خبراء الطب البيطري يحذرون من سمكة الأرنب السامة
بعد انتشارها في الأسواق خاصة في المدن الساحلية، حذر خبراء الطب البيطري من تناول سمكة الأرنب السامة، التي تباع بأشكال عدة أبزرها منزوعة العظام والشوك (مخلية)، مما تسبب في ظهور حالات تسمم.
وتعيش سمكة الأرنب في البحرين الأحمر والمتوسط، وقد أطلق عليها هذا الاسم لأن أسنانها تشبه أسنان الأرنب، لكنها تملك غددا عالية السمية تشكل خطرا على حياة من يتناولها.
وتؤكد عضو مجلس النقابة العامة للأطباء البيطريين وطبيب أول تفتيش شيرين علي زكي، أن هذه السمكة تم رصدها منذ عام تقريبا في أسواق مدينة الإسكندرية، وهي سمكة مجرم بيعها أو عرضها أو تداولها، واعتاد الصيادون على رميها على الشاطئ بسبب أسنانها الحادة التي تقطع شباكهم، كما لوحظ أن الحيوانات البحرية الأخرى لا تتغذى عليها بسبب إحساسها الفطري بسميتها.
اعتقادات خاطئة
“يعتقد كثيرون أن سم سمكة الأرنب يوجد في كبدها، وأن التنظيف الجيد لها يحمي من سميتها لكن هذا الاعتقاد غير صحيح”، هكذا تؤكد شيرين علي زكي التي تترأس لجنة الشكاوى والمقترحات بنقابة الطب البيطري.
وأضافت أن “هناك صيادا شهيرا في البحار والتعامل مع أشكال شتى من الأسماك، طهى هذه السمكة لمجموعة من أصدقائه فأصيبوا بالتسمم، مما يكشف أن عامل الخبرة ليس كافيا في التعامل مع هذه السمكة الخطيرة”.
وأضافت الطبيبة البيطرية أن أعراض التسمم بعد تناول سمكة الأرنب تتمثل في الشعور بتنميل “خدر” في الجسد، حيث تفرز سم التيتروديكسين الذي يجعل الإنسان يشعر برغبة في النوم، ثم يتبع ذلك خفقان سريع في القلب ومغص وقيء وتأثر واضح على المراكز العصبية وهبوط في التنفس مع خلل في أجهزة الجسم وشلل في العضلات المرتبطة بالتنفس، وقد تؤدي في النهاية إلى الوفاة، مؤكدة أن السمكة لا يوجد لسمها مصل.
خطورة بيعها مخلية
وحذرت شيرين علي زكي من خطورة بقاء السمكة لوقت طويل خارج الماء، مثلما يحدث أثناء نقلها من المدن الساحلية إلى مناطق أخرى، لأن “السم يوجد في كبد السمكة وتحت جلدها وفي النخاع، وعندما يتم نقلها لمسافات طويلة يتحلل كبد السمكة في الطريق وينتقل السم إلى جميع أجزائها”.
وأضافت أن “العام الماضي شهد تقديم بعض النواب استجوابا بخصوص بيع هذه السمكة في الأسواق، وأكدت وزارة الزراعة تشكيل لجنة لتشديد الرقابة، لكن التجار يبيعونها منزوعة الشوك (مخلية) تحت مسميات أخرى، مما يُصعِّب التعرف عليها”.
وأشارت الطبيبة البيطرية إلى أن إحدى الأسر تواصلت معها وأكدت شعورها بنفس أعراض التسمم الناتجة عند تناول سمكة الأرنب، وقالت إن أفرادها أكلوا سمكا مخليا من دون التحقق من نوعه، وقد تم نقلهم إلى المستشفى.
وشددت على أن “المستشفيات لا تستطيع تقديم سوى إسعافات أولية بسيطة، لأن سم السمكة لا يوجد له مصل”.
وتكمل شيرين علي زكي: “سمكة الأرنب مشكلة عالمية تحتاج لوضع خطة للحد من تكاثرها، وفي بلاد مثل اليابان لا يمكن أكلها إلا بعد إعدادها على يد طاه تلقى تدريبات تستمر لسنين على كيفية تنظيفها، ويتم بعد ذلك منحه رخصة تفيد بقدرته على التعامل معها”.
وترى أن “الحل يكمن في تشديد العقوبات على بيعها بأي شكل”، كما نصحت بشراء الأسماك سليمة لا منزوعة العظام، لافتة إلى ضرورة رفع الوعي لدى المواطنين بخطورة سمكة الأرنب.