دنيا و دين

نجلاء نادر تكتب .. “ابني مدمن مخدرات…”

إن الإدمان أخطر أنواع المهدئات بالحياة، وأنه من الممكن أن يؤدى بصاحبه إلى الموت، وبالفعل قد حدث بعض جرائم القتل والموت من تحت تأثير الإدمان، لذا فأن الادمان مرض لا يتعلق فقط بالمخدرات، وإنما يتعلق بالسلوك والاعتمادية النفسية التي تنشأ عند الشخص عند ممارسة هذا السلوك.

إنه مرض نفسى سلوكي يحتاج إلى علاج الادمان، وليس فقط العلاج الجسدي فى مستشفى علاج ادمان، أو مركز لسحب السموم، إنما هو مرض نفسى اعتمادي يحتاج إلى إعادة تأهيل نفسى وسلوكي للوصول بالمريض إلى مرحلة التغير النفسي السلوكي الذى يحتاجه للتعافي، وأن يعود فردًا منتجًا فى مجتمعه دون أن يتعاطى المخدرات.

ما هو الإدمان؟

هو عبارة عن حالة تم الوصول إليها بعد استعمال المواد المخدرة بصفة دائمة، وأصبح الجسد معتمد عليها اعتماد نفسي و جسدي وذاتي أيضًا.

وكما انه لم يكتفي بهذا القدر فقد، بل بين كل حين وأخر يتم تزويد الجرعة، لكي يحصل على الأثر نفسه مرة أخرى وبصفة مستمرة.

ما هى العوامل التى تؤدى إلى الادمان؟

من عوامل الادمان التى تدفع إلى الوقوع في الإدمان، منها نفسية أو عائلية أو اجتماعية أو اقتصادية وقد تجتمع معاً،:

• عدم الوعي بكيفية استخدام العقاقير والأدوية.

• عدم الوعي بأخطار المخدرات وآثارها السلبية.

• ضعف الوازع الديني.

• التفكك الأسري.

• غياب أحد الأبوين أو كليهما في الواقع أو من حيث تأثيرهما.

• الفراغ.

• تقليد الغير وضعف الشخصية.

• حب الاستطلاع والرغبة في إثبات الذات أمام الغير.

• الرفقاء السوء.

• سفر الشاب وحده دون تحصين ديني أو أخلاقي.

• الاعتقاد الخاطئ بأن الإدمان ملاذ للهروب من الواقع المرير.

• الاعتقاد الخاطئ بأن الإدمان يحسن من الحالة النفسية والمزاج.

• الرغبة بإيذاء النفس لأسباب نفسية واجتماعية.

• الاعتقاد الخاطئ بأن الإدمان يخفف الوحدة والاكتئاب.

هل الإدمان وراثي؟

كشف باحثون من بريطانيا أن هناك 3 جينات في جسم الإنسان هي المسؤولة عن تعاطيه بعض المواد المخدرة التي لا يستطيع أن يقلع عنها أبدا حيث نشر هذا البحث في صحيفة ديلي ميل البريطانية أن الـ 3 جينات تسيطر على عقل الإنسان وتجعله مدمن الحشيش والبانجو فقط والذي من الصعب الإقلاع عنه.

وتمكن فريق بحثي بجامعة ييل الأمريكية أكد خلال بحثه أن هذه الجينات هي المسئولة عن المزاج الخاص بالإنسان فهي من تصيبه بالاكتئاب والشيزوفرينيا تجعله يبحث عن مصدر للسعادة داخل بعض الأعشاب فيلجأ إلى الحشيش والبانجو الذي يعتبران العشبان الأولى في تصدير السعادة حتى أن يصبح مدمن بهما حيث أكد الباحثون أنه تم تجريب هذا على 14 ألف شخصا مؤكدين أن هذه الجينات هي المسئولة أيضا عن تنظيم الكالسيوم بالدم وتنظيف وظائف الجهاز العصبي.

قال باحثون ألمان أن دائما يكون الإدمان مرتبط بالأمراض النفسية التي تجعل الإنسان يبحث عن حل لعلاج أمراضه النفسية والحصول على السعادة الأبدية فيلجأ إلى المواد المخدرة والمهدئة التي تجعله دائما في بداية الأمر سعيدا جدا ثم يقوم بتزويد الجرعات التي تقوده إلى الإدمان وأكد الباحثون أن هناك بعض الأمراض النفسية تكون وراثية والتي تقود الإنسان إلى الإدمان لذلك يعتبر بعض المدمنين يصابون بمرض الإدمان أبا عن جد وهناك العديد من الأسباب التي تجعل الإدمان وراثة ولكن الأمر في البداية يعتبر سببه هو الاكتئاب الذي يطع الإنسان على بداية طريق الإدمان ويفتح له بابا جديدا من الأمراض التي يعاني منها لفترات طويلة.

دور الأسرة في حماية أبنائها من الإدمان:

يجب علينا كمجتمع أن نحارب الأمراض النفسية التي تسبب الإدمان ويجب على الأسرة أن تحارب الأمراض النفسية دائما فيجب على كل فرد أن  يحيط  نفسه ويقيها من أي اعراض من اعراض الامراض النفسية وان تكون الاسرة دائما داعمة  لكل أفرادها وان يسود الحب والتعاون  بينهم  وأن  يتم  النقاش بصورة دائمة ومتابعة  بعضنا. لا ريب أنه كلما كانت الأسرة  حانية على افرادها غير طاردة لهم – أي أسرة متماسكة مرنة تسمح لأفرادها بالتعبير عن أنفسهم دون خوف كان لذلك مردود طيب على افرادها ويصب في خانة الصحة النفسية لهم وعلى النقيض .. إذا كانت الأسرة مفككة بسبب الطلاق أو الانفصال الواقعة بين الابوين كلما كان ذلك ضاغطا على أفرادها طاردا لهم بحثا عن شلة مناسبة وانتماء آخر وكذلك الأسرة القاسية أو المحافظة تدفع ابناءها أحيانا إلى التمرد والبحث عن البديل.

نجلاء نادر

باحثة علوم إنسانية

أخصائية تعديل سلوك الأطفال والمراهقين والإرشاد الأسرى و الزواجي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى