الكويت تؤكد تمسكها بالموقف العربي والإسلامي والدولي بخيار السلام وحل الدولتين في القضية الفلسطينية
أكدت دولة الكويت تمسكها بالموقف العربي والإسلامي والدولي الذي يؤكد أن السلام هو الخيار الإستراتيجي، وأن الحل الدائم والشامل والعادل يقوم على حل الدولتين معربة عن صمود الشعب الفلسطيني ودعمه لنضاله المشروع ضد الاحتلال الإسرائيلي بغية الحصول على كامل حقوقه السياسية المشروعة.
وقال مندوب الكويت الدائم بالأمم المتحدة المستشار فيصل غازي العنزى – خلال جلسة مجلس الأمن مفتوحة النقاش حول الحالة في الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية، ووفقا لوكالة الأنباء الكويتية اليوم إن ذلك ياتي وفقا للمرجعيات المتفق عليها والمتمثلة في قرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومبادرة السلام العربية وبما يؤدي الى حصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه السياسية المشروعة وإقامة دولته المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف العنزي “تابعنا خلال الفترة الماضية، التطورات المقلقة والتصعيد الخطير الذي تشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة جراء الجرائم والاعتداءات الممنهجة التي ترتكبها إسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال على الشعب الفلسطيني الشقيقة”، مشيرا إلى أن المسجد الأقصى مازال عرضة للانتهاكات المتكررة سواء من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي أو من المستوطنين.
وأكد العنزي أن دولة الكويت تجدد إدانتها واستنكارها الشديدين لهذه الممارسات العدوانية، والتي تمثل استفزازا لمشاعر المسلمين في مختلف أنحاء العالم، وتهديدا صريحا لحرية العبادة في المسجد الأقصى.
وأن تلك الممارسات تعد حلقة اضافية لمسلسل الانتهاكات والتجاوزات الصارخة لكل المواثيق والقرارات الدولية وكذلك بوصفها عنصرا هادما لدعائم الاستقرار في المنطقة ومدعاة لتغذية مشاعر الكره والتطرف والعنف.
وأدان العنزي – بأشد العبارات – الاقتحامات المستمرة والاعتداءات الوحشية التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلية على المدن الفلسطينية بما فيها مدينتي نابلس ورام الله قبل عدة أيام والتي أدت إلى استشهاد وجرح العشرات من أبناء الشعب الفلسطيني.
وحذر من عواقب هذا التصعيد العسكري الخطير، الذي تتحمل تبعاته سلطات الاحتلال الإسرائيلية، ويهدد الأمن والاستقرار في المنطقة. ودعا العنزي المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري والعاجل لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، مطالبا مجلس الأمن الاضطلاع بمسؤولياته المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة.
وطالب بتحميل قوات الاحتلال الإسرائيلي المسئولية الكاملة عن تداعيات هذه الجرائم والممارسات غير القانونية والاستفزازية في القدس والحرم الشريف والانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني الأعزل وعلى أرضه ومقدساته.
وتساءل العنزي إلى متى ستستمر آلة القتل الاسرائيلية في إزهاق أرواح الشعب الفلسطيني الأعزل، دون رادع أو مساءلة من المجتمع الدولي؟، وإلى أي مدى ستصل انتهاكات قوة الاحتلال الإسرائيلي المتعددة أمام مرأى الجميع؟ وإلى متى سيسمح مجلس الأمن لإسرائيل القوة القائمة بالاحتلال مواصلة تصرفاتها وممارساتها وانتهاكاتها وكأنها فوق القانون؟
وبين أن الاعتداءات والجرائم المرتكبة من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي هي من ضمن سلسة الانتهاكات لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة والتي تؤكد على عدم المساس بالمكانة الخاصة للقدس وتبطل أي إجراء تجاهها يهدف إلى التغيير من طبيعتها الديموغرافية فيجب عليها احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في الحرم القدسي الشريف.
وأشار إلى غياب مبدأ المساءلة عن الانتهاكات اليومية والممنهجة لسلطة الاحتلال داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة واستغلال سلطة الاحتلال لهذا الواقع لحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة والاستيلاء على أرضه وثرواته ومصادر عيشه؛ وهو ما يقوض فرص التوصل إلى السلام العادل.
وقال: “بات من الملح الكف عن التصرف وكأن حقوق الشعب الفلسطيني مستثناة من قواعد وأحكام القوانين الدولية، ونشدد على ضرورة ضمان المساءلة والعدالة للشعب الفلسطيني الأعزل مجددا التاكيد على دعم الكويت الكامل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا)؛ إيمانا منها بالدور الحيوي والمهم الذي تقوم به في تخفيف معاناة اللاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس”، داعيا المجتمع الدولي لمواصلة دعمه لها لضمان استمرارها في تقديم خدماتها الصحية والتعليمية والإغاثية.