تقارير

فى احتفالية أكاديمية طيبة: اللواء نصر سالم يكشف بالأرقام والحقائق أسباب نصر أكتوبر المجيد

كتب / محمد فتحي المرواني:

 

أقامت أكاديمية طيبة بالمعادى إحتفالية بمناسبة الذكرى الخمسين لانتصار اكتوبر، تحت رعاية وحضور الأستاذ الدكتور صديق عفيفى رئيس مؤسسات طيبة التعليمية، ورئيس مجلس أمناء جامعة ميريت، واقيمت الاحتفالية بمقر الأكاديمية بالمعادى تحت عنوان “يوم فى حب مصر” استضافت الاحتفالية اللواء دكتور نصر سالم رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، وأحد أبطال حرب أكتوبر. 

بدأت الاحتفالية بقراءة القرآن الكريم تلاوة الشاب محمد عماد، ثم تحدث الأستاذ الدكتور صديق عفيفى، حيث رحب باللواء دكتور نصر سالم والحاضرين، مؤكدا علي  أن ذكرى إنتصار أكتوبر المجيد هى ذكرى ذهبية فى قلوبنا جميعا بعد فترة متوترة هى حرب 67 وحرب الاستنزاف وكانت فترة حساسة على كرامتنا وأشار الأستاذ الدكتور صديق عفيفى أن الإنتصار العظيم جاء على إسرائيل التى تدعمها امريكا بقوة لكن بحمد الله الإنتصار تحقق بالتخطيط السليم والرجال الأقوياء والتضحية بالنفس كل هذه أسباب النصر.  

 

ثم تطرق الأستاذ الدكتور صديق عفيفى إلى السيرة الذاتية للواء نصر سالم ضيف حيث أشار أنه تخرج فى أثناء حرب الاستنزاف وكان ضابط صغير السن وبعدها كان دخل ضمن مجموعات الاستطلاع واختلط بالعدو الإسرائيلي قبل حرب اكتوبر 180 يوما وأصبح ينقل اخبارهم متخفيا للجيش المصري وتدرج فى المناصب حتى وصل إلى منصب رئيس جهاز الإستطلاع . 

 

وأشار أنه سمع من اللواء دكتور نصر سالم،   قصصا تتضمن شدة المخاطرة ويكفى أنه ظل 180 يوما متخفيا بين الأعداء وكان من السهل أن يتم القضاء عليه لكن إرادة الله فوق كل شيء وانقذته إرادة الله التى كانت معنا وانتصرنا فى حرب اكتوبر رغم قوة العدو. 

وقد حرص الأستاذ الدكتور صديق عفيفى، أن يكون متواجدا طوال الاحتفالية على المنصة بجوار الضيف اللواء دكتور نصر سالم والأستاذة الدكتورة سعاد عبد الخالق نائب رئيس الأكاديمية والاستاذ شريف حمدان الأمين العام لأكاديمية طيبة، و عقب ذلك تحدث اللواء دكتور نصر سالم قائلا أمام الحشد الكبير من طلاب وطالبات أكاديمية طيبة وعدد من أعضاء هيئة التدريس قائلا : اشكر الاستاذ الدكتور صديق عفيفى على هذه الاستضافة الكريمة والحقيقة اننى أشعر بالسعادة الغامرة لوجودى معكم وأعظم لحظاتى اقضيها مع ابنائنا من الشباب ودائما اكون مع الضباط والجنود الشباب لانهم بؤرة اهتمامى امدهم بنصائحى والشباب من المهم أن يتعلموا لأنهم هم كل المستقبل.

 

 وأضاف أننى قادم لكم اليوم وليس معى الا الصدق وسوف اوصل لكم كل ما أعلمه ولنعلم جميعا أن الشهيد لا يحتاج لتكريم بعد قول الله سبحانه تعالى “ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ” وكذلك قول الرسول عليه الصلاة والسلام ” إن الشهيد ليرى مقعده فى الجنة مع سقوط اول قطرة من دمه “.

 

وأضاف اللواء دكتور نصر سالم : احتفالنا بانتصار اكتوبر ويوم الشهيد تعنى رسالة معناها أننا أمة الشهداء ولو فكرت اى قوى خارجية أن تعمل شيىء ضد هذا البلد فليس أمامنا إلا النصر أو الشهادة وهذه رسالة ردع ثم تطرق إلى حرب اكتوبر و اهم دروسها وأسباب الإنتصار فأشار أنه مما يدرس فى الكليات والأكاديميات الاستراتيجية التأكيد على أن هزيمة جيش ليس معناها هزيمة أمه ويضربوا بمصر المثل وما حدث معها فى 1967وهو أن دولة جيشها انتهى والحقيقة أن الجيش وقتها لم يحارب لان وزير الدفاع و القائد العام للجيش عبد الحكيم عامر أعطى قرار خاطىء بالانسحاب قبل أن يرى جندى مصرى أى جندى اسرائيلى وكان القرار خطأ فادح تسبب فيما حدث.  

وتابع اللواء دكتور نصر سالم، هذه ما تدرسه تلك الأكاديميات ويتضمن أيضا أن دولة جيشها انهزم فاستقال رئيس الجمهورية وأصبحت الدولة بلا رئيس أو حكومة لكن الإرادة الشعبية رفضت استقالته ليس حبا فيه فقط لكن لأن الشعب قال سوف نحارب ولا يمكن لربان السفينة أن يتركها هكذا وكان شرط لعودته هو أن نحارب ولذلك اول تصريح لعبد الناصر عقب عودته هو أن ما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة وبدأ عبد الناصر يعيد تنظيم الجيش فورا ولذلك فإنه بدأت سريعا حرب الإستنزاف بعد فترة قصيرة جدا من حرب 67 و خضنا معارك عظيمة منها معركة رأس العش ومنها عملية تدمير المدمرة إيلات وضربنا العدو فى سيناء بل إن الجيش الذى انسحب فى 67 بقيت عناصر من الجيش فى سيناء ليصبحوا عيونا لنا فى سيناء عملت مجموعات استطلاع، وهو ما قاله وزير الدفاع الإسرائيلي ردا على اتهامات له بعد هزيمة 1973 حيث قال إن المصريين كان لديهم رادارات بشرية.

 

وأوضح اللواء دكتور نصر سالم حديثه : إذا القدرة المعنوية للشعب قادرة على عمل كل شيء، وبعد 67 كان الشعب المصري كله إرادة من أجل تحقيق النصر ..واستقبلنا جميعا اخوتنا القادمين من مدن القناة والحقيقة أنه بالحساب من حيث القدرات العسكرية لم نكن الأقوى، من إسرائيل لأنه عند أى قرار بالحرب لابد أن أقيس التوازن الاستراتيجى من زوايا الاقتصاد والتعليم ودخل الفرد وحجم الجيش وتسليحه والعلاقات الدبلوماسية والقوة العسكرية وغيرها وعندما قمنا بالمقارنة،  وجدنا إسرائيل متفوقة فى هذا التوازن مثلا عندما نقارن بين عدد الطائرات قبل حرب اكتوبر نجد مصر كانت تمتلك 300 طائرة فى حين أن اسرائيل كانت تمتلك 500طائرة وسوريا 200طائرة لكن عندما نقارن بين نوعية الطائرات نجد أن طائرة الفانتوم لدى إسرائيل تساوى اربع طائرات من الميج 21 التى كانت تمتلكها مصر آنذاك لأن طائرة الفانتوم عندما تطير يكون لديها اربع صواريخ جو جو وكان مداه 12 كيلو فى نفس الوقت انا كل ما عندى مدفع على الطائرة لا يضرب الا فى محيط 600متر فقط أكثر من ذلك الإصابة لن تصيب طائرة، أيضا أنا كان عندى بالكاد لكل طائرة طيار واحد واسرائيل عندها لكل طائرة 2 أو 3 طيارين وأيضا إسرائيل وقتها وحتى الآن لديها سلاح نووى، كما أن إسرائيل كانت ومازالت تساندها أمريكا و تعطيها من الإبرة للصاروخ وكلنا نذكر الجسر الجوى الذى جاء من امريكا لإسرائيل أثناء حرب أكتوبر لكن مصر كان الاتحاد السوفيتى كان يعطيها فقط سلاح دفاعى، إذا اول توازن نجده فى صالح إسرائيل، وهناك أيضا التوازن السلوكى كان هناك دول عربية اعطتنا سرب طائرات وقوات رمزية إذا التوازن السلوكى كان فى صالح إسرائيل لكن كان لدينا التوازن القيمي المتمثل فى الإرادة وجدنا ارادة مصر اقوى وهذه مهمة القائد ويكفى انور السادات فى حياته أنه اتخذ قرار الحرب ..قائد كان عنده ثقة فى الله وثقة فى الشعب وفى نفسه لقد دخلنا الحرب وفقا للآية الكريمة “واعدوا لهم ما استطعتم ” وثق انك مع الجهد سوف تنتصر بعون من الله ..”وما النصر الا من عند الله”.

 

وأضاف، فى هذه الحرب لم نكن نحن اقوى فى التوازن الاستراتيجي يكفى وجود خط بارليف وحده كان تحدى كبير جدا لان بارليف الذى بناه قال قمنا ببناء هذا الخط بتكنولوجيا متقدمة خمسين عاما على مصر، الغرب قالوا إن تدمير خط بارليف يحتاج قنابل نووية، والسوفيت قالوا الأمر يحتاج خسائر تقريبا نصف القوات يعنى لو سوف نعبر بنصف مليون جندى حيغرق نصفهم لكن ظهر عندنا مهندس مصرى فى الجيش اسمه باقى زكى قال الحل من المياه تحت المانع المائى سوف نسقط خط بارليف واخترع مضخات، هذا بالنسبة للرمال لكن كان هناك تحصينات رهيبة وهناك نابالم و دشم وتحصينات قوية واى دشمة تحتاج قنبلة نووية، المقاتل الاسرائيلي وفقا لتلك التحصينات يقدر يقاتل 15يوما دون أن يحتاج إلى الامدادات الغذائية أو إمدادات السلاح لكنهم هربوا أول ما شافوا الجنود المصريين يطأوهم باقدامهم حدث ذلك مع خطة خداع استراتيجي هى الاعظم في العالم،  دائما الخطة أن تهاجم فى توقيت غير متوقع ومن مكان غير متوقع و بسلاح غير متوقع وبأسلوب غير متوقع، لكن كيف يحدث كل ذلك ونحن بيننا وبينهم حوالى 200 متر وما كنت أستطيع أن أخفى شيء عنهم لكن رغم أنهم كانوا متابعين كل شيء الا أننا جعلناهم لا يصدقوا وهذا الخداع حدث حتى لأمريكا وأوروبا بكل أجهزتهم وقادة إسرائيل كلهم لم يصدقوا ولما حاربنا خط بارليف الذى تم بناؤه فى 6 سنوات لم يصمد ست ساعات وخلال الساعات الست كان عندنا خمسين ألف جندى عبروا القناة وأقل خسائر كانت عند عبور القناه” وما النصر الا من عند الله”.

 

الخلاصة: ادخل وحارب وثق فى الله لانك صاحب حق واكيد أن الله ينصرك وقد جعلنا فى تلك الحرب السلاح بالمقاتل وليس المقاتل بالسلاح ..وعندما اقول لك الفانتوم اقوى من أربع طائرات لكن رغم ذلك عندى طيارين أسقطوا طائرات فانتوم من خلال طائرات ميج 17 وقوتها نصف قوة الفانتوم وهذه بعض قصص البطولات فى انتصار أكتوبر.

من قصص البطولات

أيضا من قصص البطولات كان هناك هليكوبتر كانت تنقل مجموعة استطلاع، فى هذا التوقيت.ظهرت أمامها طائرتين فانتوم، قائد الهليكوبتر المصرية معه صواريخ صغيرة ضد المشاة، لذلك فإن قائد الفانتوم الإسرائيلية أراد أن يستعرض، فقام قائد الهليكوبتر بضربه بالصواريخ، فدمر الفانتوم تماما، واسقطها واضاف اللواء دكتور نصر سالم أننا خلال حرب أكتوبر 1973حققنا معدلات ليس لها مثيل فى العالم ..كان عندى صواريخ مضادة للدبابات هل سمعتم عن عبد العاطى الذى دمر وحده 26 دبابة وكان عسكرى مجند هذه هى الإرادة، حققنا معدلات تفوق طاقة البشر.وو انا شخصيا كان مطلوب منى أن أظل ست ايام خلف خطوط العدو لكنى ظللت ست شهور والحمد لله

 

وتطرق اللواء دكتور نصر سالم إلى ما يحدث حاليا فى سيناء قائلا : هناك أمر هام جدا ماذا نفعل فى سيناء الآن وأنا أقول لكم، سيناء هى درع مصر الشرقى أهمية سيناء لو اسرائيل موجودة لا قدر على الله الضفة الشرقية للقناة ..يكون هذا خطر كبير إذا أن نفقد سيناء لا قدر الله هذه حياة أو موت …مساحة سيناء 60 ألف كيلو متر فيها نصف مليون نسمة لذلك الإسرائيليين يقولوا : أنت تقعد فى الفراغ الديموجرافى وهم 8 مليون يعيشوا فى 20 ألف كيلو متر، وأيام مبارك عرضوا علينا أن يعطونا قطعة داخل إسرائيل وتعطيهم ارض فى سيناء ويتم إنشاء دولة فلسطينية لكن تم رفض الطلب لأننا لا يمكن أن نضحى بسيناء المشكلة هناك هى تحتاج سكان ..فكان القرار زراعة سيناء بالبشر بحيث فى عام 2030 يكون هناك 2 أو 3مليون مواطن مصرى ..لذلك لدينا 6 انفاق تربطنا مع سيناء وفيه كوبرى السلام ومعديات، وهناك نصف مليون فدان استصلحت ومن الانفاق نروى الأراضى بما يوازى 2مليون متر مكعب مياه ..وهناك مناطق صناعية، ويتم عمل بنية تحتية ومصانع فى وسط سيناء وأقول أن الرئيس السيسى يحسب له تاريخيا هذه الإنجازات فى سيناء، ومصر أصبحت قوية بتسليح الجيش وهذه استراتيجية الردع.

وتعقيبا على هذه المحاضرة القيمة من اللواء دكتور نصر سالم رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، وأحد أبطال حرب أكتوبر 1973 المجيدة قال الأستاذ الدكتور صديق عفيفى، لقد استمتعنا بكل ما ذكره اللواء دكتور نصر سالم الذى حدثنا عن عظمة مصر وأسباب إنتصار أكتوبر المجيد ولذلك اطلب جلسة أخرى مع اللواء حول الحاضر والمستقبل وستكون هنا فى الأكاديمية قريبا باذن الله واقول لسيادة اللواء دكتور نصر سالم الف شكر وتقدير. 

 

وفى ختام الاحتفالية قام الأستاذ الدكتور صديق عفيفى رئيس مؤسسات طيبة التعليمية ورئيس مجلس أمناء جامعة ميريت بتكريم اللواء دكتور نصر سالم بشهادة شكر وتقدير كما تم تكريم القارئ الشاب محمد عماد وتكريم د محمد حامد، ود شيماء من هيئة التدريس بالأكاديمية لتحقيقهما انجازات علمية.

 

الجدير بالذكر أنه قام بحضور الإحتفالية، أيضا عدد من قيادات أكاديمية طيبة بالإضافة إلى السالف ذكرهم حيث حضر : الأستاذ الدكتور أحمد صديق مساعد رئيس أكاديمية طيبة والأستاذ الدكتور عبد الغنى محمد عبد الغنى عميد معهد طيبة العالى للهندسة والأستاذة الدكتورة هناء الخطيب وكيل معهد طيبة العالى للحاسب
بأكاديمية طيبة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى