه تم تزويد قوات الدفاع الجوي بأحدث أجهزة الرادار المتنوعة، وتسليح نقاط المراقبة الجوية بالنظر بمستشعرات حديثة (كهروبصرية/حرارية)، بالإضافة الى أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات الحديثة مع تحديث نظام القيادة والسيطرة الآلية بالأيادي والخبرات المصرية للتأمين السيبراني، وكذا تطوير العملية التعليمية / التدريبية لتأهيل / وتدريب الفرد المقاتل، ورفع المستوى العلمي والتدريبي لتحقيق المواصفات المنشودة واستيعاب التكنولوجيا المتقدمة المستخدمة في تصنيع المعدات.
وحول تفاصيل اختيار الثلاثين من شهر يونيو عيدا للدفاع الجوي، قال إنه في مثل هذا اليوم تمكنت تجميعات الدفاع الجوي لأول مرة من إسقاط عدد (2) طائرة فانتوم، وعدد (2) طائرة سكاي هوك وأسر ثلاث طيارين وتوالى بعد ذلك سقوط الطائرات حتى وصل إلى عدد (12) طائرة بنهاية الأسبوع وهو ما أطلق عليه أسبوع تساقط الفانتوم، متوجها بالشكر والتقدير لشهدائنا الأبرار الذين جادوا بأرواحهم ومصابي العمليات والقادة والرواد الأوائل الذين أدوا مهامهم بإخلاص واقتدار لنحتفل اليوم بالذكرى الرابعة والخمسين لعيد الدفاع الجوي والذي سيظل خالدا في ذاكرة التاريخ.
وأشار إلى أن قوات الدفاع الجوي اتخذت يوم الثلاثين من يونيو عام 1970 عيدا لها حيث يعتبر ذلك اليوم هو البداية الحقيقيه لاسترداد الكرامة ومنع طائرات العدو من الاقتراب من سماء مصرنا الحبيبة.
وبشأن كيفية إنشاء حائط الصواريخ وهو أحد مفاتيح نصر أكتوبر، أكد الطودي أنه تم التخطيط لإنشاء حائط الصواريخ، وهو عبارة عن تجميع قتالي متنوع في أنساق متالية داخل مواقع ودشم محصنة من الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات قادر على صد وتدمير الطائرات المعادية، وقام رجال الدفاع الجوي بدراسة بناء حائط الصواريخ باتباع أحد الخيارين.
واستطرد أن الخيار الأول، هو القفز بكتائب حائط الصواريخ دفعة واحدة للأمام واحتلال مواقع ميدانية متقدمة دون تحصينات وقبول الخسائر المتوقعة لحين إتمام إنشاء التحصينات، والثاني هو الوصول بكتائب حائط الصواريخ إلى منطقة القناة على ثبات أطلق عليها (أسلوب الزحف البطئ) وذلك بأن يتم إنشاء تحصينات كل نطاق واحتلاله تحت حماية النطاق الخلفي له.. وهو ما استقر الرأي عليه.
ونوه إلى أن بطولات وتضحيات رجال الدفاع الجوي جسدت ومن خلفهم أبطال المهندسين العسكريين والشركات المدنية في ظل استهداف العدو الجوي للتجهيزات الهندسية لكتائب الصواريخ، ملحمة عطاء لهؤلاء الرجال في الصبر والتصميم والتحدي وفعلا تم تجهيز مواقع النطاق الأول ميدانيا شرق القاهرة واحتلالها خلال 3 ليال وامتداد التغطية بمسافة 50 كم دون أى رد فعل من العدو ثم الانتقال المتتالي لكتائب الصواريخ على وثبات خلال 6 ليال لاحتلال ثلاث نطاقات جديدة وحتى مسافة 30 كم غرب القناة وتلى ذلك الانتقال إلى مواقع متقدمة بما يحقق امتداد التغطية شرق القناة وخلال خمس أشهر من أبريل حتى أغسطس عام 1970 استطاعت كتائب الصواريخ المضادة للطائرات من منع العدو الجوي من الاقتراب من قناة السويس مما أجبر العدو على قبول (مبادرة روجرز) لوقف إطلاق النار اعتبارا من صباح 8 أغسطس 1970.
وردا على سؤال حول كيفية قيام الدفاع الجوي المصري بتحطيم اسطورة الذراع الطولي لإسرائيل في حرب أكتوبر 1973، قال الطودي إن الحديث عن حرب أكتوبر 73 لا ينتهي وسنكتفي بذكر نبذة عن دور قوات الدفاع الجوي في هذه الحرب، ففي ذلك التوقيت وصل العدو الجوي إلى كفاءة قتالية عالية وتسليح حديث متطور تمثل فى شراء طائرات ميراج من فرنسا، والتعاقد مع الولايات المتحدة على شراء الطائرات الفانتوم وسكاي هوك حتى وصل عدد الطائرات قبل عام 1973، إلى (600) طائرة أنواع مختلفة.
وذكر أن رجال الدفاع الجوي بدأوا الإعداد والتجهيز لحرب أكتوبر 1973 بالتدريب الواقعي أثناء حرب الإستنزاف ومن خلال حرمان العدو الجوي من إستطلاع قواتنا غرب القناة بإسقاط طائرة الإستطلاع الإلكتروني (الإستراتوكروزار) صباح يوم 17 سبتمبر 1971، وتم استكمال التسليح بأنظمة جديدة من الاتحاد السوفيتي [ (70) كتيبة سام (2 ، 3) – الكوادرات – صواريخ محمولة على الكتف – شيلكا ]، واستكمال الحقل الراداري على الارتفاعات المنخفضة بأجهزة رادار جديدة لها القدرة على مقاومة الإعاقة، وتطوير فكر الاستخدام ببناء الدفاع الجوي عن التجميعات الرئيسية للقوات والأهداف الحيوية على أكثر من نسق وبما يحقق إمتداد التغطية شرق القناة تقليل المسافة مابين الكتائب بما يمكن من التغطية المتبادلة تكثيف الوقاية المباشرة عن كتائب الصواريخ وسرايا الرادار.
وتابع أنه تم التوسع في أعمال كمائن والمناورة المستمرة لمفاجأة العدو الجوى وتحقيق أكبر خسائر بها للتجهيز الهندسى لمواقع الدفاع الجوى لتكون محصنة مع إنشاء مواقع هيكلية، وتنفيذ أعمال الإخفاء للمعدات والمواقع، ففي اليوم الأول للقتال يوم السادس من أكتوبر 1973 هاجم العدو القوات المصرية القائمة بالعبور حتى آخر ضوء بعدد من الطائرات كرد فعل فوري، توالت بعدها الهجمات الجوية بأعداد صغيرة من الطائرات خلال ليلة 7/6 أكتوبر، وتصدت لها وحدات الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات حتى نجحت في إسقاط العديد من الطائرات بالإضافة إلى إصابة أعداد أخرى وأسر عدد من الطيارين.
ونوه إلى أنه في صباح يوم 7 أكتوبر 1973 قام العدو بتنفيذ هجمات جوية على القواعد الجوية والمطارات المتقدمة وكتائب الرادار ولكنها لم تجن سوى الفشل ومزيدا من الخسائر في الطائرات والطيارين، وخلال الثلاثة أيام الأولى من الحرب، فقد العدو الجوى أكثر من ثلث طائراته وأكفأ طياريه الذي كان يتباهى بهم، وصدرت الأوامر للعدو الجوى بعدم الإقتراب من قناة السويس لمسافة لا تقل عن 15 كم، مما جعل (موشى ديان) يعلن في رابع أيام القتال عن أنه عاجز عن إختراق شبكة الصواريخ المصرية، وذكر في أحد الأحاديث التلفزيونية يوم 14 أكتوبر73، أن القوات الجوية الإسرائيلية تخوض معارك ثقيلة بأيامها … ثقيلة بدمائها ).
وشدد على أن ملحمة قوات الدفاع الجوى فى حرب أكتوبر تمثلت فى نجاحها بتوفير التغطية بالصواريخ عن التجميعات الرئيسية للجيوش الميدانية والأهداف الحيوية.
وبشأن عناصر بناء منظومة الدفاع الجوى المصرى، أكد اللواء ياسر الطودي أن هناك صراعا دائما ومستمرا بين منظومات الدفاع الجوى والعدائيات الجوية الحديثة، التي أصبحت لا تقتصر على الطائرات المقاتلة، بل شملت الطائرات الموجهة بدون طيار بأنواعها، والصواريخ (الباليستية/الطوافة) والأسلحة الموجهة جو أرض ( فائقة السرعة / ذات المقطع الرادارى الصغير )، وقذائف المدفعية والهاونات، مما يتطلب إمتلاك منظومة دفاع جوى متكاملة لإكتشاف ومجابهة العدائيات الجوية الحديثة.
وبشأن عناصر منظومة الدفاع الجوى، كشف عن أنها تتكون من عناصر إستطلاع وإنذار، تشمل [طائرات إنذار مبكر – رادارات محمولة جواً ( المنطاد ) – الرادارات الأرضية]، ويتم دعمها بعناصر المراقبة الجوية بالنظر لإكتشاف كافة العدائيات الجوية وإنذار القوات عنها في التوقيت المناسب، وعناصر إيجابية من المقاتلات والصواريخ والمدفعية م ط والصواريخ المحمولة على الكتف لتوفير الدفاع الجوى عن التجميعات الرئيسية للجيوش الميدانية – الأهداف الحيوية بالدولة، فضلا عن مراكز القيادة والسيطرة الآلية على مختلف المستويات، للقيادة والسيطرة على جميع عناصر المنظومة تعمل فى تعاون وثيق مع القوات الجوية والحرب الإلكترونية وتولى القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة إهتماماً كبيراً فى دعم قوات الدفاع الجوى بتوفير أحدث المنظومات من عناصر الإستطلاع والإنذار والعناصر الإيجابية وكذا مراكز القيادة والسيطرة لتتمكن قوات الدفاع الجوى من التعامل مع كافة التهديدات والتحديات الحديثة.
ولفت إلى أن المعلومات أصبحت متاحة أمام الجميع فى عصر السماوات المفتوحة سواء بالأقمار الصناعية، أو أنظمة الإستطلاع الإلكترونية المختلفة، وشبكات المعلومات الدولية، بالإضافة إلى وجود الأنظمة الحديثة القادرة على التحليل الفورى للمعلومة.
وقال: “نحن لدينا اليقين أن السر لا يكمن فقط فيما نمتلكه من أسلحة ومعدات، ولكن يكمن فى قدرتنا على تطوير فكر إستخدام السلاح والمعدة بما يمكنها من تنفيذ مهامها بكفاءة تامة تطوير ما لدينا من أنظمة تسليح بسواعد أبنائنا، علاوة على الإرتقاء المستمر بمستوى تأهيل الفرد المقاتل، لتحقيق المفاجأة من خلال الإستعداد القتالى العالى للقوات، كما نؤمن بمبدأ ( وما خفى كان أعظم ) سواء كان تسليحا جديدا أو تبنى فكر إستخدام غير نمطى وأساليب وتكتيكات مبتكرة“.
وبشأن تمكن قوات الدفاع الجوي بابتكار منتجات وتحديثها، أكد أن القيادة السياسية تولى إهتماماً بالغاً بتوطين التكنولوجيا والأهتمام بالبحث العلمى إعتماداً على الكوادر الوطنية كانت البداية إنشاء مركز للبحوث الفنية والتطوير بسواعد كوكبة من ضباط الدفاع الجوى المتميزين الذين تم تأهيلهم داخل وخارج مصر والحاصلين على أعلى الدرجات العلمية (الماجستير ، الدكتوراة) في المجالات العلمية المتنوعة وكانوا هم حجر الأساس لمنظومة التحديث على نقل والتطوير، وسعياً لإمتلاك تكنولوجيا تصنيع أنظمة دجو مصرية، حرصنا وتوطين التكنولوجيا الحديثة في المجالات المختلفة من خلال أعمال التطوير والتصنيع المشترك بعمق يصل إلى نسبة (100%) تدريجيا، حيث قامت قوات الدفاع الجوى بأيدى مقاتليها النابغين بصناعة [ رادار مصرى – مراكز قيادة وسيطرة – أنظمة تعارف – طائرات هدفية – أنظمة مجابهة للطائرات الموجهة بدون طيار]بالتعاون مع المراكز البحثية بالقوات المسلحة والجهات المدنية، وبالاستفادة من القاعدة الصناعية، بكل من الهيئة العربية للتصنيع , وزارة الإنتاج الحربى، وتم الوقوف على مدى الصلاحية للإستخدام الفعلى الميدانى بواسطة مقاتلى قوات الدفاع الجوى وتضع قوات الدفاع الجوى نصب عينيها دائماً الحلول غير النمطية للمشكلات الفنية التى نواجهها فى ظل تعقد التكنولوجيا والتطور السريع فى العدائيات الجوية.
وبشأن ما قامت به قوات الدفاع الجوى لتـأمين تسليحها ومراكز إتخاذ القرار، أبرز الطودي أهمية الأمن السيبرانى والذكاء الإصطناعى فى ظل التطور الهائل، فى تكنولوجيا المعلومات، وقال: “اتخذت قوات الدفاع الجوى إجراءات فنية وتكتيكية عديدة لتأمين مراكز القيادة والسيطرة وأنظمة ومعدات الدفاع الجوى والشبكات ضد حرب المعلومات وبالإستفادة من مركز البحوث الفنية والتطوير والكيانات الفنية بالقوات المسلحة وبفضل الضباط المختصين في هذا المجال، علاوة على تأهيل كوادر داخل / خارج الجمهورية…ونشر الوعي السيبراني بالفرق الحتمية (ضباط / ضباط صف) لمجابهة حرب المعلومات، وطبعاً لا يوجد دولة تعلن عن كل ما لديها من إمكانيات وقدرات للمجابهة .
وحول أسلوب تجهيز المقاتلين بقوات الدفاع الجوى (ضباط – جنود)، شدد قائد قوات الدفاع الجوي على أن قيادة قوات الدفاع الجوى تدرك أن الثروة الحقيقية تكمن في الفرد المقاتل الذي يعتبر الركيزة الأساسية للمنظومة القتالية لقوات الدفاع الجوى خططنا إلى تطوير مهارات وقدرات الفرد المقاتل من خلال ثلاث مسارات، الأول : إعادة صياغة شخصية الفرد المقاتل، والثانى : تطوير العملية التعليمية، والثالث : تطوير العملية التدريبية.
وأوضح أنه بالنسبة للمسار الأول: كان لزاماً علينا أن نقوم بالبناء الفكرى للفرد المقاتل وتشكيل ثقافة الإدراك بشكل تراكمى لتكوين شخصية الفرد المقاتل التى تتميز بحسن الخلق والتمسك بالقيم وتتصف بالولاء ، الإنتماء ، حب الوطن والإستعداد للتضحية والفداء عن الأرض وذلك من خلال الاهتمام بالعوامل النفسية(التوافق النفسى – الصمود النفسى – الأمن النفسى – الروح المعنوية – الانضباط العسكرى) التي لهم من تأثير على المقاتل أثناء التدريب أو فى العمليات العسكرية وتبعث فيه روح القتال وقهر العدو والإيمان بالنصر وتزوده بالقوة والقدرة على التغلب على المصاعب والعقبات تنفيذ خطة توعية لغرس وتنمية وترسيخ الفهم الصحيح والفكر المعتدل للأديان السماوية والقيم والمثل الأخلاقية، وبما يحقق حماية الفرد المقاتل وتحصينه ضد الحروب النفسية ، والأفكار المتطرفة والهدامة، وكذا مجابهة التأثير السلبي لمواقع التواصل الإجتماعي وشبكة المعلومات الدولية.
وأضاف أنه بالنسبة للمسار الثانى: تم إعداد خطة شاملة تتماشى مع أساليب التعليم الحديثة لتطوير العملية التعليمية بقوات الدفاع الجوى لجميع عناصرها الدارس ، هيئة التدريس ، البيئة التعليمية (مناهج ومراجع ، وسائل ، فصول تعليمية ، ميادين التدريب بهدف الوصول إلى المواصفات المنشودة للفرد المقاتل (نفسيا / معنوياً / بدنياً / فنياً / إنضباطياً ) تطوير الفرق الحتمية المؤهلة للضباط وضباط الصف من خلال انتهاج استراتيجية التعليم التفاعلي باستخدام تطبيقات مستحدثة.
تشجيع مشاركة الدارسين وتفاعلهم مع المستوى العلمي وتنمية مهارات التواصل والإعداد الشخصى لجميع الموضوعات النظرية وإقتصار دور المعلم فى التدريب العملى والتوجيه والتصحيح التقييم الدقيق لمستوى الأداء وتحديد أنسب مجالات العمل للدارسين وتأهيل الضباط بالخارج بناء على متطلبات التسليح وبما يضمن نقل فكر وأسلوب استخدام معدات / أنظمة الدفاع الجوى الحديثة نقل وتوطين التكنولوجيا الحديثة.
وذكر أنه بالنسبة للمسار الثالث: يتم اتباع سياسة تدريبية تعتمد على الاستفادة من جميع وسائل وطرق التدريب المتطورة من خلال معسكر تدريب مركز بمركز التدريب التكتيكي لقوات دجو، لرفع كفاءة المعدات وتنمية القدرات القتالية للفرد المقاتل مع التوسع في استخدام المقلدات الحديثة وتدريب الأفراد على الرمايات التخصصية في ظروف مشابهة للعمليات الحقيقية إجراء التدريبات المشتركة، لإكتساب الخبرات والتعرف على أحدث أساليب تخطيط إدارة العمليات للدول العربية والأجنبية.
وحول الدور الذي قامت به كلية الدفاع الجوي لإعداد الطلاب في ظل التطور في التكنولوجيا، أكد أن كلية الدفاع الجوي من أعرق الكليات العسكرية بمنطقة الشرق الأوسط تم إنشاؤها فى يوليو 1974 كأحد الدروس المستفادة بعد حرب أكتوبر فى سبتمبر 1979 تم إدخال التعليم الهندسى لمواكبة التطور التكنولوجى فى أسلحة ومعدات الدفاع الجوى الحديثة.
وأضاف أنه في إطار التطوير المستمر فى قواتنا المسلحة الباسلة أصدر رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة قرارا بإنشاء الأكاديمية العسكرية المصرية تضم جميع الكليات العسكرية، بهدف إعداد وتخريج ضباط تتوفر فيهم الكفاءة والمؤهلات التكتيكية والفنية للخدمة فى وحدات ق متولى قوات الدفاع الجوى إهتماما بأعمال التطوير المستمر للكلية من خلال عدة محاور.
وقال إن المحور الأول هو (تطوير أسلوب إختيار أعضاء هيئة التدريس) بترشيح الضباط أوائل الدفعات للعمل بالكلية بعد اكتسابهم الخبرة العملية بالتشكيلات والوحدات، والمحور الثاني (تطوير وتحديث المناهج الدراسية بالكلية) من خلال التحديث المستمر لمختلف المناهج التخصصية والعسكرية والهندسية وزيادة الأقسام الهندسية من الميكاترونكس وأنظمة الحاسب الآلي بجوار قسم الإتصالات، والمحور الثالث ( تطوير طرق وأساليب التدريس وإبتكار مساعدات تدريب متطورة) من خلال تزويد الفصول الدراسية والمعامل بشاشات تفاعلية تجمع كل وسائل التعليم السمعية والبصرية لإثراء العملية التعليمية وجذب إنتباه الطلبة وتوفير حسن المشاركة والتفاعل والعمل الجماعى.
وأضاف أن المحور الرابع (تطوير البيئة التعليمية بالكلية) من خلال التعاون العلمى مع المعاهد والمراكز العلمية المناظرة فى الدول الشقيقة والصديقة وبالإستفادة من توصيات الضباط الحاصلين على الدراسات العليا (64 دكتوراة ، 61 ماجستير)، والمحور الخامس (تطوير أداء البحث العلمى) في إطار إنطلاق إستراتيجية الدولة الحالية لتوطين الصناعات التكنولوجية إبتداءً من الإهتمام بالموهوبين والمبتكرين من الشباب، وبدعم وإشراف من القيادة العامة للقوات المسلحة تم تنظيم مسابقة الإبتكارات العلمية بين أبناء الكليات والمعاهد العلمية المدنية المناظرة بتشريف القائد العام للقوات المسلحة وكذلك تم تنفيذ المؤتمر العلمى الدولى للإتصالات ( ITC-EGYPT ) بكلية الدفاع الجوى لثلاثة أعوام متتالية لتنمية مجالات التعاون العلمية والبحثية بإشتراك أعضاء هيئة التدريس والدارسين وتستعد الكلية حالياً لإنعقاد المؤتمر العلمى فى نسخته الرابعة خلال يوليو 2024مما كان له مردود إيجابى فى تطوير فكر أبنائنا الضباط ومساهمتهم فى تطوير وتحديث نظم التسليح المختلفة وكذلك تنمية مهارات أبناءنا من القطاع المدنى وزيادة مشاركتهم الوطنية مع قواتهم المسلحة.
وحول ما يتم تقديمه معنويا للإرتقاء بمستوى أداء مقاتلى قوات الدفاع الجوى، أكد الطودي أن قيادة قوات الدفاع الجوى تدرك أن الثروة الحقيقية تكمن فى الفرد المقاتل الذى يعتبر الركيزة الأساسية للمنظومة القتالية لقوات الدفاع الجوى، ولابد من شموله بالتوعية والتدريب والحفاظ على روحه المعنوية، وأننا نؤمن بأهمية حل المشاكل وتوفير المناخ المناسب والرعاية اللازمة للقوات كمقابل بسيط لما يقدموه من جهد وعرق كلّْ فى موقعه من خلال توفير سبل الإعاشة الحضارية، وذلك بإنشاء معسكرات الإيواء الحضارية للوحدات المقاتلة والميسات المتطورة والمراكز الثقافية والترفيهية لرفع الروح المعنوية للمقاتلين.
وقال: “لا نغفل أهمية ترسيخ العقيدة الدينية المتفردة للمقاتل المصرى التى تميزه عن باقى المقاتلين كذلك تم إنشاء مجموعة من دور الدفاع الجوى لتقديم الخدمات الإجتماعية للضباط وأسرهم .. فضلاً عن التطوير المتلاحق للقرية الرياضية المتكاملة لقوات الدفاع الجوى بما تمثله من قيمة مضافة لخدمة القطاع الرياضيّ المدنىّ بما تحتويه من أنشطة رياضية مختلفة تناسب جميع الفئات لتأهيل أبناء قوات الدفاع الجوى وأسرهم وكذا المدنيين تحرص قيادة قوات الدفاع الجوى على تحفيز القادة والضباط وكذا أبنائهم وبث روح التنافس الشريف بينهم عن طريق تنظيم المسابقات (العلمية ، الرياضية) وتكريم المتميزين منهم كما تهتم قوات الدفاع الجوى بالزيارات لأبنائها المصابين بالمستشفيات دورياً للإطمئنان عليهم .. كنوع من المشاركة المجتمعية المستحقة لهؤلاء الرجال.
وبشأن أسلوب قوات الدفاع الجوى فى تعزيز علاقاتها الثنائية مع الدول الصديقة والشقيقة، لفت إلى أن قوات الدفاع الجوى تعزز العلاقات مع نظائرها بالدول الصديقة من خلال: تنفيذ التدريبات المشتركة مع العديد من الدول الشقيقة والصديقة مثل [أمريكا (النجم الساطع) ، روسيا (سهم الصداقة) ، اليونان (ميدوزا) ، باكستان (حماة السماء) ، السعودية (السهم الثاقب) ، الأردن (العقبة) ، الكويت (سيف العرب)] ونخطط لتدريبات مشتركة مع دول أخرى فى المستقبل القريب، بما يزيد من الروابط مع الدول الصديقة ويساعد على تبادل الخبرات والمهارات، والإشتراك فى المسابقات الدولية مع الدول المتقدمة ( روسيا ، الصين) حصلت قوات الدفاع الجوى على مراكز متقدمة فى هذه المسابقات ومن أمثلتها السماء الصافية تبادل الزيارات والمعايشة داخل الوحدات المتماثلة لتبادل الخبرات العملية، تبادل حضور أنشطة بقوات / مراقبين لإكتساب وتبادل الخبرات والمهارات والتعرف على أحدث التكتيكات عقد ورش عمل لتبادل الخبرات في مختلف المجالات (العمليات ، التدريب ، البحوث الفنية والتطوير ،….).
وحول طموحاته التي يريد تحقيقها لقوات الدفاع الجوى خلال فترة قيادته، قال للواء أ ح ياسر الطودي: “نحن كرجال عسكريين نعمل طبقاً لخطط وبرامج محددة وأهداف واضحة ولا مجال للأهواء الشخصية فى إدارة العمل، ومنظومة العمل بالقوات المسلحة تسمح لكافة المستويات القيادية بالمشاركة فى صناعة القرارات، ودائماَ تتوفر الفرصة لعرض أفكارنا وأحلامنا للتطوير والتحديث على المستويات الأعلى ودرجها ضمن الخطط“.
وتابع: “لكن على المستوى الشخصى فور تكليفى للعمل كقائد لقوات الدفاع الجوى، عرضت على القيادة العامة عددا من الخطط اللى تم إعدادها بواسطة المختصين وأولويات تنفيذها ليتماشى الإداء بقوات الدفاع الجوى مع فكر القيادة العامة للقوات المسلحة وطبيعة المتغيرات السياسية والإقليمية، كان من ضمن الإجراءات اللي تم اتخاذها اعتبار العام الحالى هو عام التدريب وإعمال الفكر ورفع الكفاءة الفنية والقتالية للأسلحة والمعدات“.
ووجه رسالة طمأنينة لشعب مصر، قائلا: “أؤكد للشعب المصرى أن قيادتنا السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة تولي قوات الدفاع الجوى كافة الدعم لضمان التطوير والتحديث المستمر بكافة أسلحة ومعدات الدفاع الجوى لإمتلاك القدرة لمجابهة العدائيات الجوية على كافة الإتجاهات الإستراتيجية.. وأود أن أطمئن الشعب المصرى“.
واختتم بقوله: إن قوات الدفاع الجوى تعمل ليل نهار سلماً وحرباً مُرابضين فى مواقعهم فى كل ربوع مصروأن نظل دوما جنوداً أوفياء .. حافظين العهد .. مضحيين بكل غالْ ونفيس .. نحفظ للأمة هيبتها ولسماء مصر قدسيتها.