سميحة أيوب تدلي بشهادتها في(150 سنة مسرح ) وتحكي تجربتها في فرنسا بعرض “فيدرا “
كتبت – هند هيكل
عدسة/ اسلام فاروق
أدلت سيدة المسرح العربي الفنانة الكبيرة سميحة أيوب بشهادتها في المحور الفكري ( 150 سنة مسرح ) ضمن فعاليات اليوم الرابع للمهرجان القومي للمسرح المصري وادار الناقد جرجس شكري اللقاءبعد اعتذار الفنانة سلوى محمد علي لإصابتها بكورونا.
وتحدثت الفنانة الكبيرة عن بداياتها الفنية، وكيف ساعدها خالها وتبناها منذ طفولتها للتقديم في معهد الفنون المسرحية، حتى أنها عاشت في منزله بمنطقة الزيتون وتركت منزل أسرتها لعدم اقتناعهم بدراستها الفن ، وكشفت سيدة المسرح العربي في شهادتها أنها كانت تحضر للمعهد كمستمعة، وأول يوم دخلت فيه المعهد ظل أستاذها بالمعهد يتجاهلها، وفي إحدى المرات أعطاها نص وطلب منها حفظه وأعطاها بعض الملاحظات حول النص، وطلب منها أن تأتي اليوم التالي وهي تحفظه بشكل كامل.
وتابعت: “لم أنم طوال الليل، وبالفعل ذهبت في اليوم التالي وقدمت النص بكل الملاحظات فأبدى أستاذي إعجابه بما قدمت، وهذا الأستاذ هو الفنان الكبير زكي طليمات”.
وأضافت: “لقيته بيقولي تعرفي أن دي أول مرة يخوني فيها ذكائي، أنا روحت لوزير المعارف وعملت استثنا ليكي وهتبقي نظامية وتاخدي ٦ جنيه” ، واستكملت: بدأت دراستي للمسرح تأخذ شكلا مختلفا، فكنت أدرسه على خشبة المسرح وفي المعهد، بعدها منحني دور الملكة في مسرحية (في خدمة الملكة) وكان هذا الدور فاتحة خير.
وكشفت أنها في إحدى المرات كانت تقوم بدورها في مسرحية “البخيل” فقال الدكتور زكي مبارك، أنني أمتلك حضورا كبيرا على المسرح، وكان معي في هذه المسرحية فاتن حمامة، وسعيد أبو بكر ، وتابعت:قدمت مسرحية نجحت نجاحا مدويا وهي (كسبنا البريمر)، وكنت أقدم فيها شخصية سيدة فقيرة لا تجد قوت يومها فقررت بيع ابنها وكانت سناء جميل تجسد دور السيدة التي ستقوم بشراء ابنها”.
وأضافت: “رغم إني كنت شايفة إن دوري ماكنش محتاج مجهود كبير، وخصوصا إن الأدوار الطيبة والسندريلا، مش محتاجين مجهود قد ما محتاجين كتابة كويسة” ولكن ادوار الشر هي الاصعب .
وأشارت إلى أنه تم ترشيحها للعمل في الإذاعة المصرية، وكان الصوت النسائي الوحيد الذي يعمل بالإذاعة وقتها هي الفنانة الكبيرة زوزو نبيل، وكان لديها تخوف كبير مما تسمعه عنها، وحينما قابلتها وجدتها سيدة لطيفة وجميلة للغاية، فقد ساعدتها كثيرا، خاصة أن الخوف كان يتملكها بمجرد دخول الإذاعة ، وكشفت الفنانة الكبيرة إلى أن اسمها في الإذاعة كان سميحة سامي، لأن عائلتها كانت ترفض عملها بالفن.
وتحدثت كذلك عن ضم فرقة المسرح الحديث للفرقة القومية، وثورتها مع زملائها ضد هذا القرار خاصة أنه تم إقالة الفنان زكي طليمات وتعيين الفنان يوسف وهبي بديلا عنه ، وتابعت: “هاجمت الفنان يوسف وهبي كثيرا في الصحف، وفي إحدى المرات طلب مقابلتي فرفضت فجاء يسألني مالك يا سميحة أنا متوسم فيكي حاجة وإنك ممثلة كويسة، وبعدين أنا شايلك حاجة إنتي وأمينة رزق، وبالفعل اتصالنا وعملت معاه مسرحية أعظم إمرأة ونجحت جدا، وابتدا يكلم الناس عني، وبعدها عاد فنانين من الهارج مثل سعد أردش وابتدوا يعملوا مزيج من المسرح الإيطالي والفرنسي”.
وأوضحت أنها قامت بأخراج ٥ أعمال مسرحية، وكانت التجربة الأولى “مقالب عطيات” التي كان من المقرر أن يخرجها الفنان عبدالرحمن أبو زهرة، وبعدما قام بتوزيع الأدوار سافر الأردن لفترة واستر سفره فاسند الي مدير المسرح عملية الاخراج واخرجتخا بنفس طريقة إخراج زكي طليمات، فقمت رسمت كل حركة ونمرتها ونجحت نجاح كبير جدا، لدرجة إن سمير خفاجة قالي اعمليلي مسرحية بس قلتله مش سكتي”.
وكشفت أن الكاتبة الكبيرة فتحية العسال قدمت لها عرضين مسرحيين هما “ليلة الحنة”، و”الخرساء”، مشيرة إلى أنها لم تتحمس للعرض الثاني، وتحمست كثيرا ل”ليلة الحنة”، التي حققت نجاحا وتم تسجيلها وعرضها بمسرح التليفزيون.
وعن فترة توليها للمسرح القومي، التي استمرت لمدة ١٤ عاما، انتهت بتقديمها استقالتها، قالت “أيوب” إنها تحمست كثيرا لترشيحها مديرة للمسرح القومي، فاكتشفت أنها رشحت لرئاسة المسرح الحديث وهو ما قابلته بحالة من الغضب والضيق الشديد، فقررت ألا توافق ، وتابعت: “الوزير قالي إني هبقى مديرة المسرح الحديث، ووافقت على مضض وكنت مقررة إني هقعد كام يوم وأستقيل وبالفعل كنت بروح وأنا مش مهتمة أعرف مين الناس الموجودين ولا أي حاجة، وفي اليوم التامن فتحت الراديو على بيان عبور قواتنا قناة السويس، فقلت بكرة فيه جمعية عمومية لكل الممثلين”.
وأشارت إلى أنها أصدرت تعليمات قائلة: “زي ما فيه ناس على الجبهة، عاوزين نعمل جبهة هنا، وفي خلال ٤٨ ساعة لازم نعمل حاجة وبالفعل عمل عبدالغفار عودة ومحمد نوح” مدد مدد .. شدي حيلك يا بلد “.
وكشفت أن المسرح الحديث أصبح منارة، فعلى سبيل المثال كلما حاول أحد ترشيح فنان سينمائي لبطولة مسرحية، كانت ترفض بغرض الاستفادة من العناصر التي تملكها بالمسرح، قائلة: “جيت أشتغل بأدواتي وفيه مرة رشحوا محمود المليجي لبطولة مسرحية لأنه نجم سينمائي كبير لكني رفضت وقلت هو على عيني وراسي بس أنا عندي حسن عابدين ولازم أستفيد بالناس اللي عندي في المسرح، مش هجيب حد من برة”.
وتابعت: “لقيت الوزير بيكلمني إني هتنقل المسرح القومي، وقال لي : الحقيني القومي وقع فرفضت وقلتله أنا حبيت المسرح الحديث، لكنه أصر وكنت حزينة جدا وأنا سايباه” ، واستكملت: “أول يوم رحت المسرح القومي لقيت ناس غايبة فابتديت أخصم، وقلت إن لازم نحترم مواعيدنا، وابتدينا نشتغل وننتج”.
وحكت موقفا جمعها بعبدالغفار عودة قائلة: “حينما تمسكت بحسن عابدين لبطولة المسرحية أثناء عملي في المسرح الحديث، اعترض عبدالغفار عودة، وقدم استقالته فقبلتها، وتعجب وقتها من قبولي الاستقالة بهذه السرعة فأصبح يتحدث عني بشكل سيء، وحينما توليت رئاسة المسرح القومي، وجدته هناك وكان في اعتقاده أنني سأنال منه”.
وتابعت: “في الوقت ده كان الممثلين في المسرح لديهم غضب من نجوم السينما لانهم حينما ياتوا للمسرح يحصلون علي أجر أكتر منهم ٢٠ مرة ولم يكن هناك التزام في المواعيد ولكني قلت لعبدالغفار عودة، البروفة السبت، فقالي: الممثلين مش بيجوا فقلتله : “السبت يعني السبت” ، وفعلا روحت لقيت الممثلين كلهم”.
وأشارت إلى أنها قدمت مسرحية “فيدرا” على خشبة المسرح، وهي واحدة من أشهر وأصعب الأعمال بالمسرح الفرنسي وبعدها قدمتها في فرنسا بعد ترشيح من وزير الثقافة الفرنسي ولولا سعد الدين وهبة لما سافرنا خاصة أن الأمور المتعلقة بنقل الديكور كانت صعبة جدا” واول ما ذهبت للمسرح بباريس دخلت خشبة المسرح حتى أخلق تفاعل بيني وبينها، وحتى أكون صداقة بيننا، لأنني أحمل هم فرقة كاملة، وليلة العرض وجدت تصفيق فاق تصوري وهذا شجعني كثيرا، وعرضنا بدار أوبرا باريس على مدار ١٥ يوما، وهذا أمر لم يحدث من قبل مع أي فرقة وافدة، فهذه الفرق تعمل يوم أو اثنين فقط”.