مصر

كرم جبر: مصر دولة لا تقبل الضغوط .. وموقفها أجهض مؤامرة التهجير

أكد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام الكاتب الصحفي كرم جبر، أن مصر دولة لا تقبل الضغوط من أي طرف، مضيفا أن مصر دولة قوية وصلبة ورسالتها بشأن الأوضاع في غزة لاقت قبولا وصدى كبيرين، وساهمت في تغيير مجريات الأحداث، حتى داخل إسرائيل لشعور الرأي العام الإسرائيلي بأن نتنياهو، دخل بهم إلى مستنقع غزة ولا يعرفون كيف يخرجون منه.

وقال رئيس الأعلى للإعلام إن إيهود باراك، كتب مقالا في صحيفة إسرائيلية، أكد فيه أنه “لو سمحنا بمنطق نيتنياهو بالقضاء على حماس في غزة، سيأتي الدور على لبنان وسوريا وباقي دول المنطقة مما يؤدي في النهاية إلى الإضرار بمصلحة إسرائيل في حروب بلا نهاية، ويجب أن تنتهي فترة حكم نيتنياهو قبل أن تكون سياساته غير صالحة للإصلاح، وهناك حلف (غير مقدس) مكون من وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن جفير ووزير المالية سيمو تريتش، يشعلون جنون الحرب وهؤلاء مع نيتنياهو سيؤدون إلى خسائر لا تتحلمها إسرائيل وستغرق”.

فيما أكد جو بايدين الرئيس الأمريكي مؤخرا أن حل الدولتين يتمثل في وجود شعبين جنبا إلى جنب بقدر متساوي من الحرية والكرامة وهذا هو الطريق إلى السلام ولكن تحقيق ذلك يتطلب التزامات من إسرائيل وفلسطين وأمريكا والشركاء الآخرين بمن فيهم من مصر وقطر”.

وأوضح جبر، أن “نيتنياهو دخل الحرب للقضاء على حماس وأثبتت كل الشواهد أن الأمر مستحيل.. نتنياهو دخل لتوسيع نطاق الحرب الإقليمية مع دول أخرى، وبعد 60 يوما اتضح أن توسيع الحرب سيأتي بخسائر على إسرائيل أولا.. وهناك دعوات داخل إسرائيل لعزل نيتنياهو وبن جفير وتريتش، لأنهم يورطون إسرائيل في مستنقعات غزة”.

وأشار إلى أن “إسرائيل أكدت أن القضاء على حماس أصبح مستحيلا وأصبح البديل الآمن هو طرح مبادرة السلام”، مبينا أن “الولايات المتحدة أصبحت تتحدث عن السلام، ووزير الخارجية الأمريكي مواقفه ضعيفة وليست على مستوى ما يحدث; فهو ليس رجل سلام أو مبادرات كما كان كاسينجر”، موضحا أن “ما ترتكبه إسرائيل في غزة هي جرائم حرب ويجب السعي لمحاكمتها أمام الجنائية الدولية”.

وقال جبر، إن “الاتصالات الدبلوماسية تلعب دورا كبيرا، وهو ما تقوم به اللجنة المنبثقة عن القمة العربية، وكذلك تلعب مصر والسعودية وقطر والإمارات دورا كبيرا. وهنا علينا أن نتحد وأن تقدم كل دولة ما لديها”، مبينا أن “مصر أجهضت مؤامرة التهجير، وكذلك تتصدى، ومعها الشركاء، لما يسمى الحزام حول غزة”.

وتابع جبر، أنه “يتمنى أن ننطلق من المبادرة التي قامت بها مصر في العلمين في يوليو الماضي، وهي المصالحة بين الحكومة الفلسطينية والفصائل، والتي كانت قد بدأت بالجلوس معا خلال المبادرة وشكلوا لجنة للمصالحة وتم وضع القضايا العالقة بين الطرفين”، مضيفا أن “تلك القضايا يمكن تجاوزها، وباسم الشهداء الفلسطنيين يجب الاتفاق.. ولكن نيتنياهو هو من يفسد كل محاولات الصلح بين فتح وحماس، والدليل أنه حين جرى تشكيل حكومة وطنية فلسطينية كان لا يعترف بها بل ويتخذ إجراءات عقابية ضد السلطة الفلسطينية”.

ووجه جبر، نداء إلى “اللجنة المنبثقة عن القمة العربية الإسلامية بضرورة الجمع بين الأخوة الفلسطينيين وأن تكون هناك مبادرة للعالم بأننا دعاة سلام خصوصا أن الأجواء مهيئة، والفضل في ذلك لدماء الضحايا والشهداء”، مضيفا أن “الأمر يحتاج إلى النفس الطويل، وهناك فرصة تاريخية لننتهز الأجواء ونعيد ضخ الدماء في القضية من جديد”.

وأشار رئيس “الأعلى للإعلام”، إلى أن “الموقف المصري من القضية الفلسطينية ليس فيه ثغرة واحدة ومتوافق مع الأمن القومي المصري، وكذلك مع الدور المصري منذ الأربعينيات والتوجيهات المصرية نحو العروبة والأمن القومي العربي، مضيفا أن “أشد المعارضين لا يجد في الموقف المصري شيئا واحدا ينتقده، فهل ستنتقد المساعدات التي تقدمها مصر مع الدول الأخرى، للأشقاء في غزة، أم قوة الموقف المصري الذي أجهض مؤامرة التهجير فلم يعد الآن في العالم أي شخص يتحدث عن التهجير”.

وأوضح أن “الرأي العام العالمي أصبح يرى أن الخطر يحاصر إسرائيل، والرأي العام بمن فيهم الولايات المتحدة طلب تحديد وقت لنهاية الحرب في غزة”، مضيفا أن “إسرائيل لم يستطيع أن تصمد خلال حرب الاستنزاف”.

وقال جبر إن “مجلس الأمن سيصدر قرارا بوقف إطلاق النار عاجلا أو آجلا رغم الفيتو الأمريكي، لأن الخسائر الإسرائيلية أصبحت كبيرة وستستجيب إسرائيل رغما عن أنفها، وأما الولايات المتحدة الأمريكية ستصل عند نقطة فاصلة في علاقتها بالدول، وستبحث عن مصالحها مثلما حدث في أوكرانيا”، مضيفا أن” الإسرائيلين أصبحوا يقولون أن نتنياهو، سيفسد علاقات إسرائيل مع مصر وغيرها من الدول التي بدأت التطبيع”.

وأكد أنه “منذ اللحظة الأولى الموقف المصري خطواته ثابته والرأي العام العالمي تغير وفقا لثوابت الموقف المصري ولو كنا تهاونا من البداية فالموقف لن يكون مثلما هو حادث الآن”، مبينا أنه “لا زال هناك مليون فلسطيني في شمال غزة لم يبرحوا أماكنهم، كذلك في الجنوب يعيشون في الخيام إلا أنهم سيرجعون إلى أرضهم، لأنهم مدركين تماما بأنهم لا أرض لهم إلا أرض فلسطين، وأن مأساة التهجير التي حدثت في عام 1948 لن تتكرر مره أخرى، حتى إن قتلوا وهذا الموقف البطولي الذي أدى إلى تغير الأمور كلها”، مشيرا إلى أن “العالم قبل 7 أكتوبر يختلف عما بعده، فإسرائيل كانت لا تعترف بالسلام أو حل الدولتين ووصل الأمر لعدم الاعتراف بالشعب الفلسطيني”.

وأوضح جبر، أن “العالم أجمع يطالب حاليا بحل الدولتين، ومصر هي أول من طرح ذلك الحل وحملت القضية طوال عمرها، ولولا ما قامت به مصر على مدار التاريخ لكانت القضية قد انتهت، والأمر يحتاج إلى النفس الطويل ولكن مع الاستعداد، لأنه حينما انتصرت مصر في قضية طابا قام رئيس الوفد الإسرائيلي لتهنئة رئيس الوفد المصري وقال له حينها (إنهم يعرفون أن طابا مصرية ولكن قولنا يمكن نأخذها منكم)، فإسرائيل لا تترك شيئا بسهولة ولقد رأينا المستوطنين حين انسحابهم من سيناء كانوا يبكون”.

واختتم الكاتب الصحفي كرم جبر، حديثه قائلا: “نحن تحدثنا عن ما نعمله من المخاطر والتحديات التي تواجه مصر ولكن المؤكد لو عرفنا باقي التحديات، لذهب الناس بالملايين إل صناديق الانتخابات لأن هذه المرة الناخب ذاهب لانتخابات دولة، وهو بمشاركته يدافع عن الأمن القومي المصري”، مضيفا: “الرئيس القادم حمله ثقيل، وكان الله في عونه”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى