ملتقى الطفل بالجامع الأزهر: الكرم قيمة إنسانية تعزز تماسك المجتمع
عقد الجامع الأزهر اللقاء المائة لملتقى الطفل تحت عنوان ” الكرم قيمة إسلامية، وأوضح الشيخ محمد بيومي، الباحث بإدارةشئون الأروقة، أن الكرم يعد من الأخلاق الحميدة التي تميز الإنسان النبيل، فهو يعكس روح الإيثار وحب الخير للآخرين، وهو سمة أساسية تجعل المجتمع متماسكًا ومترابطًا، حيث يتجاوز مفهومه مجرد البذل المالي ليشمل العطاء بجميع أشكاله، سواء كان ذلك بالوقت، أو العلم، أو الجهد.
ولفت الباحث بإدارة شئون الأروقة، إلى أن الكرم هو سعة النفس في العطاء، حيث يتمتع الشخص الكريم برغبة في البذل دون انتظار مقابل، ويُعتبر الكرم من الأخلاق التي حثت عليها جميع الأديان السماوية والقيم الإنسانية، وفي الإسلام، يُعتبر الكرم من أسمى الأخلاق التي أمر بها الله تعالى ورسوله ﷺ، قال الله تعالى في كتابه الكريم: {وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنفُسِكُمْ} [البقرة: 272]، مما يُبرز أن العطاء يعود بالنفع على الشخص نفسه..
وأشار الشيخ محمد بيومي، إلى أن هناك مظاهر عدة للكرم منها: الكرم بالمال من إعطاء المحتاجين والتصدق للفقراء ودعم المشاريع الخيرية، ومنها الكرم بالوقت من قضاء الوقت في مساعدة الآخرين أو تقديم الخدمات الاجتماعية، والكرم بالعلم: تعليم الآخرين وتقديم المعرفة دون مقابل، ومساعدة الآخرين بجهدك، كخدمة كبار السن أو المشاركة في الأعمال التطوعية ، وتقديم الحنان والدعم النفسي للآخرين، كما أن للكرم أثرا كبيرا على الفرد والمجتمع، فهو يجعل الإنسان محبوبًا بين الناس، ويشعره بالسعادة النفسية والرضا الداخلي، ويطهر النفس من البخل والشح، كما أنه يُسهم في تقليل الفقر وتحقيق التكافل الاجتماعي، ويقوي العلاقات الإنسانية ويجعل المجتمع أكثر تماسكًا، يبني جسورًا من الثقة بين أفراده.
وعن الكرم في حياة الرسول ﷺ والصحابة، أوضح الباحث أن رسول الله ﷺ كان مثالًا حيًا للكرم، حيث قال أنس بن مالك رضي الله عنه: “كان النبي ﷺ أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل” [صحيح البخاري]، وقد ضرب الصحابة رضوان الله عليهم أروع الأمثلة في الكرم والبذل، حيث كان سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه يجهز الجيوش من ماله الخاص، ويقف إلى جانب المحتاجين في أصعب الظروف، فالكرم ليس مجرد صفة فردية، بل هو قيمة إنسانية تعزز من تماسك المجتمع وتساعد في بناء علاقات إنسانية قوية. لذا، يجب علينا جميعًا أن نغرس قيم الكرم والعطاء في نفوسنا ونشرها في مجتمعاتنا، لتصبح جزءًا من ثقافتنا اليومية.