الفنان محمد صبحي: الوطن من الثوابت التي لا رجعة فيها.. والفن يعد معولًا إما للبناء أو الهدم
( أ ش أ)
أكد الفنان الكبير محمد صبحي أن الوطن من الثوابت التي لا رجعة فيها .. معتبرا أن الفن يعد معولا إما للبناء أو للهدم.
جاء ذلك خلال استضافة الدكتورة آيات الحداد عضو مجلس النواب الفنان محمد صبحي وذلك للحديث عن دور الفن والدراما في تغيير فكر وثقافة المجتمع بحضور العديد من نجوم المجتمع والشخصيات العامة.
وقال صبحي :” إن الفن من وجهة نظري معولا إما للبناء أو للهدم ، وأنني اتخذت قرارا أن لا أهدم أسرتي وعشيرتي ولا الحي ولا وطني، فهي ثوابت لا رجعة فيها مهما اختلفت طريقة التقديم وطريقة الفن وليس هناك شيء أخجل منه”..
مضيفا :”إذا أردت أن تبني أمة عظيمة فعليك أن تبني طفلا عظيما بالعلم وبالأخلاق، لأن الطفل البالغ من العمر ستة أعوام إما أن يبني أمة أو يهدمها بعد عشرين عاما”.
وتابع قائلا:” لم أندم على أي شيء في حياتي الشخصية أو العملية أو الفنية، وأنا حساباتي دقيقة جدا قبل كل خطوة وممكن يكون فيه أخطاء لكن لم أندم على شيء اتفقت مع نفسي أن أقدمه”.
وعن الروافد التي تبني الإنسان أوجزها الفنان صبحي في التعليم والفن والثقافة ثم الوعاء الذي يعرض الفن، ثم الأسرة، فلو الأسرة مفككة أو غير مستقرة لا تنتظر من الأولاد أن يكونوا أسوياء ..
مشيرا إلى ضرورة أن يكون الفن منضبطا ولا يتعارض مع الضحك، وحول معيار وصول رسالة الفن للفرد في المجتمع .. قال الفنان الكبير :” دائما أقول لو أن المشاهد خرج من المسرح ولم يتحدث عن المسرحية لمدة أسبوع فهذا يعني أن المسرحية والرسالة لم تصله ، ورسالتي دائما أن المثقف والأمي عندما يتجاوران يخرجان بوعي واحد”.
وحول مسرحيته: “عائلة اتعملها بلوك” ومدى تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الأفراد ..وصف الفنان صبحي عالم السوشيال ميديا والفضاء الإلكتروني بأنه أصبح مجزرة لفظية; بسبب ما تشهده من تلاسنات وسجالات وشتائم متبادلة على مدار الساعة، حول أمور غير مهمة من الأساس.
وأردف بالقول:” السوشيال ميديا أفقدتنا نقاءنا وأكسبتنا غلظة في التعامل، وفوضى في الحوار، وقسوة في الحديث، وأخرجت أسوأ ما فينا من سلوكيات وأخلاقيات ، مواقع التواصل الاجتماعي آلة فاعلة في ترويح الانحرافات الأخلاقية والدينية مثل الشذوذ والإلحاد وبيع الأوطان”..
داعيا أولياء الأمور إلى الاهتمام بتربية الأبناء وترشيد استخدامهم الهواتف المحمولة وارتياد الفضاء الإلكتروني.
وحول قضيته الأهم التي يتبناها في الفن .. أكد الفنان محمد صبحي أن مهمته في الفن هي قضية ذوي الهمم أو ذوي القدرات الفائقة.. مشددا على ضرورة دعمهم “مفيش حاجة اسمها ذوي الاحتياجات، لأنهم يريدون أن يعملوا بما تعلموه”.
وفي هذا السياق ..شدد الفنان الكبير على أن الدولة مؤمنة تماما بدور ذوي الهمم .. لافتا إلى أن الفترة الحالية هي أكثر حقبة بها اهتمام لذوي القدرات الفائقة. وقال :” هناك أشخاص سافروا إلى الخارج وأصبحوا علماء”..
مشيرا إلى اهتمام الدولة بهم، والتعليم العالي يمنح الفرصة لذوي القدرات في الإبداع، وهي جهود لابد أن تثمر وتستمر .. مطالبا ذوي القدرات بعمل مسرحية وعرضها على مسرحه بمدينة سنبل.
من جانبها .. أكدت الدكتورة آيات الحداد عضو مجلس النواب أنها كانت حريصة على محاورة الفنان محمد صبحي لما يمثله من مكانة كبيرة في مصر والعالم العربي ليس فقط على المستوى الفني ولكن على المستوى الأخلاقي والتربوي، لأن أعماله كانت بمثابة المعلم والمرشد لجيل الشباب خاصة مسلسل عائلة ونيس، وفارس بلا جواد في الدراما، والعديد من الأعمال المسرحية ذات الطابع السياسي والمجتمعي والتنويري.
وأشادت الحداد بأعمال الفنان محمد صبحي التي غيرت القوانين والأوضاع المجتمعية مثل مسلسل سنبل ورحلة المليون الذي كان سببا في لفت الانتباه إلى الصحراء وضرورة تعميرها باستغلال طاقات الشباب إلى جانب عائلة ونيس ذلك المسلسل العامر بالأخلاقيات والذي كان سببا في منح الزوجة المصرية المتزوجة من أجنبي، الحق في منح أطفالها الجنسية المصرية.