الأمين العام للأمم المتحدة يؤكد أهمية التحول نحو الطاقة النظيفة لمواجهة التغيرات المناخية
أكد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريش، ضرورة تكثيف الجهود للتحول نحو استخدام الطاقة الجديدة والمتجددة والنظيفة لحماية كوكب الأرض ومواجهة التغيرات المناخية.
وأضاف جوتيريش – في كلمته خلال مشاركته عبر (الفيديوكونفرانس) في اجتماع الجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة “أرينا” المنعقد بأبوظبي، اليوم السبت – أن الاستمرار في استخدام الوقود الأحفوري ينذر بمشكلات أكبر وآثار مدمرة وسيؤدي ذلك إلى مواصلة درجات الحرارة لارتفاعها بمعدلات قد تصل إلى 1.8 درجة وهو ما يشكل خطرا كبيرا على كوكب الأرض.
وشدد على أهمية الانتقال لاستخدامات الطاقة النظيفة ومضاعفة هذا التوجه على الأقل بمعدلات تفوق الحالية بثلاثة أمثال قبل حلول عام 2050، مؤكدا ضرورة توجيه الاستثمارات والتمويلات نحو مشروعات الطاقة المتجددة والجديدة وهي متنوعة منها طاقات الرياح والطاقة الشمسية وغيرها ويمكن الاعتماد عليها كمصادر للطاقة وتسهم بشكل كبير في إحداث التوازن المناخي.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة ضرورة الوصول بنسبة الطاقة المتجددة والجديدة إلى ثلثي مصادر الطاقة في العالم بحلول عام 2030 مع تسريع التحول ونقل التكنولوجيا نحو مصادر الطاقة النظيفة بالإضافة إلى تسريع الشراكات والتحالفات الدولية في هذا المجال.
وأشار إلى أن 30% من إنتاج الكهرباء تأتي من مصادر الطاقة المتجددة ويجب مضاعفة ذلك بحلول 2030، وأن يكون 100% بحلول 2050، ويجب إزالة العراقيل أمام تحقيق الانتقال العادل للطاقة وخاصة نقل التكنولوجيا والوصول إلى المواد الخام وخلق الملايين من الوظائف الخضراء خاصة للسيدات والشباب.
وبالنسبة للدول النامية.. أكد أمين عام الأمم المتحدة أهمية دعم تحول الطاقة في تلك البلدان بشكل أسرع مع وضعها استراتيجيات لتوجيه أولويات البنوك والجهات المانحة والدولية للاستثمار بشكل مباشر في مصادر الطاقة المتجددة، مشيرا إلى أن نقل التكنولوجيا والمعرفة أساس تسريع الانتقال إلى الطاقة الجديدة والمتجددة.
من جانبه، أكد تشابا كووشي رئيس الدورة 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة – في كلمته – أن الطاقة والتغير المناخي مرتبطان بشكل أساسي خاصة أن 75% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري تأتي من الوقود الأحفوري، كما يمثل الوقود الأحفوري 90% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية، مشددا على أن التحول نحو مصادر الطاقة النظيفة يجب أن يكون الطريق للتعاون العالمي وليس للصراع كما هو حادث حاليا.
وأشار إلى أن الانتقال لمصادر الطاقة المتجددة يتطلب تقاسم المعرفة ونقل التكنولوجيا وأن تكون حقوق الملكية الفكرية عامل مشجع وليس عائق لانتقال الدول لمصادر وحلول الطاقة المتجددة، إضافة إلى ضرورة تعزيز الشراكات مع القطاعات المختلفة بداية من القطاع الأكاديمي والمجتمع المدني وخاصة المؤسسات التي لديها خبرات واسعة في هذا المجال، مؤكدا أن العالم في سباق محموم مع الزمن لاتخاذ وتنفيذ إجراءات لنقل التكنولوجيا وهو ما يحتاج من العالم لإرادة سياسية.