استعرض وزير البترول والثروة المعدنية المهندس طارق الملا، خلال سلسلة من اللقاءات والاجتماعات المشتركة مع قيادات منظمات الطاقة الدولية والمؤسسات الاقتصادية والمالية وشركات البترول العالمية، على هامش مشاركته في فعاليات منتدى دافوس، التحضير لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ “COP27” المقرر انعقاده في نوفمبر المقبل في شرم الشيخ، ودعم التحول الطاقي، وزيادة الاستثمارات.
وأوضح الملا – بحسب بيان لوزارة البترول اليوم – أن اللقاءات التي عقدها في “دافوس” تأتي في إطار المشاورات المستمرة بين مصر وكبريات المؤسسات والمنظمات الدولية بشأن التحضير لمؤتمر “COP27” خلال العام الحالي، من أجل الوصول لمخرجات ناجحة من القمة التي تترأسها مصر وتستضيفها على أرضها، وكذلك بحث سبل التعاون في مجال التحول الطاقي ومواجهة التحديات الراهنة التي يشهدها الاقتصاد وأسواق الطاقة عالميا.
وناقش الوزير مع روبرتو بوكا مسئول ورئيس قسم الطاقة والمواد بمنتدى دافوس، سبل التعاون مع المنتدى والاستفادة من الخبرات وتبادل الآراء في إعداد الجلسات التحضيرية لمؤتمر المناخ “COP27“، وعقد مائدة مستديرة وورش عمل بين الجانبين في هذا الشأن.
كما تناول اللقاء مناقشة الأوضاع بعد مؤتمر “COP27” مع مسؤولي وخبراء المنتدى وإمكانية تنظيم ورش عمل وحلقات نقاشية تشارك فيها الجهات الدولية المهتمة بصناعة الطاقة من المستثمرين والشركات ومؤسسات التمويل والمكاتب الاستشارية المتخصصة والمؤسسات المالية وتتناول كيفية التعجيل بتحول الطاقة وتخزينها وتحليل المخاطر في صناعتها والفرص المتاحة وأدوات الاستثمار.
وتطرق اللقاء إلى استعراض دور مصر الحيوي كمركز إقليمي لتجارة وتداول الغاز والبترول ومستجدات التعاون القائم تحت مظلة منتدى غاز شرق المتوسط، التي أظهرت المتغيرات العالمية الحالية أهمية هذه المنطقة في المساهمة في توفير إمدادات الغاز الطبيعي.
كما شارك الوزير في ورشة العمل الموسعة عن سبل الإسراع بمرحلة التحول الطاقي وتوفير التمويل لمشروعاته، وذلك بمشاركة عدد من وزراء الطاقة والشخصيات البارزة في مجالات صناعة الطاقة والبترول والغاز ومؤسسات التمويل، وفي مقدمتها مؤسسة التمويل الدولية التابعة للبنك الدولي.
وأكد أن ورشة العمل حظيت بمناقشات بناءة وتبادل للخبرات والممارسات، بما يعود بالنفع على المشاركين، وشهدت ورشة العمل استعراض وزيري الطاقة في إندونيسيا والهند لتجارب متميزة لبلديهما في مجالات خفض الانبعاثات والتحول الطاقي، حيث استعرض الوزير الإندونيسي الإجراءات الخاصة بإنتاج الهيدروجين وشهادات الكربون للشركات التي قامت بخفض انبعاثاتها الكربونية.
كما عقد وزير البترول جلسة مباحثات ثنائية مع المدير التنفيذي للوكالة الدولية للطاقة الدكتور فاتح بيرول تناولت مستجدات أسواق الطاقة العالمية وتداعياتها على المناخ والطاقة واستعدادات مصر لتنظيم قمة المناخ “COP27“.
وأكد الملا وبيرول، خلال المباحثات، أهمية تنسيق الجهود دولياً، لتوفير الاستثمارات والتمويل من المؤسسات المالية في مرحلة التحول الطاقي، وشدد الوزير على أن مصر تعمل على دعم العمل المشترك مع الوكالة بعد انضمامها لعضويتها رسمياً، والذي تم الإعلان عنه من قبل المدير التنفيذي للوكالة الدكتور فاتح بيرول، في مؤتمر إيجبس 2022، ومن جهته أكد بيرول تقديم كافة أوجه الدعم لمصر في تنظيم مؤتمر “COP27“، والذي تنظمه مصر نيابة عن إفريقيا.
واستقبل الملا أيضا وفداً من شركة “شيفرون” العالمية ضم نواب رئيس الشركة لتنمية الأعمال والتكرير والتسويق والاستكشاف، حيث تم استعراض أنشطة الشركة في مجالات البحث والاستكشاف عن الغاز والبترول في مصر، حيث تقوم “شيفرون” بالعمل في مناطق امتياز بالبحرين المتوسط والأحمر.
وأكد الملا جاذبية الفرص الاستثمارية لتوسيع أنشطة “شيفرون” في مجال البترول والغاز في مصر، خاصة وأن التعاون الإقليمي في منظمة منتدى غاز شرق المتوسط يتيح فرصاً متميزة للشركات العالمية المهتمة بالعمل في تلك المنطقة.
كما التقى الوزير، رئيس مجموعة “بتروناس” الماليزية تنجكو محمد توفيق، حيث تم بحث الاستثمارات المشتركة بين قطاع البترول والشركة الماليزية، والتي تعمل في مصر منذ أكثر من 20 سنة، من خلال شراكتها مع قطاع البترول وشل العالمية في حقول البرلس للغاز بمنطقة غرب الدلتا العميق ومصنع إسالة وتصدير الغاز الطبيعي في منطقة إدكو، بالإضافة إلى استثماراتها مؤخراً في مجال تسويق وإنتاج زيوت المحركات عالية الجودة.
وتم التأكيد خلال اللقاء على الفرص الحالية لزيادة استثمارات الشركة الماليزية في مصر، خلال تلك الفترة التي تشهد ارتفاعاً في الأسعار العالمية للبترول والغاز؛ ما يشجع على زيادة الاستثمارات، وتم خلال اللقاء دراسة البدء في تنفيذ المرحلة العاشرة من تنمية حقول غرب الدلتا العميق.
تجدر الإشارة إلى أن مصر تستضيف الدورة الـ 27 من مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ (cop27)، خلال الفترة من 7- 18 نوفمبر 2022 ، والذي يقام بمدينة شرم الشيخ، ويمثل فرصة مهمة للنظر في آثار تغير المناخ في أفريقيا.
