وزيرا السياحة والأوقاف ومحافظ القاهرة يفتتحون المرحلة الأولى من مشروع ترميم مسجد الطنبغا المارداني
افتتح الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار والدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف واللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة، اليوم الخميس، المرحلة الأولى من مشروع ترميم مسجد الطنبغا المارداني بشارع باب الوزير بمنطقة الدرب الأحمر، وذلك بحضور الدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الاعلي للاثار و لويس موريال مدير عام مؤسسة الأغاخان و ١٥ من سفراء دول العالم من كل من المملكة العربيةالسعودية و المغرب و الاتحاد الأوروبي و فنلندا ولتوانيا وهولندا واسبانيا والتشيك واستونيا والمجر وبلغاريا ولاتفيا وسلوفانيا وقبرص، كما حضر الافتتاح الدكتور أسامة طلعت رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية والوزير مفوض داليا عبد الفتاح المشرف العام على الادارة العامة للعلاقات الدولية والاتفاقيات والدكتور شريف عريان المدير التنفيذي لمؤسسة الاغاخان في مصر، و عدد من قيادات الوزارة.
وخلال الافتتاح أشاد الدكتور مختار جمعة بالمجهودات التي بذلتها وزارة السياحة والآثار في ترميم المسجد، مثمنا التعاون القائم والمثمر بين الوزارتين، مؤكدا على أن جميع الجهات المعنية بالدولة المصرية تعمل على حفظ التراث الإنساني عامة سواء الاسلامي أو المسيحي أو اليهودي حيث أن الأديان تجمع ولا تفرق وهي رسالتها الأساسية، وأشار إلى أنه سوف تقام غدا شعائر صلاة الجمعة في مسجد الطنبغا المارداني.
فيما وجه لويس موريال الشكر إلى وزير السياحة والآثار على تحمسه لمشروع ترميم المسجد منذ توليه ملف وزارة الاثار وتوقيع بروتوكول التعاون مع مؤسسة الأغاخان للخدمات الثقافية للبدء في مشروع ترميم هذا المسجد الهام، مضيفا أن مؤسسة الآغاخان للثقافة قد ساهمت في هذا المشروع بمبلغ 25 مليون دولار أمريكي بالإضافة إلي 7.5 مليون دولار أمريكي ممنوحة من الهيئات الدولية، بإجمالي 32.5 مليون دولار أمريكي.
وأضاف موريال أن المجموعة الضخمة من المعالم الإسلامية الفريدة في القاهرة التاريخية تعد نقطة جذب مهمة للسياحة التي يمكن أن تسهم في إحياء حي الدرب الأحمر وتعزيز الصناعات والحرف التقليدية به.
وقد كان تحفيز الاقتصاد المحلي وخاصة الأعمال الصغيرة في هذا المجال هو الهدف الأساسي من دعم الاتحاد الأوروبي لهذا المشروع.
وأوضح د. مصطفى وزيري أن المشروع لم يقتصر على ترميم الجانب الشرقي من المسجد فقط وانما شمل تأهيل البنية التحتية السياحية المادية والاجتماعية والاقتصادية التي تسمح للزوار الاستمتاع بالمعالم الأثرية المتميزة في قلب القاهرة، الأمر الذي يساهم في تحقيق التنمية السياحية والاجتماعية والاقتصادية بما يتسق ورؤية مصر ٢٠٣٠، مشيرا إلى أن افتتاح المرحلة الأولى من مشروع ترميم المسجد والذي يعد واحدا من أجمل مساجد القاهرة، هو إضافة أثرية وسياحية جديدة للمنطقة، حيث أنه ثمرة تعاون بين الوزارة ومؤسسة الأغاخان للخدمات الثقافية والاتحاد الأوروبي، فهو واحد من العديد من مشروعات الترميم التي قامت بها الوزارة بالتعاون مع مؤسسة الأغاخان في منطقة الدرب الاحمر، والتي شملت أعمال ترميم العديد من آثار المنطقة.
ومن جانبه، قال العميد هشام سمير مساعد الوزير للمشروعات والمشرف العام على مشروع القاهرة التاريخية أن مشروع ترميم مسجد الطنبغا المارداني يعد أحد المكونات الثلاثة لمشروع شامل يتم تمويلها بمنحة من الاتحاد الأوروبي بعنوان “الوصول إلى التراث الثقافي الإسلامي للقاهرة”، ويهدف المشروع إلى الحفاظ على التراث الثقافي الإسلامي الغني والمادي للقاهرة التاريخية، فضلاً عن الترويج للسياحة الثقافية كمحفز رئيسي للتنمية الاجتماعية والاقتصادية المحلية.
فيما أضاف د. أسامة طلعت رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار أن أعمال ترميم المسجد بدأت في ديسمبر ٢٠١٨، مشيرا إلى أنه تم استخدام أحدث الأساليب العلمية في الترميم وبما يتماشى مع أعلى المستويات الدولية لمعايير الحفظ والسلامة بما يتناسب وأهمية المسجد.
هذا وقد شملت أعمال الترميم التى تمت بالمسجد ترميم الجزء الشرقي منه حيث أعمال الترميم الانشائي، بالإضافة إلي أعمال الترميم الدقيق وتطوير نظم الإضاءة الداخلية والخارجية لكلا من المئذنة والقبة والواجهات الخارجية والصوتيات والتي اشتملت على سماعات ولوحة توزيع الصوت والمشكلات الزجاجية.
واستطرد. طلعت قائلا إن نطاق العمل شمل ظلة القبلة والواجهتين الرئيسيتين والقبة والمئذنة حيث تم ترميم الأسقف الخشبية المزخرفة بالظلة والحجاب الخشبي الفريد المطل على الصحن، بالإضافة إلي ترميم وتنظيف واستكمال الاحجار الحاملة وكسواتها الرخامية بجدار القبلة، و ترميم الأرضيات واستبدال التالف ومعالجة الهابط بها، كما تم كذلك ترميم فوارة الوضوء وأعمال ترميم المدخل الرئيسي للمسجد.
والتي شملت ترميم الزخارف والكتابات والأبواب والأسقف الخشبية والفسيفساء الرخامية متعددة الألوان.
فيما رحب الدكتور شريف عريان بالحضور، معربا عن سعادته بالتعاون بين وزارة السياحة والآثار ومؤسسة الأغاخان وتطلعه إلى تحقيق المزيد من المشروعات في الفترة القادمة.
يذكر أن مسجد الطنبغا المارداني مسجل فى عداد الآثار الإسلامية والقبطية بالقرار الوزاري رقم 10357 لسنة 1951م ، ويقع بشارع باب الوزير بالدرب الأحمر.
شيد فيما بين عامي 739هـ/ 1338م – 740هـ/1340م على يد الأمير الطنبغا بن عبد الله المارداني الساقي أحد أمراء الملك الناصر محمد بن قلاوون.
ويتكون المسجد من صحن مكشوف مستطيل تحيط به أربعة ظلات أكبرها ظلة القبلة التي تتكون من أربعة أروقة والظلات الثلاث الأخرى يتكون كل منها من رواقين، وللمسجد ثلاثة مداخل في الغرب والجنوب والشمال، ويعد المدخل الشمالي هو المدخل الرئيسي وعلى يساره توجد مئذنة مكونة من ثلاث دورات تمثل قمة تطور المآذن من المربع إلى المثمن ثم الدائرة.
هذا ويتميز محراب هذا المسجد بأنه يعد من المحاريب النادرة دقيقة الصنع بين محاريب مساجد القاهرة، حيث كسيت جدرانه بالرخام الدقيق والصدف مكونة زخارف هندسية دقيقة ويعلو المحراب قبة كبيرة ترتكز على ثمانية أعمدة من الجرانيت الأحمر ومقرنصاتها من الخشب الملون. إلى جوار المحراب يوجد منبر من الخشب بحشوات مطعمة بالعاج.