“السنيورة”: النهاية الحتمية للحرب في غزة قد تكون حافزًا لسلام شامل
رأى رئيس الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة، إنه من الممكن أن تكون النهاية الحتمية للحرب في غزة حافزًا لسلام إسرائيلي شامل مع العالم العربي على أساس حل الدولتين.
وقال “السنيورة”، في مقال كتبه بصحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية نشرته عبر موقعها الاليكتروني اليوم الأربعاء: “إن الفرصة لتحقيق سلام حقيقي وواسع النطاق هي فرصة حقيقية ولا ينبغي أن يحجبها ضباب الحرب، ويتعين ألا يقتصر النقاش المستقبلي على مستقبل غزة فحسب، لقد كان العالم العربي على استعداد لصنع السلام منذ أن اقترح مبادرة السلام العربية في بيروت عام 2002، ولايزال هذا الالتزام حيًا إلى يومنا هذا، ومن ثم ينبغي على إسرائيل أن تتحين هذه الفرصة، وأن تستهل بذلك حقبة جديدة في الشرق الأوسط”.
وأضاف رئيس الوزراء اللبناني الأسبق: “أنه على الرغم من ضراوة القصف والخسائر الفادحة في أرواح المدنيين الأبرياء في غزة، إلا أن الصراع يظل قاصرا إلى حد كبير على مواجهة إسرائيلية فلسطينية – وبشكل أكثر تحديدًا، يُفهم على نطاق واسع في العالم العربي على أنه صراع مع حماس، وهذا أمر مهم، لاسيما وأن الوضع في الضفة الغربية لا يزال قابلًا للاشتعال”.
وأكد أن الدول العربية راهنت على التسوية السلمية ولاتزال تفعل ذلك، وللمرة الأولى، اجتمعت مؤخرًا 57 دولة عربية وإسلامية في المملكة العربية السعودية ودعت إلى حل سلمي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، مؤكدة التزامها بمبادرة السلام العربية”.
وأشار إلى، أنه في مواجهة الفظائع التي ارتكبتها إسرائيل في غزة، رد العالم العربي بالإدانة ولكن الأهم من ذلك، أنه كان عبر الدبلوماسية، ولم تصدر أي تهديدات عسكرية من أي دولة عربية تجاه إسرائيل .. مستشهدًا بالأردن ومصر وكلاهما ترتبطان بحدود مع إسرائيل فهما ملتزمان بالسلام الدائم مع إسرائيل بينما لا تظهر سوريا أي استعداد للانضمام إلى المعركة، وفي لبنان، يعارض المسؤولون الحكوميون وكذلك العديد من اللبنانيين تصعيد الأمر.
وقال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق: “إنه من الممكن تجنب إشعال فتيل حرب أوسع نطاقًا، فقبل 7 أكتوبر، اتفقت إسرائيل وحزب الله على قواعد اشتباك ضمنية أبقت حدود إسرائيل مع لبنان هادئة نسبيا وشهدت قيام حزب الله بتسهيل اتفاق بحري مع إسرائيل” .. مشيرًا إلى أنه في الوقت ذاته يتعين على الإسرائيليين أن يدركوا أن أفضل علاج للتوسع الإيراني هو حل الدولتين مع الفلسطينيين.
وأضاف: “قبل السابع من أكتوبر، كان عدد قليل من الإسرائيليين يعتقد أن الوضع الراهن يشكل تهديدًا وجوديًا، وكان لدى إسرائيل في الوقت ذاته اعتقاد خاطئ بأن الحوافز الاقتصادية والاسترضاء من شأنها أن تصرف حماس عن الدخول في مواجهة عسكرية كبرى، واعتقدت إسرائيل أن السلام الاقتصادي مع العالم العربي مع الإبقاء على الاحتلال، يمكن أن يكون بديلا لسلام شامل ودائم في المنطقة، ولكن حرب السابع من أكتوبر والمذبحة التي تلت ذلك في غزة كانت نتيجة للدبلوماسية الفاشلة، والأمنيات الإسرائيلية بأن الوقت سوف يؤدي إلى تآكل ما تبقى من هوية الفلسطينيين وطموحهم في إقامة دولة مستقلة”.
وتابع رئيس الوزراء اللبناني الأسبق: “إنه على الرغم من عدد القتلى الكبير في السابع من أكتوبر إلا أن الإسرائيليين اقتنعوا بأنهم معرضون للخطر عسكريًا، وأن ضعفهم الحقيقي لن يختفي إلا إذا تم التوصل إلى تسوية عادلة ومنصفة”.
واستشهد بمقال افتتاحي كتبه الرئيس الأمريكي جو بايدن، بصحيفة (واشنطن بوست)، أكد فيه بشكل قاطع أن “حل الدولتين هو السبيل الوحيد لضمان الأمن على المدى الطويل لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين”، وعلق “السنيورة” قائلًا: “إنه كان من الممكن أن يضيف بايدن عبارة وكذلك المنطقة برمتها، فيد العالم العربي ممدودة إلى إسرائيل، ومن المفيد للقيادة الإسرائيلية بعيدة النظر أن ترد بالمثل، وأن تبدأ العمل مع شركائها صوب صياغة سلام دائم وهادف”.