خطيب الحرم المكي: أهم دروس الحج تحقيق التوحيد لله
أدى المسلمون صباح اليوم الثلاثاء في المسجد الحرام صلاة عيد الأضحى المبارك، يتقدمهم الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، حيث أمّ المصلين إمام وخطيب المسجد الحرام عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور بندر بن عبدالعزيز بليلة.
وقال إمام المسجد الحرام – خلال خطبة عيد الأضحى التي أوردتها وكالة الأنباء السعودية – إن أهَمَّ دُروسِ الحجِ وفوائِدِه، وأطيبَ ثمارِه وعوائدِه: تحقيقَ التوحيدِ وتجريدَه لله، إنه تجسيدٌ صِادقٌ حقّ، لكلمة الهدى والحقْ (لا إله إلا الله).. مشيرا إلى أن أعمالَ الحجِّ ووظائفَه لتُحيي في حَواشي النفس مِن بَواعثِ الانقياد لله تعالى ما رَكَد، وتُوقِظُ فيها من أسباب الذُلِّ والإذعان للخالق ما رَقَد، فاللَّهَجُ بالتلبية إعلانٌ بحقِّ الله في التوحيدِ، ونفيٌ للشريكِ له والنَّدِيد، وصَدْحٌ باستحقاقِه وحدهُ سبحانهُ الحمدَ على نِعَمِه، والشُّكرَ على قِسَمِه.
وأضاف: “إذا بَلَغَ الحاجُّ البيتَ الحرامَ ورأى الكعبةَ، ارتسم في ذهنه بانيها إبراهيمُ عليه السلام إمامُ الحُنفاء.. ثم يبتدئُ طوافَه بالبيتِ بذكر اسمِ الله، طوافٌ بأمْرِ اللهِ.. إنه من شعائره، ومن الأنساك التي أوجبَها الله على عباده، لإقامة ذكرِه قولًا وعملا، وذاك أبلغُ دلائل التوحيد”.
وأوضح أن أولُ أعمالِ هذا اليوم للحجيج، أن يقصدَ الحاجُّ مِنى، فيرميَ جمرةَ العقبة بسَبعِ حَصَيات مُتعاقبات، يكبِّرُ مع كلِّ حصاة، ثم يذبح الهديَ إن كان مُتمتعًا أو قارنا، ثم يحلِقُ رأسَه أو يُقصِّره، وبهذا حلَّ التحلُّلَ الأول، ويُباح له ما كان ممنوعًا منه إلا النساء، ثم ينزلُ مكةَ فيطوفُ طوافَ الإفاضة؛ لقول الله تعالى (وليطوفوا بالبيت العتيق) ويسعى بعده سعيَ الحج، ولو قَدَّمَ بعضَ هذه الأعمالِ على بعضها فلا حرج عليه؛ ثم يرجعُ إلى منى فيبيتُ بها لياليَ أيامِ التشريق، ويرمي الجمراتِ الثلاث، كلُّ جمرة بسبعِ حَصَيات متعاقبات، يكبِّرُ مع كلِّ حصاة، فإذا فَرَغَ من رمي الجمرة الأولى والثانية استقبل القبلةَ ودعا بما أَحَب ولْيُكثِرِ الحاجُّ من ذكر الله تعالى.
وأردف الدكتور بليلة أنَّ يومَكم هذا يومٌ عظيم، وجُزء زَمَني كريم، إنه يومُ النحر، يوم الحج الأكبر إنه يومُ إعلانِ التوحيد، والبراءةِ من الشرك والتنديد.
وأفاد إمام المسجد الحرام بأن أعظمَ الأعمالِ عند اللهِ في هذا اليوم وأيامِ التشريقِ ذبحَ الأضاحي.. وعلى المضحي أن يُخلص نيَّته في أضحيته ولا تكون إلا من بهيمة الأنعام، يُضحي بها مَن كان مُقتدرا، ولا بد أن تكون سليمةً من العيوب التي تمنعُ الإجزاء، وكلما كانت الأضحيةُ أكملَ في صفاتِها فهي أفضل، ووقتُ الأضحية الذي لا تجوز في غيره يبدأ بعد صلاة العيد، وينتهي بغروب شمسِ يومِ الثالثَ عشرَ من ذي الحجة، آخرِ أيامِ التشريقِ التي نُهيَ عن صومها، ومن السنة أن يأكلَ المرءُ ثُلُثَ أضحيته، ويُهديَ ثُلثا، ويتصدق َبالثلث الباقي.