اشتباكات وشغب ومواجهات بين المتظاهرين اللبنانيين وقوى الأمن غربي بيروت
شهدت عدد من مناطق العاصمة اللبنانية بيروت، اشتباكات واسعة وأعمال شغب ومواجهات عنيفة مستمرة بين مجموعات من المتظاهرين من جهة، والقوى الأمنية وقوات فض الشغب من جهة أخرى، وذلك لليوم الثاني على التوالي، في حين تواصلت مظاهر الاحتجاج السلمي وقطع الطرق في العديد من المناطق الأخرى في عموم لبنان في إطار المظاهرات الواسعة التي تشهدها البلاد.
واحتشد محتجون أمام ثكنة إميل الحلو (قسم شرطة مركزي بمنطقة مار إلياس) وحاصروها بالكامل مطالبين بالإفراج عن الشباب الذين ألقي القبض عليهم في أحداث العنف والشغب التي وقعت مساء أمس في محيط مصرف لبنان المركزي بمنطقة الحمراء التجارية، وما صاحبها من تحطيم واجهات فروع البنوك والمحال التجارية.
وتوترت الأجواء بصورة مفاجئة لتندلع اشتباكات عنيفة ومواجهات وعمليات كر وفر، حيث قام المحتجون برشق القوى الأمنية في مناطق مار إلياس وكورنيش المزرعة (غربي بيروت) بالحجارة والعبوات المياه، كما قاموا بتحطيم واجهات عدد من البنوك وماكينات الصراف الآلي الملحقة بها.
وردت قوات مكافحة الشغب بإطلاق وابل من قنابل الغاز المسيل للدموع لحمل المتظاهرين على التفرق، ليتحول الوضع إلى عمليات كر وفر، كما لجأ المتظاهرون إلى إطلاق المفرقعات والألعاب النارية بصورة كثيفة صوب القوى الأمنية.
وغطت سحب كثيفة من الغاز المسيل للدموع مناطق الاشتباكات، في حين تواجدت وحدات من الجيش اللبناني غير أنها لم تتدخل واكتفت بتأمين مقر ثكنة الحلو، وآثرت ترك أمر التعامل مع الوضع للقوى الأمنية وقوات مكافحة الشغب، نأيا بالجيش عن حالة الفوضى العارمة التي اندلعت في ظل التضارب والمواجهات الشديدة.
وألقت القوى الأمنية القبض على عدد من مرتكبي الشغب خلال عمليات الكر والفر، والتي كانت قوات مكافحة الشغب بأعداد كبيرة تقوم خلالها بإعادة التموضع بصورة متكررة، سواء بالتقدم تزامنا مع إطلاق القنابل المسيلة للدموع لحمل المتظاهرين على التفرق والتوقف عن إطلاق المفرقعات النارية، ثم التراجع صوب المدخل الرئيسي لثكنة الحلو ثم معاودة التحرك مجددا مع احتدام الوضع وتزايد الرشق بالحجارة والمفرقعات.
ودوى صوت سيارات الإسعاف في المنطقة لنقل المصابين جراء تصاعد حدة الاشتباكات ووقوع حالات اختناق لأشخاص بعد الإطلاق الكثيف للقنابل المسيلة للدموع، في حين افترش المتظاهرون بأجسادهم الطرق بعيدا عن مناطق المواجهات المستمرة بين الأمن والمحتجين.
واستخدم المتظاهرون صناديق النفايات في قطع الطرق، كما شوهد أشخاص ملثمون وهم يعمدون إلى رشق القوى الأمنية بالحجارة، في حين بدت شوارع مناطق الاشتباكات لاسيما منطقة مار إلياس وكأنها ساحة معركة تنتشر بها الأحجار الكثيفة وأثار الحرائق والتحطيم والتكسير.
من ناحية أخرى، تواصلت عمليات الاحتجاج في الساحات والميادين وكذلك قطع الشوارع وطرق السفر الرئيسية والأوتوسترادات في عموم البلاد، لاسيما في بيروت ومحافظات البقاع والشمال وجبل لبنان، وعدد من مناطق الجنوب، في إطار تصعيد المظاهرات احتجاجا على المماطلة في الاستجابة لمطلب الانتفاضة المستمرة منذ 3 أشهر بتشكيل حكومة حيادية من التكنوقراط المستقلين بمنأى عن التيارات والقوى والأحزاب السياسية.
واستعمل المتظاهرون الإطارات المشتعلة والأحجار الضخمة، وكذلك سياراتهم الشخصية والشاحنات في بعض الأحيان لقطع الطرق الرئيسية بين المحافظات، معتبرين أن السلطة السياسية هي المتسببة في تدهور الأوضاع الاقتصادية والمالية والمعيشية الحالية بلبنان، وأنها ترفض الامتثال لطلبات الانتفاضة الشعبية.