مجلس النواب يرفض قرار البرلمان الأوروبي: وُلد ميتا ولا يتسم بالمصداقية
أعرب مجلس النواب عن رفضه واستيائه الشديدين للقرار الصادر عن البرلمان الأوروبي بشأن مصر، مؤكدا أنه لا يتسم بالمصداقية أو الحيادية وأن القرار ولد “ميتا”.
وذكر المجلس – في بيان اليوم – “طالع مجلس النواب المصري- بكل معانى الاستياء- القرار الصادر عن البرلمان الأوروبي بتاريخ الخامس من أكتوبر بشأن حالة حقوق الإنسان فى مصر اتصال بحالة المدعو/ هشام قاسم والذي يأتي -كعادته – ضمن سلسلة محاولات البرلمان الأوروبي غير المبررة واليائسة; لادعاء امتلاكه سلطات تقييم وتوجيه ومحاسبة من هم خارج حدود أعضائه دون أدنى وجه حق ومستخفا بالمواثيق الدولية كافة التي تدين أية تدخلات في الشئون الداخلية للدول ذات السيادة.
وأعرب مجلس النواب عن رفضه هذا القرار الذي لا يتسم بالمصداقية أو الحيادية مشددا على أنه رغم أن هذا القرار قد ولد ميتا إلا أن المجلس بوصفه ضمير الأمة استوجب عليه الإشارة لبعض ما ورد بهذا القرار; لأن فيه إجلاء للحقيقة ووضع الأمور في نصابها.
ففيما يتعلق بالمدعو/ هشام قاسم ومطالبة القرار بالإفراج الفوري وغير المشروط عنه وإسقاط التهم السياسية ضده; لفت مجلس النواب إلى أن حقيقة الواقعة أنها جريمة سب وقذف في حق أحد رموز المعارضة كمال أبو عيطة حيث سعت القوى السياسية المعارضة وبعض من الحقوقيين المصريين التوسط لحل الخلاف وهو ما قوبل بالرفض من قبل الأخير وجريمة أخرى هي الاعتداء على موظفين عموميين أثناء تأدية وظيفتهم وأنه قد روعي اتخاذ كافة الإجراءات القانونية وفق قواعد القانون الجنائي المصري; مع العلم أن ما يتضمنه القرار من الإفراج عن المذكور يعد انتهاكا لاستقلال السلطة القضائية المصرية تلك الاستقلالية التي يطالب بها دوما البرلمان الأوروبي نفسه وهو ما ينم عن ازدواجية المعايير ويشكل محاولة ضغط مرفوضة ومستهجنة على القضاء المصري قبل نظر طعن المذكور في حكم حبسه; والمقرر نظره يوم السبت الموافق 6 أكتوبر 2023.
وفيما يخص تأكيد البرلمان الأوروبي على أهمية إجراء انتخابات موثوقة وحرة ونزيهة في مصر وحث السلطات على وقف مضايقة شخصيات المعارضة السلمية بما في ذلك المرشحون الرئاسيون الطامحون; أوضح مجلس النواب أن تلك الادعاءات جاءت مفتقدة للموضوعية وكاشفة عن النية المبيتة لإصدار أحكام سلبية مسبقة عن العملية الانتخابية; فالهيئة الوطنية للانتخابات تقف على مسافة واحد من الجميع وبوصفها الجهة المسؤولة عن إدارة العملية الانتخابية سبق وأن تأكد لها – من واقع متابعتها- عدم وقوع أية مخالفات أو أعمال محاباة أو مضايقات من قبل الجهات المكلفة بتنفيذ قرارات الهيئة المتعلقة بالانتخابات الرئاسية إلى جانب تشكيلها لجنة لتلقى جميع الشكاوى الخاصة بالانتخابات الرئاسية 2024 ذات الصلة بمختلف جوانب العملية الانتخابية وعدم توانيها فى فحص ما يرد إليها من شكاوى مستعينة فى ذلك بالجهات المعنية ذات الصلة.
وفيما يتعلق بالإفراج الفوري عن السجناء المحبوسين تعسفيا وهم ما أسماهم القرار(السجناء السياسيين) ومن بينهم المدعو/ علاء عبد الفتاح; فإن هذا الأمر مرفوض جملة وتفصيلا لما فيه من مساس بالقضاء المصري الذي كان ومازال محرابا للعدالة ومحاولة مرفوضة لتسييس أحكامه.
وفيما يتعلق بما تضمنه القرار من الإشارة إلى قيام السلطات المصرية بالقبض على عدد ثلاثة وسبعون عضوا من أعضاء الحملة الانتخابية للمرشح الرئاسي المحتمل أحمد طنطاوى; أشار مجلس النواب إلى أن هذا الأمر يجافى الحقيقة ولا يعد ذلك إلا محض ادعاءات كاذبة تبناها القرار فى محاولة لتشوية نزاهة العملية الانتخابية وما يؤكد ذلك أن المرشح المحتمل المذكور لم يفصح عن أي من الأسماء التي يزعم إلقاء القبض عليها حتى يتسنى لسلطات التحقيق التحري عن الأمر والتأكد من مدى صحته.
ودعا مجلس النواب البرلمان الأوروبي إلى أن يركز جهوده على الشأن الأوروبي الذي لا يخلو من الانتهاكات في مجال الحقوق والحريات; والتى كشفت عنها العديد من التقارير الدولية حيث تشهد بعض الدول الأعضاء به تجاوزات مفرطة من قبل رجال الشرطة تجاه حرية التعبير والتجمع فضلا عن التمييز العنصري والديني إلى جانب ازدواجية المعايير فى استقبال اللاجئين والتى ظهرت جلية فى استقبال اللاجئين الأوكرانيين “بثقافة الترحيب” فى حين يتم التعامل مع اللاجئين من الشرق الأوسط وأفريقيا بالعنف والمعاملة اللاإنسانية.
وشدد مجلس النواب على التمسك ببناء صداقات متوازنة مع الشركاء الدوليين بما في ذلك البرلمان الأوروبي وأن استقباله لثلاثة وفود من البرلمان الأوروبي خلال عام 2023 كاشفة عن هذا الأمر; إلا أن هذه الصداقات يجب أن تكون ركيزتها الاحترام المتبادل والبعد عن الوصائية.
وأكد مجلس النواب أن حقوق الإنسان هو ملف إنساني قبل أن يكون ملفا حقوقيا; وأن تلك هي الرؤية المصرية لملف حقوق الإنسان; بعيدا عن محاولات العديد من الأطراف الدولية لتوظيفه من أجل فرض أجندات وإملاءات على إرادات بعض الدول تحت مزاعم حمايتها, إذ يتعارض ذلك مع سيادة الدول واستقلاليتها وهو ما ترفضه الدولة المصرية في تعاملها مع هذا الملف.