اختتام ندوة “التحديات التي تواجه الأسرة العربية المهاجرة”
في إطار حرص جامعة الدول العربية على متابعة أوضاع الجاليات العربية بالمهجر وتعزيز أواصر التواصل مع المهاجرين العرب، عقدت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية (قطاع الشؤون الاجتماعية – إدارة منظمات المجتمع المدني) بالتعاون والتنظيم المشترك مع “مركز المسلم للدعم الاجتماعي والاندماج” ندوة تحت عنوان: “التحديات التي تواجه الأسرة العربية المهاجرة: مقاربة ثقافية (كندا نموذجاً) “، وذلك يومي 17 و18 يناير 2023 بمقر الأمانة العامة وعبر تقنية الاتصال المرئي.
وشهدت الجلسة الافتتاحية للندوة حضور سعادة السفير/ حسام زكي، الأمين العام المساعد، رئيس مكتب الأمين العام، الذي نقل تحيات معالي السيد/ أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، للمشاركين في الندوة من الجانبين العربي والكندي، وأبرز حرص معاليه على تنظيم هذه الندوة إيماناً بالدور المحوري الذي تلعبه الجاليات العربية بالمهجر في المجهود التنموي في الدول العربية وضرورة إيجاد آليات لتعزيز التواصل مع المهاجرين العرب ولاسيما الكفاءات العربية بالخارج.
وأكدت معالي السفيرة/ د. هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد، رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية، حرص الأمانة العامة لجامعة الدول العربية على الاشتراك في تنظيم هذه الندوة في مبادرة هي الأولى من نوعها، مع إحدى منظمات المجتمع المدني العربية في المهجر، وذلك انطلاقا من الدور الهام الذي يضطلع به “مركز المسلم للدعم الاجتماعي والاندماج” في مساعدة الأسر العربية المقيمة في كندا ومبادراته على مدى أكثر من عشر سنوات في الكشف المبكر للمخاطر التي تهدد أمان الأسرة العربية والمسلمة في المجتمع الكندي فضلاً عن برامجه الفعالة للإحاطة بضحايا العنف الأسري لا سيما من بين النساء والأطفال.
وأوضحت سيادتها أن منظمات المجتمع المدني سواء بالمهجر أو تلك المعنية بقضايا الهجرة والاندماج واللجوء في الدول العربية مدعوة إلى اعتماد مقاربة تشاركية مع الحكومات قصد رفع التحديات التي تفرضها ظاهرة تنقل الأشخاص سواء بشكل نظامي أو غير ذلك لاسيما تداعيتها على الأسرة العربية المهاجرة وتأمين كافة أسباب اندماجها الاجتماعي من خلال تمكينها في المحافظة على ثقافتها وعناصر هويتها العربية.
ومن جهتها استعرضت معالي السفيرة/ سها الجندي، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، في كلمتها بالمناسبة، جهود الدولة المصرية في دعم المصريين المقيمين بالخارج ومبادراتها لخلق قنوات تواصل قوية مع شبابها وأبنائها الدارسين في الجامعات الأجنبية، مثمنة كافة أوجه التعاون المثمر مع الجامعة العربية للتنسيق بين الدول الأعضاء حول سبل مكافحة الهجرة غير الشرعية وتهريب المهاجرين والاتجار بالبشر واعتماد برامج مشتركة لإتاحة الفرصة للهجرة الأمنة والنظامية والمنتظمة.
ومن جانبه أشاد الدكتور/ محمد باعبيد المؤسس والمدير التنفيذي لــــ “مركز المسلم للدعم الاجتماعي والاندماج” باستجابة الجامعة العربية وتأمينها لكافة أسباب تحقيق هذه الندوة لأهدافها في إرساء آليات لتعاون مستقبلي مع منظمات المجتمع المدني في المهجر وهو ما سيمكن من تأمين التواصل الدائم مع المهاجرين العرب، مُبيناً حرص “مركز المسلم” على رفع مستوى الوعي بالمشاكل الاجتماعية المختلفة التي تواجها الأسر العربية المهاجرة في كندا والدفع نحو اعتماد سياسات تأخذ في الاعتبار الخصوصيات العربية المسلمة دون التعارض مع القوانين الكندية.
كما أكدت المهندسة/ نيفين عثمان، الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة بجمهورية مصر العربية، أن مواجهة كافة أشكال العنف داخل الاسرة العربية وتعزيز سبل التربية الإيجابية هو ما يضمن كيان أسري سليم يحقق للأطفال والشباب نمو صحي ويحميهم من الاخطار التي قد تهددهم.
هذا وتناولت جلسات الندوة جملة من المحاور من أبرزها: دور جامعة الدول العربية في دعم الأسر العربية في رحلتها إلى المهجر واستقرارها واندماجها الأمن فيه واشكاليات وتحديات خدمات الأسرة ذات الطابع الفردي، وتجارب وخبرات منظمات المجتمع المدني في دعم الأسرة العربية المهاجرة والاستجابة لاحتياجتهم.
وشهدت الندوة مشاركة معالي السيد/ أحمد حسين، وزير الإسكان والتنوع والشمولية بكندا من خلال كلمة مسجلة، فضلاً عن مسؤولين حكوميين من الجانبين العربي والكندي وممثلين عن منظمات عربية حكومية متخصصة ومنظمات إقليمية ودولية ومؤسسات مجتمع مدني وخبراء وباحثين وطلبة من أبناء الجاليات العربية في المهجر.