“جمعة” من نواكشوط: اشادة بالغة بدور مصر الريادي في الفكر والثقافة
أدار الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، حوارا مفتوحا مع نخبة كبيرة من كبار الكتاب والمثقفين وأساتذة الجامعة وكبار الشعراء الموريتانيين على رأسهم رئيس اتحاد الكتاب الموريتانيين، بحضور السفير أحمد سلامة سفير مصر فى موريتانيا، والقنصل عمرو فرحات وطاقم السفارة المصرية بنواكشوط، والدكتور أشرف العزازى المشرف على المركز الثقافى المصرى بنواكشوط، وحضور إعلامى موريتانى واسع.
كان اللقاء تحت عنوان: “خطورة الفكر المتطرف وحتمية المواجهة .. معًا في مواجهة التطرف “، وخلال اللقاء تحدث د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف عن ظاهرة التطرف الفكري الجذور والأسباب وسبل المواجهة ، كما تحدث عن مخاطر التدين الشكلي والتدين السياسي ، وعن أهمية فقه المقاصد ، وعدم الجمود عند ظواهر بعض النصوص ، مؤكدا أن مصالح الأوطان من صميم مقاصد الأديان ، وأن كل ما يقوم على البناء والتعمير يتسق مع صحيح الإسلام ، وأن كل من يدعو إلى الهدم والتخريب أو يقوم به فلا علاقة له بالأديان ، بل إنه يناقض الدين والوطنية والقيم الإنسانية.
وقال: يجب علينا أن نصحح المفاهيم الخاطئة التي حاولت الجماعات المتطرفة أن ترسخ لها، فالنهضة الحقيقية والصحوة الحقيقية هي التي تقوم على تقدم الأمم العلمي والصناعي والاقتصادي ، فلن يحترم الناس ديننا ما لم نتفوق في أمور دنيانا، فإن تفوقنا في أمور دنيانا احترم الناس ديننا ودنيانا، فيجب أن تسبق دعوتنا بالحال دعوتنا بالمقال، ونرسخ لمنظومة القيم والأخلاق النبيلة، وأن نسترد الخطاب الديني والدعوي من مختطفيه من الجماعات المتطرفة، وألا نمكن لأى من عناصرها في العمل الدعوي أو الثقافي أو التربوي ، وأن نأخذ بكل قوة على أيدي الخونة والعملاء ، فلم تسقط دولة عبر التاريخ إلا كانت العمالة والخيانة أحد أهم أسباب سقوطها .
كما تحدث عن أهمية الوطن والدولة الوطنية والاصطفاف خلف مؤسسات الدولة الوطنية وقواتها المسلحة وشرطتها في هذه المرحلة الفارقة من تاريخ دولنا ومنطقتنا ، مبرزا أن الشهادة في سبيل الوطن من أعلى درجات الشهادة في سبيل الله “عز وجل” ، محذرا من الوقوع في فخاخ حروب الجيل الرابع والجيل الخامس ، ومواقع وكتائب الجماعات الإرهابية والمتطرفة .
من جانبهم أشاد المشاركون بموضوع المحاضرة وبدور مصر الريادي في نشر الفكر الوسطي المستنير مؤكدين على دور مصر المحوري في أمتها العربية والإسلامية ، حيث قال أحد كبار المثقفين الحاضرين : إذا مرضت مصر القلب فإن الأطراف قد تموت ، مثمنين دور مصر الريادي في أمتيها العربية والإسلامية ودور المركز الثقافي المصري في نواكشوط في نشر الثقافة الرشيدة ، وأنشد أحد كبار الشعراء الموريتانيين قصيدة في حب ومدح مصر والإشادة بحضارتها وعبقها الديني ، مطالبين بتكرار تلك الندوات والمحاضرات الهامة على هذا المستوى الرفيع ، في حين أثنى جميع المتداخلين على موضوع المحاضرة وعمقها وسلاسة عرضها وأسلوبها ، وقد أهدى وزير الأوقاف المركز الثقافي المصري نسخًا من بعض مؤلفاته التي تتصل بموضوع المحاضرة لتكون بين يدي من أراد أن يطلع عليها من الحاضرين ومن غيرهم .