انطلاق الملتقى العلمي الأول “الفلك وتكنولوجيا الفضاء والتغيرات المناخية” بجامعة سوهاج بالتعاون مع الأزهر الشريف
متابعة – محمد مهران
نظمت اليوم جامعة سوهاج، فعاليات الملتقى العلمي الأول والذي نظمه طلاب من أجل مصر بالتعاون مع وادي التكنولوجيا بالجامعة، وبشراكة مركز الأزهر العالمي للفلك الشرعي وعلوم الفضاء بمجمع البحوث الإسلامية، تحت عنوان “الفلك وتكنولوجيا الفضاء تجاه قضايا البيئة والمناخ، رؤية علمية شرعية” والذي أقيم تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، واللواء طارق الفقي محافظ سوهاج، والدكتور مصطفى عبد الخالق رئيس الجامعة، والدكتور حسان النعماني نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث ورئيس طلاب من أجل مصر .
وذلك بمركز المؤتمرات الدولي بمقر الجامعة الجديد، و بحضور الدكتور نظير محمد عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، الدكتور محمد عفيفي القوصي الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، الأنبا ارميا الأسقف العام الأرثوذكس والأمين المساعد لبيت العائلة المصرية، والدكتور محمد الشربيني نائب رئيس جامعة الأزهر، والدكتور حسن صلاح الصغير الأمين العام لهيئة كبار العلماء، والمحاسب اشرف القاضي أمين عام الجامعة، الدكتور محمود الهواري الامين العام المساعد للدعوة والإعلام الديني، والدكتور كمال محمد طلب مدير وادي العلوم والتكنولوجيا ومنسق عام الملتقى، ومحمد حسن رئيس اتحاد طلاب الجامعة، ولفيف من الشيوخ والواعظين والواعظات، وعمداء الكليات ووكلائها وأعضاء الهيئة التدريسية، ووكلاء الوزارات المختلفة، والعاملين بالجامعة والطلاب.
وقال الدكتور مصطفي عبد الخالق رئيس الجامعة، أن الملتقى يعد واحداً من أولى الملتقيات العلمية بالجامعات المصرية، ويأتي في إطار أهداف التنمية المستدامة والاستعداد لاستضافة قمة المناخ “COP 27“، وهو خطوة هامة في عهد فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، للقيام بالدور العلمي والثقافي والدعوي والتوعوي تجاه قضايا المجتمع وفي مقدمتها التغيرات المناخية لبيان أثر استخدام تكنولوجيا الفضاء تجاه التغيرات المناخية وما يترتب عليها من ظواهر جوية وكونية وتأثيرها على أوقات العبادات المختلفة في أرجاء الكرة الأرضية.
وفي بداية كلمته رحب الدكتور حسان النعماني، بأعضاء المؤتمر وضيوفه وجميع الحضور، ونوه عن أهمية المؤتمر وما يناقشه من محاور تخص أزمة التغير المناخي وأسبابها، ويهدف إلى إظهار ارتباط الدين بالعلم ودعم علماء الدين للخبراء في كافة المجالات، متمنياً أن ينتهي المؤتمر بمخرجات تساعد في الحفاظ على مناخ الكوكب ومستقبل الأجيال القادمة.
وفي نفس السياق، تحدث الدكتور حسن صلاح الصغير، عن أن المؤتمر يجسد الأسرة المصرية حيث يتضامن رجال الدين مع رجال العلم لأنه هناك تلازم بين الحكم الشرعي والمعطيات العلمية، حيث نسأل كثيرا عن حكم الدين في تأثير الظواهر الكونية على اختلاف أوقات الصلاة على سبيل المثال، لذا لابد من وجود معطيات علمية للإفتاء بالحكم الشرعي بشكل دقيق.
وقال الدكتور محمد عفيفي القوصي، أن قضية التغيرات المناخية هي قضية عالمية لما لها من تأثير على حياة البشر وسائر المخلوقات التي تسكن الكوكب، لذا توجب علينا التكاتف لمواجهة تلك التأثيرات التي تضر بالبيئة وبمستقبل الإنسان، ومن أهمها ظاهرة الاحتباس الحراري وما يسببه من انبعاث لغازات وادخنة، والسبب الرئيسي لها هي الدول الصناعية الكبرى التي لها اليد العليا في الإضرار بالمناخ العالمي وتدمير العديد من المناطق بظواهر مثل التصحر، الجفاف، الفيضانات، مؤكداً على أن مصر حالياً تعمل على تصنيع قمر صناعي لمراقبة التغيرات المناخية ورصدها ودراسة أسبابها.
ومن جانبه أوضح الدكتور محمد أبو زيد الأمير المنسق العام لبيت العائلة المصرية، أن القيادة السياسية المصرية حققت الكثير من المبادرات للارتقاء بجودة الحياة للمواطن، ووجهت ببناء والاستثمار في الإنسان للمضي قدماََ في تحقيق التقدم والتطور، وذلك من خلال الاستشراق للمستقبل ومواجهة الظواهر التي تؤثر على وجوده، مشيراً إلى قول الفاروق عمر بن الخطاب (لا تقفوا بأبنائكم عند علومكم فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم)، لذا وجب التوجه لبناء شخصية وتعليم المواطن المصري وتزويده بمختلف العلوم والتطورات التقنية والتكنولوجية، إلى جانب توعيته بعواقب التغيرات المناخية وما يسببها من إفساد للأرض وتهديد لحياة المعاصرين لهذه الظواهر وللأجيال القادمة أيضا.
وهنأ الأنبا ارميا في بداية كلمته، بانطلاق المؤتمر العلمي الذي يقر بترابط العلم والدين، ويؤكد حرص الدولة بجميع فئاتها على الاهتمام بصعيد مصر، لأنها درة العالم وقلبه النابض وهي ما يحفظ توازن العالم، لذا هي تحمل لواء التوعية بمخاطر التغيرات المناخية المعاصرة وتأثيرها على العالم، وبما أنه من دور الدين توعية الناس بعواقب تلك التغيرات التي هي من أسبابها الرئيسية سلوكيات البشر الخاطئة، وتلويثه لبيئته المحيطة وما يتسبب فيه من تدمير لما خلقه الله لخدمته من نباتات وحيوانات، حيث تسببت أفعاله في حدوث تغير درجات الحرارة وما تلاها من موجات حرارية، حرائق الغابات، جفاف، احتباس حراري وذوبان جليد القطبين، انحسار المياه وتأثيرها على الزراعة، التمدد الحراري للمحيطات والأنهار والفيضانات والتسونامي، مما يتسبب في تدمير الكوكب ويؤثر على صحة الإنسان وتأخير عجلة التنمية وزيادة معدلات الفقر، لذلك وجب علينا التكاتف للحفاظ على العالم الذي ائتمننا عليه الله.
وقال الدكتور محمد نظير عياد، أن الملتقى الذي جمعنا اليوم يهدف إلى الدمج بين العلوم الدينية وعلوم الطبيعة والحياة، وذلك في إطار أهداف التنمية المستدامة، وتوضيح علاقة الإسلام بالتنمية والحفاظ على مكونات الحياة، فإذا كان الإنسان غاية التنمية ووسيلتها، فالقرآن الكريم والسنة النبوية كلاهما إما حديث عن الإنسان أو حديث للإنسان أو منهج للحفاظ على الكون، فإذا كانت الحضارة هي تفاعل بين الإنسان والكون والزمن، فقد جعل الإسلام من هذه العناصر مرتكزات لعملية الاستخلاف والحفاظ على الأرض ومنع كل صور الفساد فيها، فبقاء الحياة على الأرض مرتبط بوجود طائفة ينهون عن الفساد فيها، من خلال التأكيد على أنَّ أهداف التنمية جميعها والحفاظ على مكونات الحياة سبق إليها القرآن الكريم والسنة المطهرة بالدعوة إليها والتأسيس لها، فمما أُثر عن علماء الأمة أنه “حيثما وجدت مصلحة الناس فثم شرع الله”، مضيفاً أن العلاقة بين العلوم الدينية وعلوم الطبيعة والحياة علاقة تلازم وتآزر، فمقاصد الشريعة والمصالح المعتبرة بمستوياتها “الضرورية والحاجية والتحسينية” هي مصادر لرعاية المصلحة العامة، وفي نطاق تلك المسؤولية يبقى العدل والقسط أمام البيئة أمر لا غنى عنه، وقوامه تدبير الموارد الطبيعية وتوزيعها بالقسط لأنها سُخرت للجميع دون استثناء، للحيوان والنبات والإنسان، وعليه فإنَّ الفقه البيئي يقوم على مجموعة من المقومات الأساسية والتي تشكل في مجملها دوراً فعالاً في الحفاظ على مقدرات البيئة التي تعد حقاً لكافة الأجيال.
وأشار الدكتور كمال محمد طلب، إلى أن الملتقي تضمن عدة جلسات ناقشت عدد من المحاور منها دور الفلك وتكنولوجيا الفضاء في مواجهة التغيرات المناخية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ودور الأديان والرسالات السماوية تجاه الحفاظ على البيئة، إلى جانب مناقشة دور الشباب المصري والعربي لدعم مبادرات الدول تجاه التغيرات المناخية، والسياسات والاجراءات القانونية تجاه حماية البيئة لمجابهة التغيرات المناخية.
جدير بالذكر أنه تم عرض فيلم تسجيلي قصير عن سلوكيات الإنسان وتأثيرها على المناخ، وعلى هامش المؤتمر تم افتتاح معرض الكتاب الذي ينظمه الأزهر الشريف إهداء للجامعة.