دنيا و دين

نجلاء نادر تكتب .. ” المراهقين ووسائل التواصل الاجتماعي”

تُعرف وسائل التواصل الاجتماعي بأنها عبارة عن تلك المواقع التي توجد على شبكة الإنترنت العالمية، ويتم من خلالها تفاعل المستخدمين مع بعضهم البعض وتواصلهم مع أصدقائهم وعائلاتهم أو حتى زملائهم.

واذا كان  لهذه الوسائل بعض الإيجابيات، فإنها كذلك لا تخلو من السلبيات شأنها في ذلك شأن أي شيء آخر في الحياة.

  •  أشارت دراسة أجريت في جامعة ميشيغان أنّ كلّما استخدم المراهقين الفيسبوك أكثر، تراجع لديهم الرضا بالنفس وبحياتهم ككلّ.
  • تشير الدراسات السابقة أن المراهقين الذين يعانون نسبة أكبر من الاكتئاب أصلاً، قد يقضون وقتاً أطول على وسائل التواصل الاجتماعي.
  • عقب وفاة مولي راسل البالغة من العمر 14 عاماً، ثارت مخاوف بشأن المحتوى الذي يروّج لاضطرابات الأكل أو إيذاء الذات.
  • ذكرت “الكليّة الملكيّة لطب الأطفال وصحة الطفل” أنّ الوقت الذي يقضيه المرء أمام الشاشة يمكن أن يكون ضاراً عبر التأثير في النوم أو ممارسة الرياضة أو العلاقات الشخصيّة في العالم الحقيقي.


المشكلات النفسية التى تسببها وسائل التواصل الأجتماعى


 – التنمر الإلكترونى

فهذه الوسائل أوجدت الفرصة لبعض الأشخاص المُجرمين لكي يتمكنوا من كسب ثقة بعض المراهقين ثم مُضايقتهم ودون الكشف عن هويتهم الحقيقية، ونجد أن مواقع التواصُل الاجتماعي سهلت للأشخاص المُحتالة العثور على ضحايا لاحتيالهم، ويُعتبر التنمُر الذي يحدث عبر وسائل التواصل الاجتماعي أمراً ذا تأثير سلبي على المراهقين ، وقد تصل درجة هذا التأثير السلبي إلى المشكلات النفسية وقد يتطور به الأمر إلى الانتحار في بعض الحالات.

  • الإدمان الإلكترونى

إدمان استخدام الوسائل التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت يحدُث عندما يقوم المرهقين  باستخدام هذه المواقع بشكل مُفرط وبصورة تؤثر بشكل سلبي على المهام اليومية التي يقوم بها المراهقين ، ويُعتبر هذا الإدمان مؤثراً على الأشخاص المراهقين، إذ تُشير الدراسات إلى أن المراهقين الذي يُدمنون استخدام الإنترنت يحتلون مراكز مُتقدمة بالإصابة في بعض الأمراض النفسية كالوسواس القهري أو الاكتئاب أو حتى الشعور بالقلق، وغيرها من الأمور السلبية الأُخرى كنقص الانتباه والعُزلة والانطواء .

  • التاثير السلبى على العلاقات الأجتماعية

تؤثر وسائل التواصُل الاجتماعي على تفاعُل المراهقين مع أسرهم و مع بعضهم البعض ومع المحيطين بيهم ومحيطهم الأجتماعى، وذلك من خلال الانشغال باستخدام هذه التكنولوجيا وعدم الرغبة فى  التعامل مع الأشخاص المُحيطين بالمراهق، مما قد يؤدى إلى  الشعور لدى هؤلاء المراهقين  بالزهق  وعدم الرغبة في التعامل مع العالم الخارجى .

– التأثير السلبى على العلاقة الأسرية

تشكل وسائل التواصل الاجتماعي خطراً على الأسرة والمجتمع، حيث تسببت هذه المواقع في حدوث فجوة بين الآباء والمراهقين، كما تسببت في عدم قدرة الآباء على السيطرة على الأبنائهم  وتوجيههم مثل  ذى قبل.

  • الأنعزال عن العالم الواقعى

 يؤدي استخدام وسائل الاتواصل الاجتماعي لفترات طويلة إلى حدوث نوع من الانعزال الشعوري عن المجتمع القريب، والاندماج مع المجتمع الافتراضي. فعلي سبيل المثال نجد بعض المراهقين  يندمجون مع أصدقائهم على الفيس بوك، ويتركون من معهم سواء أكانوا ضيوف أو أصدقاء أو حتى الأهل.

  • التأثير السلبى على المهارات الحياتية

 تتسبب وسائل التواصل الاجتماعي في الانشغال عن القيام بالواجبات المختلفة، سواء أكانت واجبات أسرية، أو وجبات خاصة بالوظيفة أو الدراسة أو ممارسة أى نشاط رياضى أو ثقافى أو مهارى.

  • نشر الفساد والأفكار المشوه

تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي مدخل لنشر الفساد والانحلال بين المراهقين ، وذلك لأنها عبارة عن مجتمع مفتوح، به جميع الثقافات ومن بينها ما يتعلق بترويج ثقافة الانحلال الأخلاقى والفساد و الشذوذ الجنسى والألحاد والأرهاب و العنف .

  • المحتوى الغير مناسب

مواقع  التواصل الاجتماعي تتضمن محتويات لا تناسب المراهقين، وهو أمر في غاية الخطورة، حيث يستطيع المراهق من خلالها التعرف على أشياء لا تناسب مرحلته العمرية.

  • أثار سلبية على الصحة

 يؤدي الأستخدام المفرط للمراهقين لمواقع التواصل الأجتماعى وشبكات الأنترنت بوجهه عام إلى  العديد من المشاكل الجسمانيه   مثل ضعف البصر، والإرهاق، والصداع، بالإضافة إلى تأثيرها على القدرات الاستيعابية للمراهق وتشتت الأنتباه وعدم التركيزو إضطربات النوم ونقص المناعة .

كيفيت مواجهه خطر مواقع التواصل الأجتماعى وسلبياته للمراهقين

  • تنظيم أوقات المراهقين لأستخدام مواقع التواصل الأجتماعى بشكل خاص وشبكات الأنترنت بشكل عام.
  • يجب على الآباء التحدث مع أبنائهم بشكل مباشر عن المحتوى الذي يشاهدونه، والعمل على توجيه الابن عند ملاحظة وجود أي محتوى غير ملائم.
  • شغل اوقات المراهقين بلأنشطة الرياضية والثقافية والمهارية.
  • شجعوا المراهقين  على تخصيص المزيد من الوقت لإجراء تواصل حقيقي وواقعي، وللصداقات والنشاطات في الحياة الواقعية.

– شجعوا ابنائكم  على القيام بهواياتهم الأخرى لتنميتها.

 علمو أبنائكم استغلال مواقع التواصل الأجتماعي لتعزيز التعلّم والتنسيق مع زملائهم في الدراسة وليس تضييع الوقت فحسب.

– راقبوا نشاط أولادكم على الانترنت إن كان ذلك ممكنًا، لحمايتهم من   التأثيرات السلبية.

نجلاء نادر

باحثة علوم إنسانية و أخصائية تعديل سلوك وإرشاد أسرى

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى