“فاطمة المعدول” : أنا أول مخرجة لمسرح الطفل في مصر وطالبت بإنشاء مسرح خاص له
كتبت – هند هيكل
عقد المجلس الأعلى للثقافة ، اليوم، جلسة فكرية بعنوان ” مسرح الطفل بين الاقتباس والتأليف ” ضمن فعاليات المهرجان القومي للمسرح بدورته الرابعة عشر بعنوان «الكاتب المسرحي المصري» وقدمتها الدكتورة فاطمة المعدول وأدار اللقاء الناقد جرجس شكري .
وأوضحت الكاتبة فاطمة المعدول انها اول مخرجة مسرح للطفل في مصر وأنها اول من طالبت بإنشاء مسرح للطفل ، وان الإخراج في مسرح الطفل اصعب من الكتابة للطفل ، لأن مسرح الطفل ليس شيء واحد بل هو أنواع متعددة منها مسرحة المناهج ، و مسرح العرائس والمسرح الكوميدي الهادف ، والمسرح الكلاسيكي .
وقالت المعدول أيضا : ” أنا تعيسة لأني عندما عملت في الثقافة الجماهيرية وسافرت بعثتين عرفت اننا لانعلم شيء عن تقديم مسرح متخصص للطفل لأنه اصعب من تقديم المسرح للكبار ، وحاولت تطبيق نجاح مسرح الطفل في مصر ولكني اكتشفت إننا لدينا ندرة في الموهوبين المهتمين بمجال صحافة الطفل ، وحزنت جدا أن هناك مسرح قومي للأطفال ولَم يتم تسليط الضوء عليه والاهتمام به ، وعندما قررت متابعة ما يعرض به أعجبت بأحد المخرجين واستمتعت بعمله في المسرح القومي للطفل وهو المخرج محسن رزق ، وتجربته هي التجربة التي يقال عنها مسرح حقيقي وكنت اتمني لو قدم عرض جديد وليس الاقتباس من ديزني ” .
واشارت أيضا : مسرح الطفل نوع مهم من انواع الأنشطة ، و ان الثقافة الجماهيرية حاليا لا تسمح بمسرح طفل كلاسيك ويحتاج الي محبين لمسرح الطفل في جميع التخصصات ، وللأسف المؤلف اكثر مشاكله انه أوقات يكون مدرس ، وأوقات اخري يكون واعظ ولكن مسرح الطفل لايحتمل مثل هذه المواعظ ، وأصبح الجمهور يتعامل مع المسرح وكأنه دراسة تعليمية ودينية وليست فن ، وللأسف مؤلف الأطفال في مصر مكسور ظهره والمجتمع ينظر لعمل الأطفال وكأنه دروس ومواعظ ودين وسياسة وليس فن ولذلك يتم احباط كتاب الطفل المبدعين .
واضافت المعدول قائلة : ” نحن نطالب بالبعثات الخارجية ونطالب بمخرج مسرح طفل اجنبي يأتي إلينا لنتعلم جيدا من أخطاؤه قبل معلوماته لأنهم اكثر احترافا ، وللأسف يؤسفني ان أقول انه لايوجد لدينا مسرح للطفل جيد ، ولم نستطيع حتي الآن ان نرسي قواعد العمل مع الطفل لأنه يتطلب الحب والشغف والاندماج والاستمتاع، وهو ما ينطبق أيضا على الكتابة للطفل التي تتطلب من الكاتب قدرا كبيرا من الحب والشغف والمتعة ” ، مؤكدا انه برغم تعدد وتنوع الوسائل الفنية الحديثة، والبرامج التليفزيونية وعالم الإنترنت الفسيح الذي يقدم لأطفال العالم كل يوم الكثير والكثير إلا أنه سيظل فن المسرح هو الفن الراسخ والقابع علي الأرض ومؤثرا في الطفل، وان المسرح هو أهم فن تفاعلي حقيقي ومؤثر عرفته البشرية قبل كل النظريات الحديثة .
وقالت فاطمة المعدول أيضا : مسرح الطفل يعني في الأساس المسرح الكلاسيكي التقليدي الذي يقدم على المسارح الايطالية فى الكيانات المسرحية للمحترفين ، مثل: البيت الفني للمسرح أو في بعض قصور الثقافة، وبالرغم من أنه رافد هام وضروري، بل هو المكون الأساسي الذي تنبثق منه كل الأشكال المسرحية الأخرى التى تمارس مع الأطفال، والتى مازلنا نعمل على انتشارها وترسيخها مثل المسرح البسيط أو المسرح كنوع من اللعب ، أو التجارب والورش المسرحية وبالطبع المسرح المدرسي أو مسرحة المناهج إلا أن هذه الأشكال المسرحية في جوهرها لا تقل أهمية عن المسرح الكلاسيكي الذي يقدمه فنانون محترفون، بل هي أشكال في الحقيقة صيغ موازية وليست بديلة، وتعتبر من أنجح الوسائل للعمل في المدارس والنوادي وقصور الثقافة ومراكز الشباب، وكذلك مع الأطفال المهمشين والاطفال ذي الاعاقات المختلفة ومع الفئات المتضررة والمهمشة والفقيرة فى المجتمع والكوارث الطبيعيه، كما أنها هامة للدمج فى المجتمع الواحد بين المختلفين في الدين أو الجنس أو المستوي الاجتماعي أو اللون ، ويعتبر المسرح وسيلة تواصل ناجحة وعظيمة من وسائل المشاركة في المجتمع الواحد أو المجتمعات المختلفة.
حضر الندوة الناقد جرجس شكري، عضو اللجنة العليا والدكتورة عايدة علام الاستاذ بآداب حلوان ، والمخرج محمد نور الدين مدير مسرح العرائس والناقدة عبلة الرويني والمخرجة عبير علي والأستاذة بكلية الآداب قسم المسرح د.ايمان عز الدين ، وعدد من رواد المهرجان ووسائل الإعلام .