مدينة مهجورة.. أعيد اكتشافها بعد 13 عاما من التنقيب بإيطاليا
تمكنت قطعة أثرية مفقودة من الإمبراطورية الرومانية من البقاء مخفية لمدة 1500 عام في إيطاليا ، ويشيد علماء الآثار بهذا الاكتشاف الجديد المثير، ولم يتمكن أي من البشر من الوصول إلى أي أثر لها طوال هذه الفترة، رغم أنها كانت مزدهرة ومهمة.
فقد اكتشف علماء الآثار بقايا المدينة التي كانت مزدهرة ذات يوم والتي كان يسكنها أكثر من ألفي شخص، وحصلت في ذلك الحين على دعم الإمبراطور الروماني يوليوس قيصر، نقلًا عن جريدة “ديلي ميل” البريطانية.
وقال التقرير إن هذه المدينة ظلت مهجورة ومفقودة لنحو 1500 عام وهي من بقايا العصر الروماني.
وتُدعى المدينة “إنترامنا ليريناس” وتقع في منتصف الطريق بين روما ونابيس، ويعتقد العلماء أنها كانت مدينة رومانية “مزدهرة” يسكنها عدد كبير نسبياً بالنسبة لتلك الفترة.
وعلى الرغم من أنَّ علماء الآثار اعتبروها في الثمانينيات مجرد مستوطنة صغيرة، إلا أنها كانت مدينة كبيرة تضم مساكن ومعبداً وحمامات ومسرحاً مسقوفا. ولم يتم تدميرها بسبب كارثة طبيعية كما لم يتم التخلي عنها إلا في القرن السادس الميلادي بسبب التهديد بالغزو.
وركز الخبراء على الفخار وأساسات المباني من الحفريات، بالإضافة إلى نتائج المسوحات الجيوفيزيائية للأرض.
وبدأت أعمال التنقيب في الموقع في عام 2010، ولكن لم يتم نشر النتائج إلا الآن، حيث استمرت الدراسة 13 عاماً وقاد الفريق البحثي الدكتور أليساندرو لونارو من كلية الكلاسيكيات بجامعة كامبريدج.
وقال لونارو: “إن إنترامنا ليريناس كانت تتمتع بموقع استراتيجي بين نهر وطريق رئيسي، وكانت بمثابة عقدة مزدهرة في الشبكة الحضرية الإقليمية”.
وتابع: “لقد لعبت هذه المدينة أوراقها بشكل صحيح باستمرار، وكانت دائماً تقيم علاقات مع المجتمعات بين روما وجنوب إيطاليا بينما كانت تزدهر كمركز تجاري”.
وتأسست “إنترامنا ليريناس” عام 312 قبل الميلاد، في عهد الجمهورية الرومانية (عصر ما قبل الإمبراطورية الرومانية الجبارة)، وحصلت المدينة على رعاية الامبراطور الروماني يوليوس قيصر في عام 46 قبل الميلاد، أي قبل عامين من مقتله، لكن تم التخلي عن “إنترامنا ليريناس” في القرن السادس، أي بعد حوالي 100 عام من انهيار الإمبراطورية.
وتضم “إنترامنا ليريناس” عدداً من المباني الرائعة التي لم تعد قائمة حالياً، ولم تظهر الآن سوى أساساتها بعد أعمال التنقيب، وعلى وجه التحديد، المسرح المسقوف المبني بالرخام المستورد من جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط، وتبلغ مساحته حوالي 150 في 85 قدماً وكان من الممكن أن يكون كبيراً بما يكفي لاستيعاب 1500 شخص، بحسب ما خلصت الدراسة البحثية.
وقال الدكتور لونارو، كان هذا المسرح رمزاً رئيسياً لمكانة المدينة، وأظهر ثروة المدينة وقوتها وطموحها”، وكانت المسارح المسقوفة نادرة جدًا في إيطاليا الرومانية، وكان يُنظر إليها على أنها ترقية مهمة للهياكل المفتوحة.
ويقول خبراء علم الآثار إن هذه المدينة التي تم العثور عليها كان فيها 190 منزلاً صغيراً، و25 منزلاً أكبر، وخمسة منازل فقط تزيد مساحتها عن 10700 قدم مربع، كما عثر الفريق البحثي أيضاً على 19 “مبنى فناء” يُعتقد أنه ربما كان بمثابة مباني أسواق داخلية وبيوت نقابية ومجمعات سكنية ومستودعات عامة.