هند هيكل تكتب : إنياجرام الشخصية-المُساعد
تحدثت فى المقالة السابقة عن النمط الأول من الإنياجرام، شخصية “المُصلح” وتعد نظرية الإنياجرام من أفضل النظريات فى دراسة الشخصيات ومعرفة أسرارها وطرق علاجها، والتى تقسم البشر إلى تسعة شخصيات، لكل شخصية اتجاه معين، وطريقة تفكير وطباع معينة تميزها عن غيرها من الصفات، ليدرك كل منا نقاط القوة الكامنة لديه ليسعى فى تطويرها، ونقاط ضعفه ليسعى فى تقويتها والتعايش معها، وإمكانية العمل عليها أيضًا والتى تسمح لنا أيضًا بالتوصل إلى فهم الآخرين بشكل أفضل وإلى اكتشاف بدائل لطريقة تصرفاتنا وسلوكايتنا الحالية.
والإنياجرام بها 3 مراكز، مركز العقل، ومركز القلب، ومركز الجسد، ومن الشخصيات التى توجد فى مركز القلب والعاطفة هى شخصية “المُساعد” وأصحاب هذه الشخصية يتميزون بالعاِطفة الصادقة والإخلاص ودفئ القلب فهو شخصية تتصف بالود والكرم والسخاء، تضحي بذاتها من أجل الآخرين، محب للغير ويستمتع بمساعدتهم، ولديه دافع قوى لكي يكون دومًا قريبًا من الآخرين، حنون، طيب القلب، حسن النية، حساس تجاه النقد، شخصية المُساعد-المعطى-الممكن للآخرين، وهو الجزء الذي يجعل هذا الشخص يريد أن يكون محبوب وملبي لاحتياجات الآخرين، ويحاول أن يكون منسق للأشخاص والأحداث المختلفة، ولديه حدس عالى لفهم احتياجات الآخرين، لديه تساؤل دائم هل أنا محبوب من قبل الآخرين؟
شخصية “المُساعد” هى شخصية صادقة تتفانى في مساعدة الآخرين تحب التداخل معهم للإحساس دائما أن الآخرين بحاجه إليهم تتلخص مشاكلهم في حب التملك وصعوبة التعبيرعن احتياجاتهم، ولكنه أيضًا شخصية إنفعالية، ويتملق الآخرين ويسعى إلى إرضائهم، يتميز أصحاب هذه الشخصية في أفضل الحالات: بعدم الأنانية والإيثار والحب المخلص الغير مشروط لمن حولهم، لديه مشاكل في حب التملك، ولكن يمكن أن ينزلق إلى فعل أي شئ للآخرين بغرض أن يكون شخصية مرغوب فيها ولديه مشاكل عادة فى حب التملك ونسيان تلبية احتياجاته الشخصية، وفى أفضل حالته يكون شخصًا معطاءًا شديد الكرم، ويتصف بالإيثار، ويحب الآخرين بغير مصلحة من وراء ذلك.
يقول صاحب هذه الشخصية عن نفسه : أستمتع كثيرًا بمساعدة الآخرين، وأحب أن بقدرني الناس حين أساعدهم، وأشعر بالسعادة حينما أرى الآخرين ينجحون، وخدمة الناس هى مفتاح النجاح، وإن من أقوى ما أملك قدرتى على ما يحتاجه الآخرون دون أن يبوحوا بذلك، حتى مع الأشخاص الذين ربما لا أعرفهم، تلك القدرة التى أملكها تشبه بُرجًا هوائيًا يستطيع أن يقرأ احتياجات ورغبات الآخرين حتى قبل أن يقوموا بها، وأنظر إلى نفسى على أننى شخص حنون، وودود، ومتصف بالكرم والسخاء، والعلاقات الاجتماعية الجيدة مهمة جدا بالنسبة لى وأعمل دومًا على تطويرها إلى الأفضل، ومن الصعب على أن أرفض مساعدة الآخرين، وذلك يجعلنى أحيانًا أنسى احتياجاتى الشخصية، وأحب أن يقدرني الآخرون للجهود التي أفعلها من أجلهم.
الشخص المُساعد لديه ثلاث قيم ظاهرة فى شخصيته هم قيمة العناية، الود، والكرم وهذا يقيم عليه الآخرين ونفسه، شخص معطاء لمن يعرفه ولمن لا يعرفه، نظرته للعالم تتلخص فى ” هناك أشخاص تحتاج للمساعدة وأنه مخلوق من أجل هؤلاء ومن أجل تحقيق احتياجاتهم، لديه رغبة أساسية أن يكون محبوب، كلمة شكرًا بالنسبة له تمثل شئ عظيم وكلمة بحبك “رهيبة” ولها أثر كبير داخل نفسه، شخص يقدم الدعم والنصيحة فهو منفتح بالرغم من اعتقاده بأن الآخرين يعتمدوا عليه، ولكن فى الحقيقة هو من يعتمد عليهم فهو شخص اعتمادى على الآخرين، لديه قدرة كبيرة على يد مد العون للآخرين، يركز على الآخرين أكثر من تركيزه على نفسه.
الخوف الأساسي لدى شخصية المُساعد أن يكون شخصية غير مرغوب فيها لا تستحق الحب، إيجابياته تتمثل في الرعاية ومشاركة الآخرين مشاعرهم، وسلبياته تتمثل في خداع النفس والمراوغة والإفراط في خدمة الآخرين، والانخراط الشديد فى حياة الآخرين، والحساسية الشديدة، الكبرياء، والإنفعال، كثرة المجاملات والإطراء للآخرين، وحينما يتمحور حول ذاته نجده يمثل صورة كاذبة من كونه سخيًا وغير أنانى ولا يريد مصلحة لنفسه، والرغبة الأساسية: أن يشعر بأنه شخص محبوب من قبل الاخرين، من أكبر التحديات التى تواجه شخصية المُساعد أصحاب مركز القلب والعاطفة هى قدرتهم على مواجهة مخاوفهم الكامنة فى الشعور بعدم القيمة وإمكانية أن يكونوا مرفوضين فى المجتمع المحيط بهم، الوجه الاخر للشخصية مع الجناح واحد : “خدمة الآخرين”، والجناح ثلاثة: “مضياف”، وعندما تتعرض الشخصية للضغوط والتوتر تصبح هذه الشخصية عدوانية متسلطة متل النمط ثمانيه بينما عندما تتعرض هذه الشخصية الفخورة بنفسها للتكامل والتطور تصبح أكثر اهتماما بذاتها وعواطفها مثل النمط أربعة..
ونصيحة علماء النفس لشخصية المُساعد تتلخص فى : “مارس نشاطات تشعرك بالمتعة كالرياضة والتأمل والمشى وحيدًا من أجل أن تركز على نفسك، كما يجب أن تهتم بالطفل الذي بداخلك فامنح نفسك الرعاية والحنان والاهتمام”..