مصر

السيسي: ما تشهده توشكى خطوة واحدة من خطوات كثيرة يتم تنفيذها على أرض الواقع

( أ ش أ )

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن ما تشهده منطقة توشكى من إنجاز يقف وراءه جهد كبير من المصريين العاملين بهذا المشروع القومي، مشيرا إلى أنه من المستهدف زراعة 4 ملايين فدان خلال مدة زمنية لا تزيد عن عام من الآن.

جاء ذلك في تصريحات للرئيس السيسي خلال مداخلة مع وفد من الإعلاميين خلال جولة بمنطقة توشكى والتي نظمتها إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة، حيث وصف تلك الجولة بأنها ” يوم في حب مصر “.

وأكد الرئيس السيسي أن ما تشهده منطقة توشكى هو جهد خطوة واحدة من خطوات كثيرة يتم تنفيذها، كما دعا الرئيس لزيارة مشروع لمستقبل مصر و سيناء من أجل رؤية حجم العمل العملاق المبذول.

وشدد الرئيس السيسي على أن التنمية ليست قاصرة على مكان واحد ، ولكن في كل مكان في توشكي وشرق العوينات وسيناء ومزرعة في بني سويف 60 ألف فدان، مؤكدا أنه يتم استغلال كل ما هو متاح وكل نقطة مياه موجودة من خلال أحدث أساليب الزراعة والري الحديث.

وأوضح الرئيس السيسي أنه تم الانتهاء من تنفيذ جزء كبير من محطات رفع المياه والترع وقنوات المياه وطلمبات الرفع وشبكة الكهرباء وتسوية الارض حتى تكون جاهزة لموسم القمح المقبل والمقرر له في شهري أكتوبر ونوفمبر المقبلين.

وبعث الرئيس السيسي برسالة طمأنة للشعب المصري بأن الدولة تسير بشكل جيد للغاية داعيا الجميع إلى الاطمئنان، مشيرا إلى أن هناك حجم كبير من الأراضي جرى استصلاحها ليس في توشكى فقط ولكن أيضا في شرق العوينات ومستقبل مصر وسيناء.

وأشار إلى أنه تم التعاقد على مصنع للخشب من “جريد النخل” ومصنع أخر لتغليف التمور في منطقة توشكى، فضلا عن زراعات البطاطس في شرق العوينات حيث تم إنشاء مصنع للبطاطس نصف مقلية بالإضافة إلى العديد من المشروعات في مجال التصنيع الزراعي.

وشدد على أن الفجوة الكبيرة في القمح تحتاج إلى تغطية جزء كبير منها قبل الحديث عن منتجات أخرى مثل الفاكهة والخضروات لأن لدينا تقريبا منها اكتفاء ذاتي ولكن كل الجهد المبذول حاليا في توشكي وشرق العوينات والدلتا الجديدة في “مستقبل مصر” على طريق وادي النطرون، يستهدف زراعة محصولي الذرة والقمح الذي يتطلب استيراده كميات كبيرة من الدولار، مشيرا إلى أن القمح لكي نسد الفجوة أو الذرة.

وحول طرح بعض الشركات في البورصة، قال الرئيس السيسي إن الطرح في البورصة لعدة أسباب الأول هو إعطاء فرصة للشباب والمواطنين أن يكون لهم استثمارات مساهمة من خلال الأسهم، أما السبب الثاني هو تحقيق الشفافية والمصداقية لهذه الشركات وذلك لأنه لكي تدخل شركة بالبورصة لابد لها أن يكون لها اسهم في البورصة واشتراطات معينة وهذا بحد ذاته سيحقق الكثير من الشفافية والمصداقية.

وأضاف الرئيس السيسي أن السبب الثالث أن يكون هذا متاح للمواطنين ليس فقط من خلال شراء الأسهم ولكن أيضا من خلال الاستثمار في زراعة ما يريده المواطن على سبيل المثال 1000 فدان أو 3000 فدان وهذا متاح أيضا.

وتشهد الدولة المصرية انجازات حقيقية ومشروعات قومية متعددة منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي المسئولية، حيث كرث كافة جهود الدولة للنهوض بكافة القطاعات الزراعية والصناعية والمجتمعية لتحقيق الاستغلال الأمثل للموارد المصرية، وأكبر استفادة مما تملكه مصر من إمكانيات.

ويعد مشروع “توشكى” واحدا من أهم المشروعات القومية فى مجال الزراعة لتوفير ملايين المنتجات الزراعية المختلفة للدولة خاصة السلع الاستراتيجية وأهمها القمح من خلال استصلاح واستزراع حوالي 600 ألف فدان حول منخفضات توشكى، فى إطار خطة توسيع رقعة المساحة المزروعة في مصر، حيث أولى الرئيس عبد الفتاح السيسي اهتماما بالغا بمشروع توشكى نظرا للدور الكبير الذي يلعبه في توسيع مجال الاستثمار الزراعي للدولة المصرية، خاصة بعد إضافة مساحات زراعية جديدة في الفترات الماضية لزيادة الرقعة الزراعية لتصبح أراضي زراعية جاهزة للاستغلال الأمثل والتي يمكن أن تحقق طموحات الشباب فى توفير فرص عمل حقيقية.

وأكد رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضي الصحراوية، أن المستهدف من الزراعات في توشكى هو زراعة القمح حيث تم زراعة 250 ألف فدان ، فيما سيكون المستهدف خلال هذا العام زراعة 450 ألف فدان بزيادة 200 ألف فدان، كما أنه من المستهدف الوصول إلى 600 ألف فدان قمح مع نهاية عام 2024، بمنطقة توشكى، فضلا عن زراعة 230 ألف فدان في العوينات، و320 ألف فدان في الفرافرة وعين دالة.

وأوضح أن الشركة تؤدي عملها بكل وطنية وتحدي وتؤدي دورها بكل جدية ودقة في العمل بآليات سليمة لإنتاج منتجات “أورجنك”، مشيرا إلى أن كافة العاملين يتفانون في عملهم بكل جدية واخلاص لاستصلاح اراضي صفراء وتعميرها ، معتبرين ان عملية التعمير من نعم الله علي الانسان.

وأوضح أن المستهدف في زراعة التمور في توشكي هو زيادة حجم المساحة المنزرعة من 37 ألف فدان إلى 40 ألف فدان ، فضلا عن الزراعات الطبية والعطرية والذرة والليمون والعنب والمانجو وغيرها من المنتجات، بالإضافة إلى المنشآت الصناعية في المنطقة مثل مصنع لإنتاج السكر ومصنع للأخشاب وهذا على سبيل المثال لا للحصر، مشيرا إلى أنه يتم زراعة نوع من الزراعات التكميلية لاستغلال المساحات الموجودة حيث تستخدم في زراعة “اللب”، والكركديه.

وتابع رئيس مجلس إدارة الشركة أن الشركة تضم مزرعة شرق العوينات ومزرعة عين داله ومزرعة توشکی مزرعة الفرافرة ، وتتنوع انشطة الشركة ما بين نشاط زراعي عبارة عن أشجار( فواكه – نخيل – قمح – ذرة – بطاطس ? خضروات) ونشاط إنتاج حيواني عبارة عن (تربية الأغنام / الماعز) ونشاط تكميلي يشمل ( أبراج حمام – خلايا نحل – تربية بط ) و تصنيع قائم على الأنشطة الزراعية.

وكشف أن حجم العمالة المباشرة في الشركة تبلغ 4 آلاف عامل مدني نصيب توشكي منهم ما يقرب من 2500 عامل بالإضافة الي العمالة الموسمية، والعمالة غير المباشرة.

وأوضح أن الشركة لديها رؤية للشركة في كل مجالات التصنيع الزراعي بالأسلوب الحديث في الزراعة مع مراعاة تطبيق احدث نظم الجودة، مشيرا إلى أن عملية استصلاح الاراضي في توشكي ليست باليسيرة ولكنها تتحسن سنويا.

وأجرى موفد وكالة أنباء الشرق الأوسط جولة في مزرعة التمور بمنطقة توشكى، حيث أكد كريم ناجح من محافظة سوهاج أحد العاملين في المشروع، أن مزرعة النخيل في توشكى تعد أكبر مزرعة نخيل مزروعة في مساحة واحدة في العالم، حيث تضم 2.5 مليون نخلة على مساحة 38 ألف فدان، وجميع الأصناف المنزرعة فيها ذات عائد اقتصادي مرتفع، وهي أصناف عربية على السبيل المثال: “المجدول والبارحي والخلاص والسكري والعنبره وعجوة المدينة والصقعي ونبتة سيف والشيشي والشبيبي”.

 

وأوضح أنه سعيد للغاية بالعمل في المشروع ، والذي يعمل به منذ أكثر من 5 سنوات، مؤكدا أنه ساهم بشكل كبير في تحسين وضعه المادي وساعده للإقبال على الزواج وتكوين الأسرة، مشيرا إلى أنه يبلغ من العمر 31 عاما والعمل بمشروع توشكى كان نقطة تحول له.

كما أكد محمود أبوعباس أنه من محافظة قنا ويعمل في المشروع منذ 5 سنوات، مشيرا إلى أنه عمل في المشروع منذ وضع النخل في مرحلته الأولى، معربا عن سعادته بالنتيجة الموجودة حاليا.

من جانبه أكد الدكتور حسن أبو اليسر، أستاذ معهد بحوث وقاية النباتات لموفد وكالة أنباء الشرق الأوسط، مشيرا إلى أنه يعمل في مشروع توشكى وفقا لبرتوكول تعاون بين الشركة الوطنية ومركز البحوث الزراعية الممثل بـ 4 مراكز بحثية وهم مركز بحوث وقاية النباتات ومعهد بحوث أمراض النباتات ومعهد بحوث البساتين والمعمل المركزي لبحوث النخيل.

وقال إنه في إطار التعاون يتم تنظيم زيارة أسبوعية من المعاهد المتخصصة للتعرف علي المشاكل التي تواجه النخيل والعمل على ايجاد الحلول لها، كل فيما يخصه بحيث يتم تقديم مادة علمية للمهندسين القائمين علي العمل لمعرفتهم بالأمراض النباتية او التعرف علي الآفات الحشرية للنخيل.

وأضاف أنه في منطقة توشكي المساحة المنزرعة تتمثل في 1.7 مليون نخلة تمثل 36 صنف نخيل بلح وجاري إكثار 12 صنفا وراثيا وسوف يطلق أسماء عليها.

وأوضح أن النخيل يتميز بقوة النمو وان النمو يبدا بالتبشير في خلال 3 سنوات من بدء زراعته ثم يزداد في الإنتاجية تباعا كما أن النخلة معروف `نها تحتاج إلى درجة حرارة عالية وهذا يتلاءم مع الظروف المناخية في منطقة توشكى.

 

كما تم الانتقال إلى منطقة زراعة الليمون، حيث أكد المهندس حسن السيد حسن مسؤل زراعة الليمون لموفد وكالة أنباء الشرق الأوسط، أن الليمون المزروع هو صنف من أصناف الليمون يطلق عليه “بنزهير” تم زراعته منذ 5 أعوام على مساحة 110 أفدنة بما يقرب من 7 آلاف شجرة ليمون، مشيرا إلى أن التبشير بدأ العام الماضي ومن المنتظر إنتاج من 80 إلى 90 طن ليمون هذا العام، معربا عن سعادته بالمحصول.

وأوضح أحمد السيد أحد العاملين بالمشروع، أنه يتم الاعتناء بمحصول الليمون عن طريق المتابعة المستمرة، مشيرا إلى أنه يبدأ العمل مع صلاة الفجر وينتهي اليوم في الرابعة عصرا، مشيرا إلى أن أرض توشكى من أفضل الأراضي التي يتم زراعتها.

كما تم الانتقال إلى منطقة زراعة العنب، حيث أوضح المهندس أحمد عبد الجليل رئيس قسم العنب في مزرعة توشكي أن المزرعة مكونة من 6 أصناف من العنب على مساحة 200 فدان، بحيث تم إنتاج من 6 إلى 7 أطنان في الفدان الواحد، مشيرا إلى أن مناخ المزرعة ملائم جدا لظروف إنتاج العنب مما يسرع في عملية الانتاج.

ومن داخل مزرعة المانجو، قال المهندس عبد السلام أحمد مسؤل انتاج المانجو بتوشكى، إنه أول مرة يتم زراعة أصناف أجنبية من المانجو في مصر، مشيرا إلى أن هناك ما يقرب من 4 أصناف أبرزها شيلي وتم زراعته على مساحة 32 فدانا. وإعادة إحياء مشروع توشكى تطلب توصيل المياه القادمة من بحيرة الشيخ زايد إلى دليلين لينقلا المياه لأفرع رئيسية هي 1 و2 و3 و4 بإجمالي أطوال 385 كيلومترا بالإضافة إلى رفع منسوب المياه إلى مستوى الأرض بارتفاع 32 مترا من خلال محطات رفع عملاق وأحواض للطرد. وتم استخدام كميات كبيرة من المفرقعات لتفجير عائق صخري بطول 9 كيلومترات، كان يمنع وصول المياه إلى 300 ألف فدان، وبعد التغلب عليه بدأت مرحلة إقامة ومد شبكة الكهرباء الداخلية، فتم إقامة 12350 برجا هوائيا مع شبكات كهرباء بطول 4923 كيلومترا، بالإضافة إلى 23 موزع جهد متوسط و234 غرفة تحكم كهرباء وتحكم ومبنى إداري و660 كشكا من أكشاك محولات التوزيع وتركيب 78 ألف عمود كهرباء.

وقال المهندس وائل عياد مدير مشروع المرحلة الثالثة لتنمية جنوب الوادي بمنطقة توشكي، أنه تم تجهيز البنية التحتية لإيصال المياه إلى 100 ألف فدان والمستهدف تسليم المشروع في شهر أكتوبر المقبل للدخول في موسم الزراعة القادم.

واشار إلى أن هناك مجموعة من الشركات الوطنية تعمل في المشروع وعددها 11 شركة ويتم التنسيق مع وزارة الري والزراعة والنقل والشركات للعمل مع أجهزة الري المحوري، موضحا أنه تم التوسع بشكل كبير في عدد من الصناعات أثناء استكمال المشروع تم استخدمها في عملية الإنشاء لتوفير الكثير من الوقت والجهد.

وقال عياد إن من أهم معوقات العمل في المشروع هو ارتفاع وعلو المنطقة فتم إنشاء 5 محطات رفع للتغلب على فرق الارتفاع، مؤكدا أن العمل يجري على قدم وساق على مدار اليوم من خلال 3 ورديات في ظل صعوبات الطقس.

كما أكد المهندس حسام حسن المدير التنفيذي لمشروع (O4) محطة رئيسية (1) أن نطاق عمل الشركة خدمة 23 ألف فدان يغذيهم 222 جهازا محوريا ومن المتوقع أن يصلوا إلى 40 ألف فدان بعد توصيل الوصلات.

ومن جانبه قال المهندس يوسف محمود مدير مشروع شركة ممك جروب المشروعات الهندسية إن المشروع يتكون من 5 محطات فرعية و3 خطوط شبكات ري ، وفي الـ 5 محطات الفرعية فيها قدرات مضخات تغذي 80 جهاز رش محوري تغطي مساحات 8 آلاف فدان، مضيفا أن نسبة التنفيذ وصلت إلى 95 % ومن المقرر أن ينتهي خلال 30 سبتمبر المقبل من هذا العام.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى