قلم الأدباء

فجأة

 

 

 

فَجِأَةً وَأَنَا أَتَجَوَّلٌ فيِ الشَّارِعٍ

ظِلِّيَ المُتَرَاءِ كَمَثَلِ شَجَرَةٍ جَافَةٍ فيِ الصَّحْرَاءِ

فَجْأَةً أُلْقِي بِنَظْرَةٍ مِلْؤُهَا الرُّعُبُ إِلى الظَّلَام

صُرَاخِي المُتَكَرِر لِطَلَبِ النَّجْدَة تَبَدِّدَ فيِ بِدَايَةِ الليلِ

الغُيُومُ والغَبَاشُ بَلُفَّانِ النُّجُومَ والقَمَر,

رِيَاحُ الشَّهِيلٍي تَجْرِفُ الصَّحْرَاءَ المُتَوَحِشَة.

فَجْأَةً اَسْتَمِعُ إِلى العَنْدَلِيبِ وهُو يُغَنْيِ في الليل

مَجْمُوعَةُ اَغَانِيَ خَلَّابَةٌ تَرْتَفِعُ بِإتِّجَاهِ الغُيُومِ التي فِي السَّمَاء,

تَنْزِلُ مِثْلَ وِعَاءِ مِن زَنَابِق المَاءِ المُزْهِرة,

يِتِلَّاتٍ بَيضَاءٍ صَافِيَةٍ تُلْغِي ضِلاَلَ الليل

فَجْأَةً اَبْحَثُ عَنْكِ مِن خِلَالِ ذَلِكَ الضَّبَابِ الْكَثِيف ـــــــ

هَلْ يُعْقَلْ أَنْ تَكَونَ هُنَاكَ سَعَادَةً أَكْبَرُ مِن مُلَاقَاتِكِ مُجَدَدًا

فيِ لَيْلَةٍ رَبيعِيةٍ؟

 

 

 

 

زهاو ليهونغ – الصين (1952)

ترجمة للعربية: عبد القادر كشيدة

من مجموعة ” قارب بإتجاه السماء”، ساوث ورد ايديشن (Southwordeditions).

ITHACA 691 arabic Once Zhao Lihong China 29.6.2018 (1)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى