المخرج العراقي “علي ساهر” لـ صوت اليوم : أجد نفسي في إخراج المهرجانات الدولية وخاصةً المهرجانات الشعرية
"على ساهر" : أول عمل تلفزيوني كان لي هو برنامج ترفيهي في قناة بغداد الفضائية
لقاء حصري وخاص لموقع صوت اليوم مع المخرج العراقي “على ساهر”
حاوره : خالد المويهان – الكويت
حوارنا اليوم مختلف لأنه مع المخرج العراقي “على ساهر” مدير الشرق الأوسط لمكاتب الإذاعة العربية في استراليا 2000 FM ، ومدير برامج قناة ديوان الفضائية سابقًا بالعراق وأيضًا مدير تحرير جريدة المستقبل الجديد.
– كلمة تختصر للقارئ سيرة المخرج علي ساهر ؟
في البداية أتقدم بالشكر والامتنان لجريدتكم الموقرة على هذا الاهتمام الجميل واتقدم بالشكر لجميع العاملين في هذه الجريدة .. ويزيدني فخر وأتشرف أن يحاورني إعلامي ناجح مثل شخصكم الكريم تحية لك دكتور خالد المويهان وأنا سعيد معك بهذا الحوار.
أنا علي ساهر كاتب ومخرج مواليد بغداد 1981 عضو عامل نقابة الفنانين العراقيين عضو عامل نقابة الصحفيين العراقيين – طالب ماستر جامعة الجنان اللبنانية .
عملت في بدايات بالصحف العراقية كاتب عامود، ومن ثم عملت في كتابة السيناريو ، ثم الإخراج المسرحي والتلفزيوني ولي مشاركات فنية دولية .
– كانت بدايتك صحفي وتنقلت بين أكثر من صحيفة… حدثنا عن هذه المرحلة ؟
كانت مرحلة تأسيس لمواهبي بصورة أكاديمية صحيحة، والبداية كانت من المدرسة حيث العروض المسرحية والفعاليات الشعرية والجداريات المكتوبة بأقلامنا، وكان النشاط المدرسي يهتم بالمجال الفني كثيراً حيث تنمية المواهب وإعطاء فرصة للنضوج الصحيح في ساحات الفنون المتنوعة.
كما كانت الجامعة المساحة الواعدة لتطوير ماكنت افتقر إليه؛ بدأت كتابة أول عامود في أهم جريدة عراقية وهي جريدة ( صوت الطلبة ) حيث التاريخ العريق في التأسيس والأقلام الكبيرة التي كانت تكتب في هذه الجريدة العريقة، واتذكر أن أول عامود كان لي في هذه الجريدة بعنوان ( مدخل إلى الأدب المجند ) ، ومن ثم درست الإخراج الصحفي للتوسع والإدراك التام في هذا المجال، وبعدها اتسعت دائرة كتاباتي في الصحف العراقية إلى أن أسست جريدة “المستقبل الجديد” مع مجموعه من الصحفيين العراقيين، وشغلت فيها منصب مدير الصفحة الفنية، وبعد عام شغلت منصب سكرتير تحرير ، ثم منصب مدير التحرير .
– كيف جاءتك الفرصة للعمل كـ مخرج بعد أن كنت صحفي ؟
كانت لي تجارب كثيرة في مسرح الجامعة أيام الدراسة ولكنني كنت أكرس وقتي للجريدة، وأعمل بشكل شبه شهري مسرحيات منوعة من باب الاستمرار في مسيرة الإخراج.
وأول عمل تلفزيوني كان لي هو – برنامج ترفيهي في قناة بغداد الفضائية – كانت بداية جميلة وصعبة ولا تخلو من الأخطاء ، ثم انتقلت إلى العمل في مسرح الدمى كاتب سيناريو ومخرج ، والدعوة كانت من الفنان “ناهض القريشي” وهو فنان مشهور في عالم الدمى وله صولات وجولات في هذا المجال؛ وطرح عليّ عرض أن نعمل مسرح للأطفال في زمان كانت لغة السلاح أكثر انتشارًا من لغة الكلام، لكنني طرحت عليه أن نحول مسرح الدمى للأطفال إلى مسرح سياسي ينقد الوضع الراهن آنذاك، ويتضمن رسالة سامية للصغار والكبار، وإرشادهم للطريق الصحيح؛ وكان التخوف طاغي على الفنان “ناهض القريشي” لأسباب كثيرة وأولها تغيير مسار مسرح الطفل إلى مسرح سياسي ناقد ويمكن أن يواجه الفشل كتجربة اولى وغريبة .
وبعد كتابتي سيناريو أول مسرحية وافق الفنان “ناهض القريشي” على هذا التأسيس الجديد وكان أول عمل مع برنامج الامم المتحدة الإنمائي، وتم عرضه في جميع محافظات العراق إضافةً إلى دول أوروبا أبرزها بريطانيا، وتم طباعة العمل على أقراص بعدد تراوح 60 الف نسخة ، واستمرت العروض إلى أن تم تنفيذ أكثر من 4 مسرحيات على الصعيد المحل والدولي .
– الإخراج بالنسبة لك هواية أو دراسة .. ومن الذى شجعك للاستمرار بالإخراج وترك العمل الصحفي ؟
في البدايات بالتأكيد كان الإخراج هواية عن موهبة وعززته بالدراسة الأكاديمية، بينما أسباب تركي للعمل الصحفي هو أن الصحف لم تعد ذو اهتمام للناس كالسابق وذلك بسبب عصر التكنلوجيا والتطور، حيث شهدت الساحة الصحفية تراجع في إصدار الصحف، ومن ثم العامل المشترك في عملي كنت أعمل في مجال الصحافة وأعمل في مجال الاخراج، ووجدت أن عالم الإخراج مستمر ولا يتوقف بل يتطور ولهذا تركت الصحافة.
– ما الذي يغريك في تجربة الإخراج ؟ وما طبيعة الإخراج الذي يشد اهتمامك؟
الذي يغريني في تجربة الإخراج هو أن أعطي صورة جميلة للمشاهد وصورة مختلفة عما كان يشاهدها الانسان في السابق، أي بمعنى التطور في كل عمل أخرجه، كما أن الذي يشد اهتمامي في الإخراج تنوع اللقطات بأحجامها وزواياها وأحب ان أعمل بعدد كبير من الكاميرات.
– حدثنا عن أهم محطاتك في مجال الاخراج ؟
محطاتي كثيرة وكبيرة، ولكن هناك محطة غيّرت مسيرتي الفنية للأجمل وهي إخراج كرنفال الفن للسلام للمايسترو العالمي كريم وصفي ابن الفنان الراحل كنعان وصفي؛ إذ كان الكرنفال لثورة تشرين الخالدة في ساحة التحرير ببغداد، حيث الشعب العراقي بالملايين يعتصم في هذا المكان للمطالبة بحقوقه، واستمر الاعتصام لمدة أكثر من عام حينها، لذا وضعت هذا العمل “في كفه والأعمال الاخرى بكفة أخرى” لأنه كان عمل لثورة شعب ثار على الظلم والطغيان.
– مع أن المخرج سيد العمل ورغم ذلك نرى اسمه مهضوم إعلاميًا ولا تٌسلط عليه الأضواء! ألا ترى هذا مجحف في حقه ؟
المخرج وكل العاملين خلف الكواليس منسيون وهم من يصنعون النجوم، هم من يظهرون العمل بالصورة الجميلة للناس؛ ولكن من يتصدر المشهد غيرهم ومن تُسلط عليه الأضواء الإعلامية غيرهم .
– لك أكثر من ٢٢ عمل منوع بين التلفزيون والإذاعة غير إخراج المهرجانات .. أين تجد نفسك ؟ وأيهم يعطيك مجال أكثر في الابداع ؟
أجد نفسي في إخراج المهرجانات الدولية وخاصةً في المهرجانات الشعرية، وعن تجربتي في مهرجان عشتار الدولي الثاني في العاصمة الاردنية عمان ومهرجان البتراء تنظيم جمعية عشتار بقيادة الشاعرة الاردنية وصال الصقار؛ وجدت مساحة ممتعة في عالم الإخراج ؛ فالمهرجانات تعطيني الحرية المطلقة في الإخراج عكس البرامج التلفزيونية أو المسرح؛ حيث يكون فيهما ضوابط وحدود في الاخراج.
– بعد مشوار إعلامي طويل.. هل تستطيع أن تشرح لنا ماذا ينقص المخرج العراقي للانتقال إلى عالم الاحتراف ؟
بدون انحياز لكنه الواقع الملموس على الساحة الفنية، هو أن المخرج العراقي مبدع وذكي جداً وحريص جداً في عمله، ولو وجد دعم معنوي ومادي صحيح سنجده يتصدر الأسماء عالميًا ومن غير منافس.