مملكة “تونجا” … أشهر الدول الناجية من جائحة كورونا
فيما تتقلب معدلات الإصابة بفيروس كورونا المستجد حول العالم، فتتناقص ثم تزداد مع كل موجة جديدة وتتأثر بما يمر به الفيروس من طفرات، بعض الدول والمناطق في العالم تنعم بهدوء نسبي، إذ تمكنت من منع دخول الفيروس لأراضيها وانتقاله بين مواطنيها بشكل قطعي.
ومن بين أبرز تلك المناطق مملكة “تونجا” الواقعة في جنوب غرب المحيط الهادئ، والتي تعد أحد أبرز الدول الناجية من براثن الجائحة العالمية.
وعلى الموقع الإلكتروني لوزارة الصحة بمملكة تونجا، تستقبل المتصفح عبارة “تونجا خالية من فيروس كورونا المستجد”، وهو الأمر الذي يؤكده الموقع الرسمي لمنظمة الصحة العالمية كذلك، إذ يوضح أن المملكة الصغيرة خالية من حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا أو الوفيات الناتجة عنه وذلك طوال الفترة ما بين 3 يناير لعام 2020 وحتى الـ 18 من أغسطس للعام الجاري.
وتونجا مملكة صغيرة مكونة من أرخبيل قوامه حوالي 170 جزيرة، 36 منها فقط مأهولة بالسكان وحتى عام 2018 كان عدد سكانها حوالي 103 ألف نسمة، وبالرغم من صغرها تمكنت المملكة الخاضعة للحماية البريطانية سابقاً وعضوة رابطة دول الكومنولث حالياً، من التصدي بفاعلية لهجمات كورونا منذ مارس للعام الماضي، لكنها خلفت عزلة مطبقة أيضاً.
ووفقاً لوزارة الصحة في تونجا، كانت الجزر قد أعلنت حالة الطوارئ في يوم 20 مارس لعام 2020 استجابة لتهديد الفيروس المثير للذعر، ثم أتبعت ذلك بسلسلة من القرارات.
أما عن العالم الخارجي، فاتخذت المملكة حياله أقصى درجات الحذر، حيث أنها أغلقت حدودها أمام الرعايا الأجانب، ومنعت السفن واليخوت القادمة إلى شواطئها من دخول البلاد، ووفقاً لموقع الحكومة البريطانية، يستمر حظر الدخول إلى تونجا حتى يوم 30 من أغسطس الجاري.
وتونجا ليست الوحيدة رغم ذلك، فقائمة الدول والأقاليم والجزر التي تمكنت من صد عدوان كوفيد -19 أو لم تُسجل أي حالات إصابة رسمية على أراضيها تضم 13 موقع آخر حول العالم، أغلبها جزر وأقاليم صغيرة بالمحيط الهادئ وهي: منطقة ساموا الأميريكية، وجزر كوك، و جمهورية كيريباتي، وميكرونيسيا، وناورو، ونييوي، وبالاو، وجزر بيتكيرن، وجزيرة سانت هيلينا، وتوكيلاو، وتوفالو إضافة إلى تركمانستان وكوريا الشمالية، وذلك وفقاً لإحصاء منظمة الصحة العالمية.
إلى جانب تمتعها بغياب كورونا عن أجوائها، فإن تونجا بدأت بالفعل خطواتها الأولى في توفير اللقاحات للمواطنين، ففي مارس الماضي استقبلت 24 ألف جرعة من لقاح أكسفورد أسترازينيكا وفرتها آلية كوفاكس الذي يستهدف ضمانة توزيع اللقاح بشكل عادل حول العالم.
وتلقت سلسلة الجزر كذلك إمدادات طبية وأدوات وقائية في إبريل الماضي من قبل منظمة الصحة العالمية، وذلك في إطار سعي المنظمة لدعم تونجا في مهمة الوقاية من الفيروس.
تقييم خارجي
وبالرغم من ذلك، لا تحظى البلاد بموقع متماثل في قوائم وجهات السفر الآمنة حول العالم، فعلى سبيل المثال يصنفها مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة كمنطقة ذات درجة خطورة غير معروفة، وبالتالي ينصح المواطنين بعدم السفر إليها، معللاً ذلك بقوله: “نظراً لأن الوضع الحالي في تونجا غير معروف، فأن المسافرين حتى ما إذا كانوا حصلوا على اللقاح بشكل كامل فهم معرضون للإصابة بطفرات كوفيد -19 ونشرها”.
أما المملكة المتحدة فتضع جزر تونجا في قائمتها البرتقالية، وبالتالي يتعين على العائد من تونجا إلى المملكة المتحدة إجراء فحص PCR قبل السفر بـ3 أيام، ثم إجرائه مرة أخرى بعد الوصول مع ملئ استمارة لتحديد موقع المُسافر وذلك عبر الإنترنت قبل الوصول.
عزلة إجبارية
وقد يعتبر البعض أن الإقامة في تونجا مثالية بعيداً عن ضجيج الفيروس القاتل، إلا أن أحد العالقين في تونجا يرى الأمر أكثر قتامة، وهى الشابة البريطانية زوي ستيفنز التي هبطت مع طائرتها في المملكة بنية قضاء عطلة نهاية الأسبوع لكنها لم تحلق مُجدد إلى اليوم بعد مرور 18 شهراً وفقاً لتقرير أعده موقع CNN.
فبعد تفشي الجائحة عجزت زوي عن العودة للصين حيث تقطن، كما انتابتها المخاوف من العودة للمملكة المتحدة كذلك، فظلت حبيسة جزيرة المحيط الهادئ، تعاني من العزلة الإجبارية بعيداً عن العائلة والأصدقاء كما أنها فقدت جدتها نتيجة الإصابة بالفيروس لكنها لم تتمكن من العودة لوداعها وفقاً لتصريحاتها الصحافية.
وتحدثت الشابة عن صعوبة الموقف قائلة: “أنا معتادة على السفر بعيداً عن المملكة المتحدة ولكن متابعة الأمر عن بعد سبب لي عزلة مضاعفة