الأزهري: مؤتمر الأوقاف الدولي يحشد الطاقات لمواجهة العنف والتكفير والتطرف
أكد وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري، أن برنامج المؤتمر الدولي التاسع لوزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية في دول العالم الإسلامي، جاء وافيا شاملا يشتبك مع هموم المسلمين ويناقش قضاياهم، ويحشد الطاقات والقدرات لمواجهة كل صور العنف والتكفير والتطرف والغلو والتشدد.
وقال الأزهري – في كلمته، خلال فعاليات الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الأوقاف والشؤون الإسلامية بمكة المكرمة، اليوم /الأحد/ -:” لقد أتيت من أرض الكنانة مصر ومن شعبها الكريم ومن قيادتها الحكيمة ومن أزهرها الشريف محملا بخالص التحية والإجلال والتقدير للمملكة العربية السعودية ملكا وولي عهد وحكومة وشعبا ولسائر الحضور ولسائر بلادكم وأوطانكم العزيزة والغالية على قلوبنا”.
وأضاف “أن المؤتمر يناقش قضايا الغلو والتطرف وتحصين المنابر، بما يحشد جميع الطاقات والقدرات لمواجهة كل صور العنف والتكفير والتطرف والغلو والتشدد، ونطفئ معا نيران العنف والإرهاب ولنكون في زماننا أمناء على ديننا وأوطاننا”. ونوه إلى ضرورة الاقتداء بسيدنا عبد الله بن عباس في مواجهته الجريئة العلمية التي فكك فيها فكر التطرف والتكفير في زمنه ليكون نبراسا لكل الحضور وكل صاحب منبر وقلم من الأمناء على الدين أن يخوضوا معركة مواجهة الإرهاب والتطرف بكل جرأة وجسارة لنحمي ديننا وبلادنا من كل شر.
وتابع أن المؤتمر اختار عنوانا آخر من عناوينه الكبرى وهو قضية القيم الإنسانية المشتركة التي ينادي بها المسلمون في أنحاء الدنيا.. لافتا إلى أن القرآن الكريم جاء محملا بمستويات متعددة من الهداية تخرج بمواثيق وقيم ومقاصد عليا جاء بها الشرع لتجمع شمل البشر على الخير والحق والهدى ولتكون مفتاحا للاهتداء إلى الله.
وأكد وزير الاوقاف الدكتور أسامة الأزهري أن القيم المشتركة أحد أهم أهداف مؤتمر وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية التي يتم العمل عليها وتزكيتها لإيصالها للناس أجمعين.. وقال “إن قضية الوطن والانتماء إليه والمواطنة تأتي على قائمة أعمال المؤتمر فهي من أهم القضايا في ظل زمن وعقود مضت نشطت فيه جماعات الإرهاب والتطرف في تقديم خطاب يقزم شأن الوطن ويصغره.
وقال الأزهري “بالرجوع إلى تاريخ الأئمة السابقين نجد الجاحظ ألف كتابا عن حب الوطن، كما صنف صالح بن جعفر بن عبدالوهاب الهاشمي كتبا في الحنين إلى الأوطان وغيرهم”.
وبشأن قضية وسائل التواصل الحديثة، قال الأزهري “إن العالم يموج حولنا بطوفان هادر من الأفكار والتيارات حتى تحول عالم السوشيال ميديا إلى الميدان الحقيقي للخطر، حيث التيارات التي تختطف عقول الأبناء لتجندهم في سبيل الإرهاب، فكان لابد من وجود من يقدم مقاصد الشرع الشريف ومعاني الهداية”.
وأكد أن القدس وفلسطين كانت وستظل القضية الأولى في وجدان كل مسلم، داعيا الله جل جلاله أن يعجل بالفرج على الأشقاء في فلسطين وغزة خصوصا، وأن يرفع الله كل ما نزل بهم من ظلم وقهر وأن يأتي اليوم الذي يتقرر فيه حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف الأزهري” من بلد الله الأمين من مكة المكرمة ينطلق صوتنا جميعا معتصمين بحبل الله كلمتنا واحدة في تقديم الهداية والإرشاد والعلم والرحمة، ومقاصد الشريعة لكل الدول الإسلامية، بما يجمع القلوب ويحقن الدماء ويطفئ نيران العنف ويعيننا على مواجهة تحديات العصر، ثم تقديم الإسلام للعالمين دين الحق والهدى والخير والعلم واحترام الأكوان وحفظ الأوطان وازدياد الإيمان”.