الصين تطلق سفينة الفضاء المأهولة (شنتشو-18)
أطلقت الصين اليوم (الخميس) سفينة الفضاء المأهولة (شنتشو-18) لإرسال ثلاثة رواد فضاء إلى محطة الفضاء المدارية الصينية (تيانقونغ) في مهمة مدتها ستة أشهر.
وانطلقت سفينة الفضاء، التي حُملت على متن صاروخ حامل من طراز (لونغ مارش-2إف)، من مركز جيوتشيوان لإطلاق الأقمار الصناعية شمال غربي الصين.
أفراد طاقم (شنتشو-18) هم يه قوانغ فو و لي تسونغ و لي قوانغ سو، حيث يقود يه المهمة، وفقا وكالة الفضاء المأهول الصينية.
تمثل المهمة (شنتشو-18) رحلة يه الثانية إلى الفضاء، وذلك عقب دوره السابق كعضو في طاقم المهمة (شنتشو-13) في الفترة من أكتوبر 2021 إلى أبريل 2022. ويقوم كل من لي تسونغ و لي قوانغ سو بأول مغامرة فضائية لهما على الإطلاق.
– “حوض سمك” و”حديقة” في الفضاء
قال لين شي تشيانغ، نائب مدير وكالة الفضاء المأهول الصينية، امس الأربعاء خلال مؤتمر صحفي، إن أفراد الطاقم سيستخدمون خزائن التجارب العلمية والحمولات خارج المركبة لتنفيذ أكثر من 90 تجربة في مجالات الفيزياء الأساسية في الجاذبية الصغرى وعلوم المواد الفضائية وعلوم الحياة الفضائية وطب الفضاء وتكنولوجيا الفضاء.
تتمثل المهمة الفريدة لرواد الفضاء الثلاثة في إنشاء “حوض سمك” لتربية الأسماك في بيئة منعدمة الجاذبية.
سيقوم الرواد الثلاثة بإنشاء نسخة مبسّطة من نظام إيكولوجي مائي باستخدام سمك الدانيو المخطط وطحالب السمك الذهبي لدراسة كيفية تأثير بيئة الفضاء على نموها وتوازن نظامها.
ويبلغ حجم “حوض السمك” 1.25 لتر ويمكن أن يستوعب أربعة أسماك صغيرة. وحال نجاح التجربة، سيكون ذلك بمثابة اختراقة كبيرة في تربية الفقاريات في برنامج الفضاء الصيني . سيجد رواد الفضاء الثلاثة البهجة في “حوض الأسماك” الفضائي، ويمهد ذلك الطريق لنظرائهم في المستقبل للاستمتاع بتناول الأسماك المغذّية من محاصيلهم في المدار.
وقال تسانغ هواي شينغ، كبير باحثين في التجارب العلمية لمحطة الفضاء الصينية، ويعمل في مركز التكنولوجيا والهندسة لاستخدام الفضاء التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، “تتضمن الخطوة التالية في بحثنا إجراء تجارب على ذباب الفاكهة والفئران“.
سيجري الرواد الثلاثة في المدار أيضا تجربة لزراعة النباتات. والغرض من هذه التجربة هو تحليل التغيرات في وظيفة الخلايا الجذعية النباتية وتعبيرها الجيني في بيئة ذات جاذبية الصغرى. ووفقا للعلماء، سيوفر هذا البحث دعما نظريا لتصميم المحاصيل التي يمكنها التكيف مع ظروف الفضاء الخارجي.
وستجري أيضا زراعة وتربية أكثر من 100 بذرة أرابيدوبسيس في الفضاء لمدة أربعة أسابيع تقريبا. وسيقوم الطاقم على متن المحطة الفضائية بتجميدها عند 80 درجة مئوية تحت الصفر في الزمن الفعلي وإعادتها إلى الأرض لإجراء مزيد من التحاليل والبحوث.
بالإضافة إلى التجربتين المتعلقتين بالأسماك والنباتات، سيجري الطاقم أيضا أبحاثا جزيئيّة حول الأصل المشترك للبروتينات والأحماض النووية، بالإضافة إلى أصل الكودونات. وعلاوة على ذلك، سيختبر رواد الفضاء مادة لتغليف المركبات الفضائية تم تطويرها حديثا.