الآثار تكشف تفاصيل الهرم المدرج بعد ترميمه بتكلفة 104 ملايين جنيه
كشف الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار عن تفاصيل مشروع درء خطورة وصيانة وترميم هرم زوسر المدرج بأيد مصرية، بتكلفة ما يزيد على 104 ملايين جنيه، والذي تم فتحه للزيارة بعد 14 عاما.
وصرح وزيري اليوم الخميس، إن جبانة سقارة تعد بحق متحفا مفتوحا ، حيث أن سقارة تجتمع بها معظم فترات التاريخ المصري القديم، فنجد عشرات المقابر من العصر العتيق، وأهرامات لملوك وملكات الأسرتين الخامسة والسادسة وبها أعظم مقابر الدولة القديمة.
وأضاف أن ذروة الفن في الدولة القديمة نجدها في سقارة،وبها بعض أهرامات ملوك الدولة الوسطى وكذلك مقابر أفراد ترجع إلى الدولة الوسطى والدولة الحديثة والعصر المتأخر، بها مدافن العجل المقدس أبيس “السرابيوم” وفي العصر القبطي تمتلك سقارة دير الأنبا أرميا، وغير ذلك الكثير.
وأوضح أن درة آثار سقارة تتجسد في مجموعة الهرم المدرج، أقدم بناء حجري في التاريخ وأول هرم بني في مصر القديمة حيث بناه الوزير العبقري إيمحتب لمليكه الملك زوسر (حوالي 2667-2648 ق.م) الملك الثاني في الأسرة الثالثةز
وعن مشروع ترميم زوسر .. أوضح أنه تم إزالة الأتربة والرمال المتراكمة على أسطح مصاطب الهرم، التي كانت تحتوي على كميات كبيرة من أحجار الهرم المتساقطة عبر الزمن، وكذلك العديد من الأملاح المتراكمة، ةوإعادة تثبيت الأحجار المفككة وملء العراميس والفجوات بين أحجار واجهات الهرم بنفس مادة المون الأثرية التي استخدمت في بناء الهرم، إلى جانب المعالجة الفورية لأحجار المصاطب المتدهورة فور إزالة الأتربة باستخدام مواد معالجة.
وأشار إلى أنه نظرا لحالة التدهور البسيط والانهيار الجزئي بالهرم وحتى يمكن دخول الهرم تم البدء في معالجة حوائط الممرات المتدهورة باستخدام أسلوب الحقن والتقوية أو بأساليب الترميم الدقيق ، وتهيئة المدخل الجنوبي وإعداده ليكون المدخل الرئيسي لزيارة الهرم.
من جانبه .. قال المهندس وعد أبوالعلا رئيس قطاع المشروعات إنه تم وضع الأحجار بمنطقة الانهيار أعلى سقف البئر،حيث كان حرجا للغاية وفى حالة حرجة من الاتزان الإنشائي، والمونة القديمة في حالة تدهور وتفكك والترابط بين الأحجار من خلال التداخل الميكانيكي للأحجار، وتم تحقيق الهدف الهندسي الأساسي فى تنفيذ أعمال الإنقاذ وهو تحقيق الاتزان لأحجار السقف.
وأكد أنه تم إعادة الترابط بين الأحجار، بملء العراميس والفجوات بين الأحجار بمونة جيرية تتشابه فى تكوينها مع المون الأثرية إلى أعماق لاتقل عن 25 سنتيمترا،واستخدام الدعامات الهوائية لتأمين منطقة العمل والعاملين وقد تم التوزيع طبقا لمواقع الخطورة الناجمة من الفحص الميداني، واستخدام مسامير من الصلب (أنكورز) لربط أحجار السقف لعمق إنشائي كاف مع حقن جراوت معها.
وبالنسبة للبئر الرأسي وغرفة الدفن المحور الرئيسي داخل الهرم، أوضح أنه تم تنفيذ المعالجة الإنشائية والترميمية للبئر عند مستوى الحجرة الجنائزية ومستوى المدخل الشمالى للهرم، وتثبيت الأحجار الأثرية عند المدخل الشمالي بالأنكورز الصلب.
وأشار إلى أن الحجرة الجنائزية كانت متأثرة بالانهيارات التي حدثت وتراكم الرديم ونواتج الانهيارات بها وبالبئر الرأسي إلى ما بعد منتصفه وغطى التابوت تماما بالرديم، لافتا الى أنه تم إزالة تامة للرديم ونواتج الانهيار إلى خارج الهرم وإعادة الكشف عن التابوت الجرانيتي بكل وحداته وتأمين اتزان، واستخدام المونة الجيرية المكونة من خليط يماثل المونة الأثرية في بناء التدعيم الحجري لحوائط الحجرة الجنائزية طبقا للشواهد الأثرية.
وأوضح أنه بعد إزالة الرديم ونواتج الانهيارات وجد أن التابوت الجنائزي يتكون من 32 كتلة جرانيتية وأبعاد التابوت 3.47 ? 5.35 متر، ارتفاع 4.73 متر ،ويزن التابوت مجمعا حوالي 176 طن، كما وجد التابوت عند إعادة الكشف عنه مرتكزا على 18 قاعدة من الحجر الجيري انهارت جميعها لامتلاء غرفة الدفن بالرديم.
وقال إنه تم تأمين ممرات دخول الهرم من الجهة الشمالية، حيث تم إزالة نواتج الانهيارات من الممرات بكل المستويات يدويا، ومعالجة حوائط الممرات المتدهورة باستخدام أسلوب الحقن والتقوية أو بأساليب الترميم الدقيق وذلك لتدعيم الممرات.
وأضاف أنه يتوسط الهرم المدرج المجموعة، وهو عبارة عن ستة مصاطب تعلو بعضها البعض بارتفاع حوالي 63 مترا وأبعاد القاعدة 121 * 109 متر، ويوجد مدخلان للهرم المدخل الأصلي في الجانب الشمالي، ومدخل آخر في الجانب الجنوبي للهرم وتم فتحه في عصر الأسرة الـ 26.
وتابع أن المجموعة الهرمية تضم معبدا جنائزيا شمال الهرم وفناء العيد الثلاثيني “الحب سد” وبهو الأعمدة والمقبرة الجنوبية، بالإضافة إلى بيتي الشمال والجنوب