مصر

كلمة الرئيس السيسي خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع المستشار الفيدرالي لجمهورية النمسا

بسم الله الرحمن الرحيم

 

السيد كارل نيهامر.. المستشار الفيدرالي لجمهورية النمسا،

 

السيدات والسادة الحضور،

 

اسمحوا لي في البداية، أن أرحب بكم وبالوفد المرافق لكم في زيارتكم الرسمية الأولى لمصر، وأن أعرب لكم عن خالص التقدير باسمي وباسم الشعب المصري واعتزازنا بالعلاقات الودية الطيبة التي تجمعنا بالنمسا، وهى علاقات طالما قامت على مبادئ الاحترام المتبادل والسعي المخلص لمد جسور الصداقة والالتزام المشترك بتطوير روابطنا السياسية والاقتصادية والثقافية.

 

السيدات والسادة،

 

سعدت اليوم بعقد مباحثات مثمرة وبناءه مع دولة المستشار، عكست حرص البلدين واهتمامهما ببحث سبل تعميق الشراكة الثنائية على مسارات مختلفة والتعاون في عدد من القطاعات المهمة على رأسها قطاعات النقل والتصنيع والطاقة المتجددة والهيدروجين وتستهدف تحقيق زيادة ملموسة في حجم التبادل التجاري بين البلدين، وجذب المزيد من الاستثمارات النمساوية إلى مصر التي تعد تقليديًا أحد أهم شركاء النمسا تجاريًا واستثماريًا في الشرق الأوسط وإفريقيا، وهى مكانة تعتز بها مصر، واتفقت أيضًا مع دولة المستشار على أن نعمل معًا خلال الفترة القادمة على ترسيخها وتطويرها بما يعكس العلاقات السياسية المتميزة بين البلدين.

 

السيدات والسادة،

 

لقد كان لقائي اليوم بالمستشار نيهامر فرصة جيدة للتشاور والتنسيق بشأن عدد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك بين مصر والنمسا حيث تلاقت رؤانا على أهمية هذا التشاور المثمر والتنسيق المستمر بيننا كشركاء وأصدقاء للتعامل مع التحديات العديدة وغير المسبوقة التي تواجه المجتمع الدولي.

 

ولقد تناولنا في هذا السياق، استمرار الأزمة الروسية الأوكرانية بما لها من تداعيات سلبية على السلم والأمن الدوليين، واستقرار أمن الطاقة والغذاء عالميًا وهى التداعيات التي عانت منها ولا تزال الدول الأقل نموًا وبما أضاف للأعباء الصعبة التي تتحملها، لتحقيق متطلبات التقدم الاقتصادي والتنمية المستدامة.

 

ولقد أوضحت للمستشار نيهامر، أن مصر من منطلق تمسكها بأهمية تحقيق السلم والأمن الدوليين تواصل الدعوة في اتصالاتها بكافة أطراف الأزمة إلى تغليب لغة الحوار والتوصل إلى تسوية سلمية، لإنهاء الصراع في أقرب فرصة.

 

حرصت كذلك خلال مباحثات اليوم على استعراض رؤية مصر إزاء عدد من الملفات الإقليمية المهمة والجهود التي تبذلها مصر، لمعالجة أسباب عدم الاستقرار في إقليمنا حيث تطرقنا إلى تطورات المشهد الليبي والقضية الفلسطينية وقضية “سد النهضة” فضلًا عن مستجدات الأوضاع الأخيرة في السودان مع تأكيد حرص مصر البالغ على استعادة الاستقرار هناك والحفاظ على مقدرات شعبه الشقيق.

 

السيدات والسادة،

 

لقد استمعت باهتمام اليوم لرؤية المستشار نيهامر للتحدى المشترك الذي تمثله ظاهرة الهجرة غير الشرعية واتفقنا معًا على تكثيف الحوار بين بلدينا للتوصل لإطار مستقبلي للتعاون بيننا في ملف الهجرة من منظور شامل يعالج الجذور الاقتصادية والتنموية والاجتماعية لهذه الظاهرة ويسعى لتعظيم الاستفادة من مسارات الهجرة الشرعية.

 

ولقد أوضحت لدولة المستشار في هذا السياق حجم الجهود المصرية في استضافة ٩ ملايين ضيف يعيشون على أرض مصر، ويتمتعون بكافة الخدمات الأساسية المتاحة للمواطنين المصريين دون تمييز أو تفرقة.

 

وفي إطار حوارنا المنفتح مع شركائنا، فقد حرصت على إطلاع دولة المستشارعلى الخطوات الجادة والمستمرة التي تتخذها الدولة المصرية فيما يتعلق بحقوق الإنسان من منظور شامل ومقاربة متكاملة، تستهدف تمكين المواطن المصري من ممارسة كافة حقوقه السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التى كفلها الدستور المصري وذلك من خلال الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسـان التي تنفذها الدولة على عدة محاور، مؤكدًا استعداد مصر الدائم للحوار والتعاون البناء مع شركائها فيما يتعلق بهذا الملف المهم.

 

كما أطلعت الجانب النمساوى على النجاح الكبير الذي حققته مصر حكومًة وشعبًا في مواجهة ظاهرة الإرهاب والتطرف خلال السنوات الماضية بتضحيات كبيرة قدمها المصريون وبرؤية شاملة، تغطي كافة أبعاد وأسباب تلك الظاهرة البغيضة.

 

دولة المستشار،

 

ختامًا، أرحب مجددًا بكم، وبالوفد المرافق لكم ضيوفًا أعزاء على الشعب المصري وأعرب عن تطلعي، لأن تشهد الفترة القادمة مزيدًا من التعاون والتنسيق بين مصر والنمسا بما يحقق الرخاء والازدهار لشعبينا الصديقين ويرتقي بالعلاقات الثنائية بين بلدينا إلى آفاق أرحب وأكثر تميزًا.

 

شكرًا لكم

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى