دراسات بنات سوهاج تنظم المؤتمر الدولي الثاني “التكامل المعرفى بين العلوم”
كتب:د.مصطفى دنقل
أعلنت كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بسوهاج، عن عقد مؤتمرها العلمى الدولى الثانى، والذى يأتى تحت عنوان: (التكامل المعرفى بين العلوم، وأثره فى التوازن الفكرى والواقع المجتمعى) وذلك يومى الثلاثاء والأربعاء الموافقين 20 -19 من شهر شوال 1444 هجريًا، التاسع والعاشر من شهر مايو المقبل لعام 2023، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، و الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، و الدكتور محمد عبد المالك الخطيب، نائب رئيس الجامعة للوجه القبلى، و الدكتور محمود صديق، نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، و الدكتور على عبدالموجود نور الدين، عميد الكلية ورئيس المؤتمر، و الدكتورة فاطمة محمد المهدى، وكيل الكلية للدراسات العليا والبحوث، ومقرر المؤتمر، و الدكتور مصطفى أبوزيد محمود، وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، أمين المؤتمر.
وأشار الدكتور على عبدالموجود، عميد الكلية، ورئيس المؤتمر، إلى أن أهمية المؤتمر تكمن فى أن الله خلق الإنسان فى أحسن تقويم، وأقامه فى الأرض خليفةً ليُعمِّر الأرض بما أنزله الله إليه من وحى إلهى، يتحقق باتباعه الكمال البشرى، فى النفس الإنسانية، وفى الأسرة، وفى المجتمع، وفى سائر أرجاء المعمورة، وقد ختم الله وحيه للبشر بالرسالة الخاتمة التى أنزلها على أكمل الأنبياء سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، وكمل الوحى الإلهى لأهل الأرض، وأنزل الله تعالى على نبيه فى كتابه الكريم، وكان هذا الوحى بحرًا، نبتت على شواطئه مئات العلوم، التى تكاملت فيما بينها لتُشكل اللبنات الأولى لبناء النموذج المعرفى الإسلامى، فصاغت هذه اللبنات عقيدة المسلم، وعبادته، ومعاملته، وأخلاقه، وسلوكه، ولسانه، ونظمت علاقته بكل ما حوله من إنسان أو حيوان أو جماد، كما صاغت عقيدة المجتمع وأهدافه واتجاهاته، وانتشر هذا النموذج فى العالم، وامتص علوم أهل الأرض، واعتصرها فى بوتقة قيمه ومبادئه، فأخرج منها عسلًا شهيًا، شكّل حضارة متكاملة الأركان تعتنى بالفرد والأسرة والمجتمع، وتقيم أحكامه الاجتماعية والاقتصادية والسياسية على قواعدها المتقنة، وأنتجت حضارة حكمت قيمها وقواعدها العالم قرونًا عديدة.
وتابع الدكتور علي عبدالموجود، عميد الكلية: ثم دب الخلل إلى هذه الحضارة نتيجة تخلى أهلها عن بعض قيمها، وكان من أسباب الخلل عزوف أهل هذه الحضارة عن علاقات التكامل بين العلوم، فانعزلت العلوم شيئًا فشيئًا، حتى غدت جزرًا متنائيةً لا رابط بينها، وانفرط عقد القيم قيمةً قيمةً، حتى أصبح يُنظر إلى كل قيمة نظرةً مستقلةً عما يرتبط بها ويُحيط بها، فشوّهت المعالم، واختلت المفاهيم.
مضيفًا: لذلك كان من المهم جدًا التذكير بالترابط والتكامل فى النموذج المعرفى الإسلامى، بل ومحاولة إحياء فهم طبيعة العلاقات بين العلوم الشرعية واللسانية والإنسانية والتجريبية والكونية، والذى من شأنه أن يعود بتحقيق التوازن الفكرى للأمة، الذى يقودها مرةً أخرى نحو الريادة، ومن شأنه أيضًا أن يُعيد صياغة واقعنا الاجتماعى بنموذج قيمى متكامل يُعيد للمجتمع حيويته، ويُزيل ما أصابه من خلل سببه الأكبر اختلال التصوُّر الصحيح للقيم الإسلامية، كمنظومة عقدية وسلوكية وأخلاقية وفكرية وواقعية متكاملة، ومن هنا كانت فكرة هذا المؤتمر، الذى نُريد له أن يكون خطوةً فى إحياء الترابط والتكامل بين العلوم، بقواعد منضبطة، وأُسس ثابتة، مستمدةً من أصولنا الشرعية، وقواعدنا الحضارية.
وعن أهداف المؤتمر، قالت الدكتورة فاطمة محمد المهدى، وكيل الكلية للدراسات العليا والبحوث، مقرر المؤتمر، إن إقامة مؤتمر التكامل المعرفى بين العلوم، تهدف إلى عِدة أمورٍ تُحقق المرجو من إقامته علميًا ومجتمعيًا، منها: الكشف عن علاقات التأثير والتأثُّر بين العلوم، وتعميق البحث التاريخى فى تطور العلاقات بين العلوم، ووضع خريطة للتكامل المعرفى بينها، والكشف عن أثر تكامل العلوم فى معالجة قضايا المجتمع، والتعريف بأعلام الفكر، ودورهم فى التوازن المعرفى وبناء الحضارة، والإسهام فى معالجة القضايا الفكرية المختلفة وتحقيق الأمن الفكرى والمجتمعى.
أما عن محاور المؤتمر فأشار الدكتور مصطفى أبو زيد أمين المؤتمر، إلى أن محاور المؤتمر تتشكَّل من ثلاثة محاورة رئيسة تشتمل على محاور فرعية:
المحور الأول: التكامل المعرفى بين العلوم
ويشمل المحاور الفرعية الآتية: مظاهر التكامل بين العلوم الشرعية، وعلاقات التأثير والتأثُّر بين العلوم الشرعية والعلوم العربية، وأثر اختلاف إعراب النص القرآنى والحديثى فى بناء الحكم الشرعى، وأثر البلاغة العربية فى تناول قضايا العقيدة والقضايا الشرعية، وعلاقات التأثير والتأثر بين العلوم الشرعية والعلوم الإنسانية، ومظاهر التكامل المعرفى بين العلوم اللغوية، ومظاهر التكامل المعرفى فى المؤلفات اللغوية، وعلاقات التأثير والتأثر بين العلوم العربية والعلوم الإنسانية، ومظاهر التكامل بين العلوم الشرعية والعلوم التجريبية، ومظاهر التكامل المعرفى فى المنهج الأزهرى، والتكامل بين علوم التربية والأدب الإسلامى، والتكامل بين علم الدعوة وعلوم الأدب العربى.
المحور الثانى، ويتناول: أعلام الفكر ودورهم فى بناء النموذج المعرفي المتكامل، ويشمل المحاور الفرعية الآتية: أعلام العلوم الشرعية ودورهم فى بناء النموذج المعرفى المتكامل، أعلام العلوم اللغوية ودورهم فى بناء النموذج المعرفى المتكامل، أعلام العلوم العقلية ودورهم فى بناء النموذج المعرفى المتكامل، أعلام العلوم الإنسانية ودورهم فى بناء النموذج المعرفى المتكامل، أعلام الأزهر الشريف ودورهم فى بناء النموذج المعرفى المتكام، أثر علماء اللغة فى التقعيد والتأصيل لعلم البلاغة.
ويختتم حديثه بالمحور الثالث، ويتناول: التكامل المعرفى ودوره فى خدمة قضايا المجتمع: “مظاهر الخلل الاجتماعى الناتجة عن انعدام التوازن المعرفى، أثر خلل فهم اللغة فى انحراف بعض الفرق فى تفسير القرآن الكريم، “أثر التكامل المعرفى فى استنباط الأحكام الشرعية للنوازل والمستجدات، وحل مشكلات المجتمع المعاصرة، أثر التكامل بين الفقه الإسلامى وبين اللغة العربية فى تقرير الحكم الشرعى وبيانه، أثر التكامل بين الفقه الإسلامى وبين العلوم الاقتصادية فى حل المشكلات الاقتصادية، أثر التكامل بين علوم الشريعة والعلوم الاجتماعية فى علاج المشكلات المجتمعية والبيئية، دور التكامل المعرفى فى معالجة سلبيات التكنولوجيا المعاصرة، أثر التكامل المعرفى فى تحقيق الانتماء والمواطنة، دور التكامل المعرفى فى تحصين الشباب من التطرف والانحراف الفكرى.
يُذكر أن الكلية أعلنت عن شروط وضوابط المشاركة، والتى تتطلب أن يكون البحث في أحد موضوعات محاور المؤتمر، وتتوفر فيه شروط البحث العلمى ومعاييره من حيث: وضوح الرؤية، وتحديد الهدف، وإبراز النتائج، والتوثيق العلمى، وألا يكون سبق نشره، وليس مستلًا من رسالة علمية، وتخضع مشاركات الباحثين للتحكيم العلمى، وألا تزيد عدد صفحات البحث عن (40) صفحة، والورقة البحثية عن (20) صفحة، وتُوضع الهوامش فى أسفل البحث والمراجع فى آخره، ويستخدم الباحث (Times New Roman) فى المادة المكتوبة باللغة العربية حجم الخط (16) فى المتن، و(12) فى الحاشية (الهامش).