متحدث الخارجية : الإعلام أصبح جزء لا يتجزأ من إدارة الأزمات وتسوية النزاعات
أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير أحمد أبو زيد أن الإعلام أصبح جزءا لا يتجزأ من إدارة الأزمات وتسوية النزاعات.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، اليوم الأحد، خلال الجلسة الافتتاحية للدورة التدريبية حول “دور الإعلام في تغطية وتسوية النزاعات للصحفيين المصريين”، والتي ينظمها مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام، بالتعاون مع مكتب المتحدث الرسمي مدير إدارة الدبلوماسية العامة وزارة الخارجية، وذلك بمشاركة السفير أحمد نهاد عبد اللطيف مدير عام مركز القاهرة لتسوية النزاعات.
كما أكد المتحدث أن افتتاح الدورة التدريبية يأتي في توقيت بالغ الأهمية لكونها وثيقة الصلة بالأحداث الجارية، قائلا: “إن المنطقة سواء الشرق الأوسط أو إفريقيا يشهدان انتشارا غير مسبوق للنزاعات المسلحة، والتي لا تؤثر فقط على حالة السلم والأمن والاستقرار، سواء السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي، بل أصبحت تمس المصالح الحياتية اليومية للمواطنين في الإقليم“.
وأضاف: أنه “لا شك أن تزايد تلك النزاعات وحدتها والمتابعة شبه اليومية من جانب المواطنين فى الإقليم لهذه الأوضاع وتأثيرها علي مصالحهم الحياتية باتت تفرض مسئولية إضافية على العاملين بالإعلام، سواء فيما يتعلق بتغطية هذه الأحداث أو مدى استيعاب هذه النزاعات وأبعادها الجيوسياسية، وما يتصل بذلك من مهنية وموضوعية، لاسيما في ظل المرحلة التي يمر بها العالم الآن من استقطاب ومناخ عدائي كبير يكتنف تلك النزاعات“.
وتابع: “لعل ما كشفت عنه الأزمة التي يشهدها قطاع غزة، حيث فقد 132 صحفي حياتهم تحت القصف العشوائي الإنساني، خير دليل على حجم المخاطر التي تحيط بالصحفيين والإعلاميين فى مناطق الصراعات والنزاعات”، موضحا أن الدورة التدريبية، التي تستمر لمدة أربعة أيام، تركز على دور الإعلام وحل النزاعات وبناء السلام، وفي أحيان كثيرة منع النزاعات، حيث أن الإعلام من الممكن أن يلعب دورا في الحيلولة دون اندلاع هذه النزاعات، ومن هنا تبرز أهمية تمكين الكوادر الإعلامية التي تعمل في تغطية النزاعات من فهم طبيعة هذه الصراعات والنزاعات وتعقيداتها المتشابكة وخلفياتها السياسية والتاريخية.
وبين أن الدورة التدريبية تركز أيضا على فهم الصراعات وتحولاتها وتوظيف الحوار في الإعلام كأدوات فعالة لحلها وثقل العديد من العاملين في المجال الإعلامي بالمهارات الضرورية لاستخدام وسائل بديلة لحل النزاعات وإيجاد حلول مبتكرة.
واختتم بالقول “إن الواقع المحيط بمصر وحجم الصراعات والنزاعات المحيطة جعلت من كل مراسل صحفي يعمل في مجال العمل الخارجي بمصر هو “مراسل حرب”، حيث ينقل يومياً أخبارا عن حروب وعمليات قتل مع انتشار هائل للمعلومات بعضها دقيقة وبعضها غير دقيقة، وبالتالي ينبغي أن يتسلح العاملون في هذا المجال في مصر بهذه الخبرة والمعرفة“.
ومن جهته، أعرب مدير عام مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام عن ترحيبه بالمشاركين فى الدورة التدريبية، التي تتواكب مع مرور 30 عاما على تأسيس المركز، مستعرضا الدور الذي يقوم به المركز حيث تم تدريب نحو 27 ألف شخص في مجالات عديدة خلال الأعوام الـ30 منذ التأسيس، لافتا إلى أن دراسات السلام، التي تعد مجالا علميا جديدا بزغ بعد انتهاء الحرب الباردة، تهتم بالإعلام ودوره.
وبدوره، قال القائم بأعمال سفير كندا بالقاهرة المستشار مات فريزين “إن الدورة التدريبية تعد جزءا لا يتجزأ من جهود تحقيق التنمية والسلام المستدامين”، مشيرا إلى أن إمكانية الحصول على معلومات حساسة ودقيقة يعد أمرا بالغ الأهمية.
وأكد أن دور الصحفيين فعال للغاية في الكشف عن الحقائق فيما يتعلق بالصراعات، وأن تحقيق السلام المستدام يتصل بشكل وثيق بمشاركة المرأة والمساواة بين الجنسين فى الإعلام.
ويشارك في الدورة التدريبية لفيف من المحررين الدبلوماسيين والإعلاميين والأكاديميين والخبراء من كبرى المؤسسات الإعلامية.