المجتمع

لصوص ولكن.. (الحلقة الثانية)

قلم / د. شيرين جودة نصر

موعدنا اليوم مع الحلقة الثانية من مقال لصوص ولكن … والذى بدأنا فيه بالتعريف باللصوص الثلاثة والذين يقومون بنوع غريب من السرقة ليست كالسرقات المعهودة من مال أو ممتلكات لكن سرقة ما هو أهم من المال والذى من الصعب تعويضه.

وقد تعرضنا فى المقال السابق لأول نوع من اللصوص وهم : لصوص الأحلام

واليوم نستكمل حديثنا عن هؤلاء اللصوص ونتعرف على النوع الثاني منهم وهم : لصوص الطاقة

من هم لصوص الطاقة؟

لصوص الطاقة هم أشخاص نقابلهم ونتعامل معهم كل يوم، لا تشك لحظة واحدة انهم لصوص فهم قد يكونوا من المقربين لك كأحد افراد عائلتك أو صديقك أو زميلك فى العمل أو حتى شخص عادى تقابله لأول مرة فيقوم لص الطاقة بمهمته الاحترافية وهى الحصول على طاقتك الإيجابية واستبدالها بطاقة سلبية دون ان تشعر.

والإنسان بطبيعته يحمل بداخله نوعين من الطاقة : طاقة إيجابية وطاقة سلبية يتعامل بهما من خلال الموقف، فالطاقة الإيجابية تحمل بداخلها الحب والسلام والتفاؤل والرغبة فى الإنجاز والتفوق أما الطاقة السلبية فتحمل بداخلها الكراهية والحزن والسلبية والتشاؤم والتي من شأنها تؤدى إلى الشعور بالتشويش والإحباط وعدم الاستقرار.

كيف نعرف لصوص الطاقة:

هناك صفات مميزة نتعرف بها على لص الطاقة بحسب خبراء علم الطاقة الحيوية وهى:

1-         أنه دائماً يجعلك فى حالة خوف منه وقلق مستمر خاصة اذا ارتبط الأمر بإجراء استجواب أو مناقشة.

2-         يقوم دائماً باستعطافك ويحملك مسئولية ظروفه القاسية وأن عليك الاهتمام به بشكل دائم.

3-         إذا ارتكب خطأ فى حقك تراه يتظاهر بالضعف والبكاء ليستجدي تعاطفك ويشعرك بالذنب حتى يجبرك على أن تعتذر له انت رغم انه هو من أخطأ فى حقك.

4-         يتعامل معك بغموض مما يجعلك تفكر فيه باستمرار وتشغل نفسك بتحليل تصرفاته وهذا قطعاً يسرق طاقتك.

5-         يجعلك دائماً تشعر انك متهم وعليك أن تدافع عن نفسك وعن أرائك ، تجده كذلك يرصد تحركاتك ويتصيد لك الأخطاء وعندما يتكلم يحكى ما بداخله ولا يعطى فرصة لسماع أحد غيره.

6-         يتدخل فى شئون حياتك بشكل مستمر ويتحكم فى حياتك تحت مسمى الخوف والحب.

7-         كثير الإلحاح .

8-         كثير الشكوى تجده يندب حظه باستمرار ليشعرك أنه البائس الوحيد على سطح الكرة الأرضية.

9-         يُحمل الآخرين مسئولية أخطائه ويتعامل معهم بتعالي ويفرض قراراته عليهم.

كيف نتعامل مع لصوص الطاقة:

1-         بناء الحدود

عندما يتحدث معك لص الطاقة فهو يكون فى حالة الاستيلاء على طاقتك النفسية لأنه يستحوذ على تفكيرك وتحويل طاقتك الايجابية الى طاقة سلبية لذلك عندما تجده يتحدث معك فى اموره المحبطة السلبية ، عليك القيام بعزل هذه الأمور من دائرة اهتماماتك ووضع حدود لهذا النقاش وذلك بتحويل دفة النقاش من الأمور السلبية إلى الإيجابية والتركيز عليها .

2-         تنظيم الوقت

من المهم جداً أن نعرف أنه نظراً لتواجد لصوص الطاقة حولنا باستمرار وان منهم من لا نستطيع طردهم من حياتنا لأنهم قد يكونون من الأهل أو الأقارب أو زملاء العمل فإننا بتواجدنا معهم باستمرار وتركهم يقومون بإحباطنا ونشر سلبياتهم حولنا نقوم بذلك بمساعدتهم على سلب طاقتنا الايجابية وتدميرها. ولمعالجة هذا الأمر وجب علينا عمل تنظيم للوقت الذى نقضيه معهم حتى لا نصاب بعدوى من فيروس السلبية الذى يقومون بنشره فى اجوائنا وحتى لا نقع فريسة لأفكارهم المسمومة المدمرة.

3-         بناء حائط صد

لأنهم كثيرو الشكوى ، كثيرو الإحباط ، حديثهم دائماً محبط وسلبى فلا تدع كلامهم يتجاوز حدود اذنيك حتى لا يتسلل الى قلبك فتصيبك عدوى احباطهم ، أقم حائط صد امام اذنك حتى لا يمر من خلاله كلامهم.

4-         غير الموضوع

لا تعطهم فرصة الاسترسال فى الحديث لأنه دون شك حديث سلبى محبط بل على العكس حول دفة الحديث وتكلم عن امور ايجابية تجبرهم على الخوض فى الحديث فيها . كن مرحاً متفائلاً حتى تجعلهم يسيرون على نهجك ويتحولون من أشخاص سلبيين إلى إيجابيين.

5-         دعهم وشأنهم

لأنهم أحياناً يكونون من المقربين فقد تحاول تغييرهم حتى يتخلوا عن سلبياتهم ويتحولوا إلى اشخاص إيجابيين ، لكنهم للأسف فى كثير من الأحيان يقومون بمقاومة هذا التغيير ، لذلك لا تجهد نفسك فى هذه المحاولة لأنك بهذه الطريقة تكون مثل من يضرب رأسه فى حائط خرساني كذلك اعلم ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

6-         الكارت الأحمر

عندما يكون بحياتك شخص محبط يؤثر على حياتك فلابد من أخذ قرار حاسم بشأنه إما برحيله نهائياً من حياتك أو الابتعاد عنه أو تنظيم علاقتك به خاصة ان كان من الأهل والاقارب الذين لهم علينا حق صلة الرحم والذين لا انصح ابداً من قطع علاقاتنا بهم لأن وصلهم طاعة لله عز وجل لكن فقط ننظم زيارتنا لهم ونستخدم الطرق الإيجابية فى التعامل معهم .

ولكن اذا كان هذا الشخص يمكن الاستغناء عنه حتى وإن كان لنا به صداقة قديمة من الصعب انهائها فاذا استطعت أن تنجو بنفسك من هذه العلاقة فافعل واعلم انك لم تخسر لكنك ستكسب نفسك وصحتك وسعادتك.

وإلى اللقاء فى المقال القادم بإذن الله لنستكمل معاً حديثنا عن ( لصوص ولكن ….).

                                                                                    د/ شيرين جودة نصر

                                                                        استشاري تنمية ذاتية وعلاقات أسرية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى