دار الكتب والوثائق القومية تحتفل بعيد الشرطة
متابعة – محمد مهران
تحت رعاية الأستاذة الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة ، احتفلت دار الكتب والوثائق القومية، برئاسة الأستاذ الدكتور أسامة طلعت،صباح اليوم الأحد، بعيد الشرطة.
بدأت الاحتفالية بالسلام الوطني ثم تلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثم عرض فيلم تسجيلي يؤرخ لبطولات الشرطة المصرية من واقع الدوريات المصرية بدار الكتب.
بدأت عقب ذلك ندوة حول الدور الوطني للبوليس المصري، تحدث فيها الدكتور أسامة طلعت، رئيس الدار، مؤكدا أن هذا الاحتفال يأتي في إطار دور دار الكتب والوثائق القومية كحافظة لتراث وتاريخ الوطن.
وقال الدكتور أسامة أن الجيش والشرطة هما جناحا الأمن القومي والداخلي، وترحم على شهداء الجيش والشرطة والشعب المصري.
واستعرض الدكتور أسامة دور الشرطة المصرية عبر العصور، وقال أن كلمة الشرطة جاءت من الشرائط التي وضعتها الشرطة تمييزا لها عن باقي الناس.
وأضاف أن الشرطة لها دور مهم في حفظ النظام وتنفيذ القانون داخل الدول. وعرفت مصر مفهوم الدولة منذ عام 3200 قبل الميلاد وقامت الدولة المصرية على مفهوم الأمان، ولكي يقام الحق والعدل الماثلان في ماعت داخل الدولة المصرية أقيمت الشرطة.
وقد صنف المصريون القدماء الشرطة إلى مجموعة تصنيفات إدارية فيما يشبه الإدارات حاليا فكانت هناك شرطة المعابد، وشرطة المقابر، وشرطة المناجم.
وفي عصر الخلفاء الراشدين، أقام عمر بن الخطاب نظام العسس، كما عين علي بن أبي طالب صاحبا للشرطة ليقوم على تنظيم المؤسسة الشرطية.
وكانت الشرطة تقوم على الأمن في الفسطاط كما ورد في كتابات المقريزي وغيره، وكان هناك شرطة الأسواق التي يوجد على رأسها المتولي أو المحتسب.
وكانت السجون تسمى الحبوس والخزانات ومن أشهرها خزانة “شمائل” على يسار باب زويلة وهذا السجن الذي هدم بعد ذلك وبنى مكانه جامع المؤيد شيخ، ثم عرفت السجون بعد ذلك باسم الكراكون والتمن (بضم التاء)، وجاءت كلمة التُمن من تقسيم القاهرة إلى ثمانية أحياء وأقيم في كل منها مركزا للشرطة سمى تمن وكان ذلك أيام الحملة الفرنسية.
ومن جانبه تحدث الدكتور أحمد الشربيني أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر متناولا بطولات الشرطة في التاريخ الحديث والمعاصر.
وأشاد الدكتور الشربيني بالتطور الذي حدث في الخدمات التي تقدمها الداخلية المصرية.
وأكد أن اختيار تاريخ 25 يناير للاحتفال بعيد الشرطة هو اختيار مستحق لأن تصدي رجال الشرطة المصرية لقوات الاحتلال في 25 يناير 1952 كان حدثا فاصلا في تاريخ الحركة المصرية للتحرر من الاحتلال البريطاني.
وقد أعلن مصطفى النحاس إلغاء معاهدة 1936 من طرف واحد واندلعت بعدها حركة المقاومة في القناة وحاصرت حكومة الوفد الثكنات البريطانية اقتصاديا لتوجيه رسالة واحدة وهى أن وجود الاحتلال البريطاني لم يعد مقبولا تحت أى ظرف.
وجاء حادث الإسماعيلية في هذا السياق ليكون بمثابة خطوة مهمة في طريق الخلاص النهائي من الاحتلال لا سيما بعد اندلاع حريق القاهرة في اليوم التالي لمذبحة الإسماعيلية.
وتحدث العميد محمد حامد من إدارة العلاقات العامة بوزارة الداخلية ممثلا عن الوزارة.
وأكد في كلمته أن الأمن احتياج رئيسي للمواطنين ومهمة الشرطة لا تكتمل إلا بمساعدة الناس، ولذلك فإن الوعى الأمني غاية في الأهمية، وتعزيز الثقة في جهاز الشرطة من خلال المعاملة الحسنة مع الجمهور والثقافة الأمنية وهو ما سيؤدي بالضرورة إلى تفعيل الشعور بالأمن، ومفهوم الثقافة الأمنية يمتد من المعرفة بمواد القانون، وتقدير الدور الذي يقوم به ضباط الشرطة في مواقعهم، بالإضافة إلى الالتزام بقواعد المرور والسلامة الشخصية.
وأقامت الهيئة معرضا وثائقيا حول بطولات رجال الدخلية خلال العقود الماضية وضم المعرض مستنسخات من وثائق نادرة من مقتنيات دار الوثائق القومية.
وتحتفل مصر في 25 يناير من كل عام بعيد الشرطة تخليدا لصمود رجال البوليس المصري في الإسماعيلية أمام قوات الاحتلال البريطاني في معركة استشهد خلالها عدد كبير من قوة قسم الإسماعيلية في 25 يناير 1952 ، وكان فؤاد سراج الدين وزير الداخلية آنذاك في حكومة الوفد، قد أعطى أوامره للضباط والجنود بالصمود والتصدي لقوات الاحتلال.