المجتمع

محمد عبدالمجيد يكتب .. “صلاة الليْلِ”

 صلاة نافلة هجرها الكثير رغم مالها من فضائل ولا يوفق اليها إلا من هداه الله

سئل الحسن البصري: ما بال المتهجدين بالليل، من أحسن الناس وجوها؟ قال: لأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم من نوره.

ولصلاة الليل فضائل يغفل عنها الكثير

الفضيلة الأولى

(تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)

مدح الله المصلين بالليل بأنهم لا ينامون الكثير من الليل تاركين مضاجعهم للدعاء اليه خائفين طامعين فى كرمه ويبشرهم الله بما أعد لهم في الأخرة

الفضيلة الثانية

(إِنَّ المُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آَخِذِينَ مَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ)

وصفهم الله لعملهم بأنهم متقين وأن لهم في الأخرة جنات وعيون وسوف يمنحهم الله من كرمه لأنهم كانوا محسنين فماذا فعلو يا رب كي ينالوا هذا الفضل فيقول سبحانه (كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)

الفضيلة الثالثة

أنَّهم لا يستوون عند الله، نعم لا يستوون عند الله كما قال الله جلَّ وعلا: (أَمْ مَّنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ)

الفضيلة الرابعة

جاء في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال صلى الله عليه وسلم: “أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل” -أي المقصود في التطوُّعات- ما هو السرُّ، وما هو السبب أنَّ صلاة الليل أفضل من صلاة النهار

قال الحافظ ابن رجب الحنبلي -رحمه الله تعالى- لثلاثة أمور:

أولاً: لأنَّ فيها الإسرار فهي أقرب إلى الإخلاص، إذا أردت الإخلاص، إذا أردت أن تقوِّي إخلاصك لله عزَّ وجلَّ فعليك بقيام الليل، فقيام الليل لا أحد يعلم عنك، لا أحد يدري عنك، أقرب الناس إليك لا يدري عنك، إذن هي أقرب إلى الإخلاص.

 ثانيًا: قال: ولأنَّ صلاة الليل فيها مشقَّة، فيها مشقَّة على النفوس؛ لأنَّ الإنسان يقوم من فراشه الدافئ الجميل ويقوم بين يدي الله سبحانه وتعالى، فهذا فيه مشقَّة، فيه تعب، فيه معاناة، بينك وبين نفسك وبين شيطانك.

ثالثًا: قال: لأنَّ صلاة الليل القراءة فيها أقرب إلى التدبُّر والتفكُّر والخشوع؛ لأنَّ الإنسان بينه وبين الله سبحانه وتعالى فهو تجده يتأمَّل ما يقرأ.

الفضيلة الخامسة

صلاة الليل من الأسباب التى قال عنها الرسول صلى الله عليه وسلم لدخول الجنة ، روى الإمام الترمذي -رحمه الله تعالى- في سننه من حديث عبد الله بن سلام قال صلى الله عليه وسلم: “أطعموا الطعام، وصِلُوا الأرحام، وصَلُّوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام”

الفضيلة السادسة

قال النبي صلى الله عليه وسلم: “واعلم أنَّ شرف المؤمن قيامه بالليل” رواه الطبراني، فصرَّح النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ قيام الليل شرف المؤمن؛ لأنَّ فيه دليل على قوَّة إخلاصه، دليل على قوَّة ثقته بالله، دليلٌ على قوَّة إيمانه، فالله عزَّ وجلَّ يرفعه ويعلي من مكانته ومنزلته عند الله سبحانه وتعالى، ولهذا سُئل الإمام الحسن البصري -رحمه الله تعالى-: ما بال المتهجِّدين -الذين يصلُّون بالليل- وجوههم فيها النور، فيها الضياء؟ فقال الإمام -رحمه الله-: لأنَّهم خلوا بالرحمن فأعطاهم من نوره.

الفضيلة السابعة

ينزل الله إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل، هذا الوقت الإلهي قال صلى الله عليه وسلم: “ينزل ربُّنا إلى السماء الدنيا كلَّ ليلة في الثلث الأخير من الليل فيقول: “هل من داعٍ فأستجيب له، هل من سائلٍ فأعطيه، هل من مستغفرٍ فأغفر له” الله أكبر! يا لها من لحظات مباركة، الله عزَّ وجلَّ وهو الغنيُّ عنَّا ونحن الفقراء إليه، الله عزَّ وجلَّ ينادي عباده: “هل من مستغفرٍ فأغفر له، هل من سائلٍ فأعطيه”،

اللهم أغفر لنا يا رب وتقبل عملنا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى