غدا.. شهب «الرباعيات» تنير السماء والقمر يقترن مع «المريخ» في مشهد فلكي مميز
تشهد السماء،غدا الثلاثاء،ظاهرتين فلكيتين مميزتين يمكن رؤيتهما بالعين المجردة، وهما ذروة زخة شهب (الرباعيات) وهي من الزخات الشهابية المتوسطة، ويصل عدد الشهب فيها إلى أكثر من 40 شهابا في الساعة، واقتران القمر مع كوكب المريخ (الكوكب الأحمر) .
وأكد أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والچيوفيزيقية الدكتور أشرف تادرس، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن القمر الأحدب سيحجب معظم الشهب الخافتة هذا العام، وعامة سيكون أفضل وقت لرؤية زخات الشهب بعد منتصف الليل بعيدا عن أضواء المدينة، بشرط صفاء السماء وخلوها من السحب والغبار وبخار الماء.
وأوضح أنهم يطلقون على تلك الشهب اسم الرباعيات نسبة إلى كوكبة (رباعيات موراليس Quadrans Muralis) القديمة التي تم حذفها من قبل الاتحاد الدولي الفلكي عام 1922، وكانت تقع بين كوكبتي (العواء) و(التنين)، وهي ناتجة عن مخلفات كويكب قديم يعرف باسم (2003 EH1) تم اكتشافه عام 2003 .
وعن أسباب ظهور الشهب.. قال الدكتور أشرف تادرس إن زخات الشهب السنوية تنشأ عندما تمر الكرة الأرضية أثناء دورانها حول الشمس خلال تجمعات كثيفة من الغبار والحصى المتناثرة على طول مدارات المذنبات والكويكبات، حيث تصطدم بأعلى الغلاف الجوي للأرض وتحترق على ارتفاع يتراوح بين 70 و100 كيلومتر، وتظهر لنا كشريط من الضوء، وهذا يؤدي إلى حدوث زخات شهابية تتكرر على أساس سنوي.
وأضاف أن ظهور تلك الشهب في السماء ليس لها أي أضرار على الإنسان أو نشاطه اليومي على الأرض، فمشاهداتها ممتعة ويحبها هواة الفلك والمهتمون بعلوم الفلك والفضاء لمتابعتها وتصويرها.
وبالنسبة لظاهرة اقتران القمر مع كوكب المريخ (الكوكب الأحمر).. أشار إلى أن الاقتران سيحدث عند دخول الليل مساء غد، حيث نراهما متجاورين في السماء حتى غروب المريخ بعد الساعة الرابعة و20 دقيقة تقريبا من فجر بعد غد.
وأوضح أن الاقتران يعني اقتراب جرم سماوي من جرم سماوي آخر في حدود عدد من الدرجات القوسية عندما يتم مشاهدتهما من الأرض، وهو اقتراب زاوي ظاهري غير حقيقي ليس له علاقة بالمسافات، أما المسافة الحقيقة بينهما فهي كبيرة جدًا تقدر بمئات الملايين أو المليارات من الكيلو مترات.
جدير بالذكر أن أول الظواهر الفلكية لعام 2023 تبدأ مساء اليوم، حيث يقترن القمر مع الحشد النجمي (الثريا- Pleiades)، عند دخول الليل، ويظلان متجاورين في السماء حتى غروب القمر بعد الساعة 3:30 صباحا تقريبا من فجر غد.
و(الثريا) هو أحد ألمع وأشهر الحشود النجمية المفتوحة في السماء الشمالية، ويقع على بعد 440 سنة ضوئية من الأرض، ويتكون هذا الحشد من عدة مئات من النجوم، ولكن ألمع نجومه هي 7 فقط التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة، ولذلك يطلق عليه الأخوات السبع، ويظهر هذا الحشد كعنقود بجوار نجم الدبران في برج الثور.