سكت الليل.. وفي صمته تنطلق الآهات؛ بعضها من اللوعة وأكثرها من العذابات.
وما أكثر عذابات الذكرى..
لم أتوقع يوماً أن تتحول أجمل أيام حياتي إلى أكثر ذكرياتي ألماً.
أتذكر يوم التقينا.. كيف كانت خطواتي تصارع الطريق لتصل إلى لقاء طال انتظاره..
فلأهدأ قليلاً.. حتى لا ينفضح أمري وتتحدث عني مشاعري قبل لساني..
نعم يجب أن أحجم لهفتي..
آه.. كم أشتاق إليه؛ ترى أيشتاق إليّ؟
ويحي.. أنا أعرف مقدار حبه لي.
– أهلا.. هل انتظرت كثيراً؟
– نعم.
– عذراً
– لا داعي للاعتذار، فأنا من حملني شوقي قبل الموعد.. قد أستطيع إخبارك كم انتظرت.. ولكن كيف لي أن أخبرك كم اشتقت.. دعي مشاعري تحدثكِ.
يا إلهي.. كلماته نسفت خزائن ثباتي وأرهقت إرادتي.. فلم أعد قادرة سوى على التجاوب مع مشاعره العاصفة.
لا أتذكر كثيراً من حديثنا، ولكنني أتذكر اختراقنا عنان السماء دون أن نتحرك.
تعددت لقاءاتنا.. تجاذبنا وتناغمنا.. و.. و.. واكتملنا.
ومرت الأيام سريعة كالعاصفة الممتلئة بالسعادة والشغف.
أحببته إجمالاً وتفصيلاً.. تدقيقاً وتغافلاً.
أنا اللا منتمية.. لا شيء أنتمي إليه.
أصبحت حياتنا معاً لقاء طويل ينتهي ليتصل.
كنت كفراشة طائرة تنعم بالألوان والزهور.. إلى أن احترقت بين ذراعيه.. ودنست علاقتنا.
لم يتسرب سوء الظن إلى قلبي إلى أن بات واقع الأمر.
يا ويلتى.. أين ذهبت؟ أحلامنا.. مستقبلنا!!
ذهب كل شيء مع براءتي بلا رجعة.. تاركاً عاراً أتجرع مرارته وحدي..
“الحب نعمة.. ونعم الله لا تأتي بالمعاصي”.
لروحكم السعادة
همسات عاشق
فاتن خطاب
