شعر / دﻻل الكرعاوي
في منتصف الليل
تبدأ الرحلة نحو ضفة القلب
تهب رذاذ الهموم..
فتعج اﻷوجاع
وتعصر قروحها
ثم توغل في الخاصرة
ألما
أسمه الذكرى..
تحت المطر الهاطل
وجه القمر الجميل
يلثم في الدهاليز
ندبة
تشوه تلك اﻷرصفة
فتحيك للمنافي
وطنا ضريرا مقعدا..
تشققت قدماه
من حصاد السنابل
ترثيه سحاب الصيف
في رئة الليل
منتصف هناك نافذة
ذات سقوف معتقة
تنبشها اﻹرضة
فتتساقط من سقوفها
خصﻻت شعر أحمر
لعجوز عانقت الموت
حتى تحجرت..
فتنكث منها رمال عفنة
متاهة تظن
أن مصاحبة الموت
بدعة
أن لم تباغيه عند الفجيعة
يتسلقها الحزن
يظمأ المر
يجوع
فينهش باظافره
جسد الليلة الماطرة
حتى الصباح
ثم يوغل في عناقها
فتشرق نصف الشمس
والنصف اﻵخر
سبراغوراه النسيان
فتحوم حول عينيها
غربان فتبتلعها
بأجنحتها السوداء
فتعلن الحداد
عندئذ
تختبئ حتى أشعار آخر ..
